الثلاثاء 22 أكتوبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

الشرائح المغناطيسية في جهاز الآيباد 2 تؤثر سلبًا على بعض الأجهزة الطبية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تُشير دراسةٌ حديثة إلى أنَّه يمكن للشرائح المغناطيسيَّة، الموجودة ضمن جهاز الآيباد2 من آبِّل، أن تشوِّشَ على إعدادات صمامات التحويلات القابلة للبرمجة مغناطيسيًا، والتي هي أجهزةٌ بالغة الحساسيَّة تعمل على تخفيف التدفُّق الزائد من أدمغة المرضى المصابين باستسقاء الدماغ وبحالات أخرى.
قرَّر باحثون من جامعة ميشيغان تقصِّي هذه الظاهرة بعد أن تعرَّضَ مريضٌ مُصاب باستسقاء دماغي، لا يتجاوز شهره الرابع من العمر، إلى قصور في أداء التحويلة عقبَ زرعها بثلاثة أسابيع في دماغه؛ حيث اعتادت والدة الرضيع إطعامَه واستخدام جهاز الآيباد في وقتٍ واحد. وكان رأسُ الطفل قريبًا من الحاسب اللَّوحي عن غير قصد منها.
"لا مجال للشكِّ في أهمِّية الدور الذي تمارسه التكنولوجيا في خدمة الرعاية الصحِّية في معظم الأحيان، لكنَّ هذه الحالةَ التي نتناولها تدفعنا نحو مزيدٍ من الاهتمام بمسائل التكنولوجيا".
هذا ما قاله الطبيبُ سلفاتور إنسينغا، وهو جرَّاح أعصاب في معهد كوشينغ لعلم الأعصاب في مانهاست بنيويورك، مع أنَّ سلفاتور لم يشارك في الدراسة.
كما أضاف قائلًا: "نحن نعلم بشكل واضح أنَّ التحويلات القابلة للبرمجة معرَّضةٌ لتموُّجات الحقل المغناطيسي، ويمكن للرنين المغناطيسي - على سبيل المثال - أن يُغيِّر من إعدادات التحويلة، لكن لا أعتقد أنَّنا على علم بكافَّة الأدوات التي لديها تأثيرٌ مغناطيسي في تلك الأشياء".
يُمكن أن يُصابَ الأطفالُ والبالغون باستسقاء الدماغ (انتفاخ في الدماغ ينتج عن تراكم السائل فيه وفي النخاع الشوكي) بسبب أشكال مختلفة من الحالات الطبِّية. كما تُستخدم الأجهزة المغناطيسية من ناحية طبيَّة من أجل تغيير إعدادات صمامات التحويلة القابلة للبرمجة، والتي تسمح بمرور السائل الفائض إلى أجزاء أخرى من الجسم.
قام واضع الدراسة، الطبيب كورماك ماهر، وهو جرَّاح أعصاب في طبِّ الأطفال بجامعة ميشيغان، مع عدد من زملائه باختبار الآيباد2 مع ومن دون الغطاء الذكي من آبِّل، والذي يحتوي على مغانِط إضافية، وهو النوعُ الشائع الاستخدام مع الحاسب اللَّوحي.
وجد ماهر، بعدَ تعريض عشرة صمامات قابلة للبرمجة في التحويلة، لتأثير مغناطيس غطاء الآيباد لمدَّة عشر ثوانٍ على خمس مسافات مختلفة، أنَّ الإعدادات تغيَّرت بنسبة 58 في المائة في الصمامات الموجودة على مسافاتٍ تراوحت بين صفر وواحد سنتمتر.
كما تغيَّرت بنسبة خمسة في المائة في الصمامات عندما زيدَت مسافات التعرُّض إلى ما بين واحد سنتمتر واثنين ونصف. ولكن، بعد التعرُّض من مسافة تراوحت ما بين اثنين ونصف سنتمتر وخمسة سنتمترات، تغيَّرت إعداداتُ صمامات التحويلة بنسبة واحد في المائة فقط، ولم تُسجَّل تغيُّرات عندَ مسافات أكبر.
قال الطبيب ماهر: "عندما نعلم أنَّ صمامًا قد جرى ضبطُه بشكل خاطئ بالنسبة للإعدادات، فمن السهل إعادة هذا الضبط"، مع ملاحظة أنَّ مريضه الرضيع لم يظهر شكوى من أعراض مستمرَّة.
ولكن، يتابع الطبيب ماهر قائلًا: "من المحتمل أن يكونَ التأثير على جانب من الخطورة إذا لم نتعرَّف إلى الإعداد الذي تغيَّر، فهناك احتمالٌ لحدوث مضاعفات من فرط التصريف أو نقص التصريف".
لقد جرت محاولاتٌ متكرِّرة للاتصال بالفرع الرئيسي لشركة آبل في كوبيرتينو بكاليفورنيا، للحصول على تعليق حول نتائج البحث، لكن من دون جدوى.
ولذلك، حذَّر الطبيبُ ماهر وعددٌ من الخبراء مستخدمي صمامات التحويلة القابلة للبرمجة، إضافة إلى أهلهم أو من يرعاهم، من التأثيرات التي يُحدثها استخدامُ الآيباد على مقربة من رأس مرضى استسقاء الدماغ؛ كما نصح بتجنُّب استخدام الأطفال لهذا الجهاز بشكل قريب ومباشر من الرأس، ووضعه بعيدًاً عنهم عند النوم.
وفي نصيحة أخرى منه، قال أيضًا: "لا بأس في الاستخدام الروتيني لتلك الأجهزة، لكن يجب توخِّي الحكمة معها". وأوصى الدكتور جوناثان زانج، وهو جرَّاح أعصاب في معهد الجراحة العصبية المَنهجية في هوستون، بإنجاز المزيد من الأبحاث لتأكيد العلاقة بين السبب والنتيجة في الآيباد وصمَّامات التحويلات القابلة للبرمجة.
كما قال الطبيب زانغ: "لا ريب في أهميَّة وتشويق نتائج هذا البحث ما دمنا ماضين في استخدام المزيد والمزيد من التكنولوجيا، فالعالمُ في تغيُّر مستمر، ونحن نحتاج بالتأكيد إلى دمج نتائج الأبحاث الحديثة ضمن الممارسات الطبِّية، وهذه هي قصَّة تهدف إلى النصح والعبرة "