أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن الغاز كان وسيظل موردا قيما لفترة طويلة من الزمن.
وقال بوتين - خلال مشاركته بمناسبة الذكرى الـ30 لتأسيس شركة "غازبروم" وفقا لقناة روسيا اليوم الإخبارية - "إنه يتم العمل الآن على مهام محددة، ومشاريع جديدة لشركة (غازبروم) استنادا إلى تحليلات تفصيلية من الخبراء، وتوقعات التغيرات في مسارات الأسواق العالمية"، لافتا إلى أن الجميع يتفق على أن الغاز كان وسيظل المصدر الأكثر قيمة، والحقيقي للشركة لفترة طويلة للغاية، بل وسينمو الطلب عليه.
وأضاف الرئيس بوتين أن روسيا تعمل على تطوير قطاع الغاز، مشيرا إلى أن "غازبروم" تمتلك الكثير من عقود التصدير، مشيرا إلى أن الزيادة في استهلاك الغاز في المستقبل ستكون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، بما في ذلك الصين.
وقال الرئيس الروسي: "على مدى الثلاثين عاما الماضية، تضاعف الاستهلاك العالمي للغاز تقريبا، وفي العشرين سنة القادمة، وفقا لتقديرات الخبراء، سيرتفع الاستهلاك بنسبة 20% أخرى، وربما أكثر، وفيما يسمى بفترة الانتقال، سوف يكون الطلب على الغاز هائلا، وسوف يكون أكثر من نصف هذه الزيادة في الاستهلاك من نصيب دول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، لا سيما وبالأخص طبعا جمهورية الصين الشعبية، مع الأخذ في الاعتبار معدل نموها الاقتصادي".
من جانبه، أكد رئيس شركة "غازبروم" الروسية ألكسي ميللر، أن روسيا تتقدم في منطقة القطب الشمالي على الجميع ولا يوجد لها أي منافس في المنطقة.
وقال ميللر "أصبح لدينا خبرات فريدة في القطب الشمالي، حيث نمتلك الكفاءات والخبرات اللازمة"، منوها بأن شركة (غازبروم) أنشأت مركزا جديدا لإنتاج الغاز في يامال، فيما يتم تطوير حقول كبيرة جديدة حاليا، ويجري إنتاج الهيدروكربونات، وبإمكاننا القول بثقة إن روسيا هنا في القطب الشمالي قبل البقية، وليس لدينا هنا منافس.
وأكد أن روسيا تمتلك احتياطيات من الغاز تكفيها لعقود عديدة ويتم تحقيق ذلك من خلال قاعدة موارد هي الأكبر في العالم، مشيرا إلى أن قلب قطاع الغاز الروسي النابض هو حقل "بوفانينكوفسكوي" في شبه جزيرة يامال.
يشار إلى أن "غازبروم" هي شركة مساهمة تمتلك الحكومة الروسية حصة كبيرة فيها، وتعد أكبر شركة لاستخراج الغاز الطبيعي في العالم وواحدة من أكبر شركات الطاقة في العالم.
من ناحية أخرى، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن وارسو تحاول جاهدة إخفاء الأدلة على المشاركة الجماعية للمواطنين البولنديين في الأنشطة العسكرية في أوكرانيا.
وأشارت الدبلوماسية الروسية إلى أن "وارسو تحاول جاهدة إخفاء الأدلة التي تثبت أن عددا كبيرا من مواطنيها يشاركون في أنشطة عسكرية في أوكرانيا بتشجيع مباشر من السلطات، رغم أن ذلك يعد انتهاكا صارخا للقوانين البولندية"، وفقا لوكالة أنباء تاس الروسية.
وبحسب زاخاروفا، شاركت بولندا أيضا في تدريب المقاتلين الأوكرانيين على مدى عقود. وأضافت: "لقد دربوا أولئك الذين تظاهروا لاحقا بأنهم متظاهرين سلميين ولكنهم في الواقع ارتكبوا فظائع وجرائم قتل، لا سيما خلال أحداث ميدان في 2014".
وشددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية على أن "مثل هذه التصرفات من قبل وارسو تشير بوضوح إلى نزعة المغامرة السياسية النموذجية للنظام البولندي. وبالمناسبة، هذا هو ما أغرق البلاد مرارا وتكرارا في كارثة".
وأكدت زاخاروفا أيضا أن وزير الدفاع البولندي ماريوس بلاشتشاك تجنب الرد المباشر عندما سئل خلال بث تلفزيوني عن تورط المواطنين البولنديين في الأنشطة العسكرية في أوكرانيا.وأشارت إلى أن إجابته كانت أنه لا يرى أي مشكلة في ذلك.
في السياق، صرحت ماريا زاخاروفا، بأن منع السفن الروسية من دخول موانئ بنجلاديش يأتي تحت تهديد فرض عقوبات عليها من قبل الولايات المتحدة.
وقالت زاخاروفا إن "حظر دكا للسفن الروسية من دخول موانئ بنجلاديش لم يتم تقديمه بمبادرة منها ولكن في ظل التهديد بفرض عقوبات ثانوية من الولايات المتحدة".
وتابعت قائلة: "نحن ندرك أن عشرات السفن الروسية مُنعت من دخول موانئ بنحلاديش، نحن نعلم أن هذه الخطوة غير الودية اتخذتها سلطات البلاد لم تكن بمبادرة منها لقد تم اتخاذها تحت تهديد عقوبات ثانوية من الولايات المتحدة"، مشيرة إلى أن "هذا حتى الآن مثال آخر على هذا التخويف".
وأعربت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا عن أسفها لأن هذه ليست المرة الأولى التي تخضع فيها دكا لمثل هذا الضغط غير الرسمي من واشنطن.
وأضافت زاخاروفا أن "الخضوع للابتزاز الصارخ يجعلها تخاطر بجعل مستقبل العلاقات الودية التقليدية بين روسيا وبنجلاديش مرهونا بأهواء دولة ثالثة تنتهجها، أهدافنا الجيوسياسية".
من جهة أخرى، اتهمت البعثة الأمريكية لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعدم الاهتمام بالحوار والدبلوماسية بسبب الهجمات التي تشنها روسيا في أوكرانيا.
وذكرت البعثة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، وفقا لقناة (الحرة) الأمريكية، أن الولايات المتحدة وشركاءها في الحلف سيواصلون دعم قدرات أوكرانيا على الدفاع عن نفسها أمام موسكو، التي تشن عملية عسكرية هناك منذ عام.
كان الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرج حذر، أمس، من مواجهة طويلة الأمد مع روسيا، مؤكدا أن على الحلف أن يكون مستعدا لمواجهة طويلة الأمد مع موسكو تتجاوز الأزمة الحالية الناجمة عن حرب أوكرانيا المستمرة منذ فبراير 2022.
وأضاف أن الرئيس بوتين يريد أوروبا مختلفة، حيث يمكنه التحكم بجيرانه، وحيث يمكنه أن يقرر ما يمكن أن تفعله الدول.