ما بين حزن وغضب يخيم على جموع المهتمين بالرياضة والرأي العام في مصر، شيعت، مساء أمس الخميس، جنازة الملاكم الشاب رامز حسام الذي لقي حتفه متأثرًا بإصابته بنزيف في المخ ودخوله في غيبوبة أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية للملاكمة بمدينة طنطا، وسط دعوات ومطالبات بضرورة وقف ممارسة "الرياضات الخطرة والعنيفة".
وقبل عدة ساعات، أعلن نادي السكة الحديد بطنطا عن وفاة لاعب الملاكمة رامز حسام متأثرا بإصابته بنزيف في المخ ودخوله في غيبوبة، جراء تلقيه ضربة قوية من منافسه في ختام بطولة الجمهورية للشباب في لعبة الملاكمة.
ونقل اللاعب الراحل على الفور مستشفى جامعة طنطا، ليتم وضعه على أجهزة التنفس بعد أن دخل في غيبوبة، وبعد 3 أيام بالعناية المركزة لفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة نزيف بالمخ تعرض له بسبب ضربة قاضية أثناء المباراة، بحسب تصريحات صحفية منسوبة لوالد الملاكم الراحل.
وأقيمت مباراة بطولة الجمهورية للملاكمة بين اللاعب رامز حسام الضحية وملاكم آخر في نادي السكة الحديد بـ طنطا، وانتهت المباراة بخسارة الملاكم رامز حسام بالضربة القاضية يوم، ولكن تمكن اللاعب من الوقوف عقب إعلان نتيجة خسارته، وسرعان ما سقط على الأرض، وتم نقله بسيارة الإسعاف إلى المستشفي.
واستقبلت مستشفي طوارئ طنطا الجامعي، اللاعب رامز حسام بعد أن تم إصابته بارتجاج في المخ أثناء مشاركته في بطولة الجمهورية للملاكمة، وتم خضوع الملاكم رامز حسام لعمليات جراحية، وتوافرت كافة الاحتياجات، وتم اتخاذ كافة الإجراءات الطبية اتجاهه، ولكن توفي اليوم داخل المستشفى.
وزير الشباب والرياضة ينعي الملاكم الراحل
من جانبه، نعى وزير الشباب والرياضة، الدكتور أشرف صبحى اللاعب الملاكم رامز حسام، الذي توفي اليوم متأثر بإصابته بنزيف في المخ ودخوله في غيبوبة، جراء تلقيه عدة ضربات قاتلة على يد منافسة في ختام بطولة الجمهورية للملاكمة.
وتم تشكيل لجنة من المختصين بوزارة الشباب والرياضة، للتحقيق في واقعة وفاة الملاكم رامز حسام، كما تم التواصل مع اتحاد الملاكمة، للوقوف على ملابسات الواقعة، والتأكد من توافر كافة عناصر التأمين اللاعبين خلال المباراة.
تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الملاكم رامز حسام
أما عبد العزيز غنيم، رئيس اتحاد الملاكمة، فقال إن وفاة الملاكم رامز حسام، البالغ من العمر 17 عامًا، هي قضاء وقدر بعد تعرضه لإغماء، مشيرا إلى أنه "فتح تحقيقا رسميا لمعرفة سبب وفاة الشاب رامز بعد هزيمته في المباراة النهائية لبطولة الجمهورية للملاكمة وزن 75 كيلو، والتي أقيمت الأسبوع الماضي بنادي السكة الحديد في مدينة طنطا في دلتا مصر".
وأضاف غنيم أن "حسام خرج من المباراة بكامل صحته، وبعد نصف ساعة من انتهاء المباراة أبلغ الجهاز الطبي بشعور اللاعب بالإعياء، ونقل إلى المستشفى على الفور، حيث تبين إصابة اللاعب بنزيف حاد في المخ، وخضع لعملية جراحية دقيقة استغرقت عدة ساعات لوقف النزيف، غير أنه توفي لاحقًا".
اتهامات بالإهمال.. أسرة الملاكم تهاجم اتحاد الملاكمة
واتهمت أسرة اللاعب رامز حسام الاتحاد العام للملاكمة لتقصيره، بسبب عدم وجود فريق طبي متخصص في المباراة، لإنقاذه اللاعبين إذا حدث اي إصابات مفاجئة، وذلك بعد أن تم تحرير محضر بالواقعة لأخطار النيابة العامة مباشرة، لبدء التحقيقات.
إلغاء الرياضات الخطرة والعنيفة
وعلى صعيد متصل، سادت حالة من الحزن والغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، لتخرج مطالبات بضرورة العمل على وقف جميع الرياضات العنيفة والخطرة على حياة الإنسان، واعتبر مغردون عبر موقع التدوينات القصيرة "تويتر" أن استمرار ألعاب مثل الملاكمة تمثل ظلم للرياضة لما تمثله من مخاطر كبيرة على الإنسان حتى لو على المدى البعيد، داعين الدولة للتحرك عاجلا من أجل إلغاء الرياضات العنيفة مثلما تعاملت إسبانيا مع مصارعة الثيران"، ومن جهة أخرى، رأى آخرون أن سبب وفاة الملاكم رامز حسام "إهمال اتحاد الملاكمة وعدم وجود أطباء أثناء وقبل وبعد المباراة".
رامز حسام آخرهم والضحيا بالمئات.. الملاكمة تحصد أرواح لاعبيها
ويقدر عدد ضحايا رياضة الملاكمة الذين سقطوا داخل حلبة الملاكمة بنحو 500 ملاكم لقوا حتفهم أثناء ممارسة اللعبة – بحسب إحصائية غير رسمية اعتمدت على حساب ضحايا اللعبة منذ إقرار "قانون ماركيز غلاتسبري" التي أقرها الإسكتلندي جون شولتو دوغلاس في القرن التاسع عشر.
قانون ماركيز واللعب النظيف
ويعرف قانون ماركيز بأنه ينظم اللعب النظيف بين الملاكمين، كما أنه أول من أدخل القفازات في الملاكمة، ومنع ارتداء الأحذية الكبيرة التي قد تضر بالمنافس، ولا يختلف كثيرًا عن قانون مفوضية الملاكمة الذي يتبع في جميع المباريات بالوقت الحالي.
ويعد الملاكم المصري الشاب رامز حسام (17 عامًا) هو آخر ضحايا الملاكمة التي اعتادت حصد أرواح لاعبيها في السنوات القليلة الماضية.
وقبل سنوات معدودة، وبالتحديد في أكتوبر 2019، توفي الملاكم الأمريكي باتريك داي عن عمر يناهز (27 عامًا) بعد تلقيه لكمة قاضية في مباراته مع مواطنه تشارلز كونويل، وهو ما تسبب بإصابته بأذى بالغ في الدماغ أدى إلى وفاته.
وفي يوليو 2019 أيضًا، لقي الملاكم الروسي ماكسيم دادشيف حتفه بعدما تعرض إلى تجمع دموي في الدماغ خلال مباراته مع البورتوريكي سوبرايل ماتياس والتي امتدت إلى 11 جولة، قبل أن يتهاوى دادشيف إلى الأرض ويدخل في غيبوبة، وفارق الحياة بعد ذلك بأيام.
وفي الشهر ذاته، فارق الأرجنتيني هوغو ألفريدو سانتييان الحياة في الحلبة التي جمعته بالأورغوياني إدواردو خافيير أبريو، وبحسب التقارير التي صدرت حينها فإن أنف هوغو بدأ بالنزيف في الجولة الرابعة، وبعدما أوقف المنظمون المباراة، ذهب الأرجنتيني إلى المستشفى ليكتشف تعرضه إلى تلف في الدماغ وفشل كلوي، وأخيرًا توفي بسبب سكتة قلبية.
وفارق البلغاري بوريس ستانوشوف الحياة في مباراته مع الألباني أرديل موريا يوم 21 سبتمبر 2020، واكتشف المنظمون أن بوريس كان يستعمل تصريح قريبه الطبي ليواصل خوض المباريات، قبل أن يغمض عينيه إلى الأبد.
وفي مباراة أخرى كان الملاكم المصري كباري سالم طرفًا فيها، شهدت المباراة وفاة الملاكم الأمريكي راندل كارفر في سبتمبر من العام 1999، وجاء سبب الوفاة تلف في الدماغ تعرض إليه الأخير، عقب تلقيه عدة نطحات من الملاكم المصري الذي مثل بلاده في أولمبياد أطلانطا 1996.
ولعل من أشهر ضحايا الملاكمة، البريطاني دانيال مارشال، الذي يعد "الأسوأ حظًا على الإطلاق"، إذ فارق الحياة متأثرًا بإصابات تعرض إليها بمباراته الاحترافية الأولى في ديسمبر 1962.