تحل اليوم الخميس 16 فبراير، ذكرى رحيل الدبلوماسى المصري الكبير بطرس بطرس غالي، حيث تُعد الذكرى السابعة للأمين العام للأمم المتحدة الأسبق، والذى ألف أكثر من عشرين كتابا، وحوالى 45 بحث باللغة العربية فى مختلف المواضيع، وألف أيضا 11 كتابا و 45 بحثا باللغة الفرنسية، وأثرى المكتبة العربية والعالمية بمؤلفات عديدة في مجالات عده اهم هذه المؤلفات:
الديمقراطية ومخاطر العولمة
يتضمن كتاب ” الديمقراطية هي الحل لمخاطر العولمة ” تقديمه لمبررات قوية لدعوته إضفاء الديمقراطية على العولمة، وعدم انفراد الدولة العظمى الوحيدة في العالم بتقرير الأمور، كطريق وحيد لدرء مخاطر العولمة، خاصة على بلدان العالم الثالث.
ويقدم المؤلف تأكيدًا على البحث المضمون الحقيقي لرسالة أسامة بن لادن وأشباهه في ضوء عدم نزاهة أمريكا والغرب في الصراع العربي الإسرائيلي، وأن تأتي الرسالة المناوئة للإرهاب من العالم العربي والإسلامي أولاً، والتصدى لأسباب فقد الأمل لدى الشباب وغطرسة الأغنياء دولاً وأفراداً.
بانتظار بدر البدور
يعود كتاب ” بانتظار بدر البدور… يوميات 1997-2002 ” الى لحظات مأساوية طبعت مسيرته السياسية والدبلوماسية ، يساعدنا فى الوقت ذاته على فك رموز الأحداث والقضايا الكبرى التى شغلت عصرنا : النزاعات فى أفريقيا، تنامى الارهاب الدولى،اعتداءات 11 سبتمبر 2001 ، الصراع الفلسطينى-الاسرائيلى ، الدور المتنامى للصين .. ومن خلال أحاديثه مع الشخصيات البارزة على الساحة الدولية يكشف النقاب عن كواليس عالم يتحول فابن مصر الداعية الى نظرية عدم الانحياز ، مفاوض اتفاقية السلام المصرى-الاسرائيلى، المدافع بدون كلل عن العالم الثالث يعبر بحرية فى هذا الكتاب عن غضبه وسخطه وشكوكه وكذلك اماله وقناعاته وعن انفعالات رجل يسترسل فى النظر باشتياق وتأثر الى الاهواء والسلطة والشيخوخة ويتخلل ذلك مواقف طريفة.
الصراع في الشرق الأوسط – شهادة للتاريخ
يُعد كتاب ” ستون عاماً من الصراع في الشرق الأوسط شهادة للتاريخ ” سابقة تاريخية فلأول مرة منذ أكثر من ستين عامًا من الحرب وافق فاعلان أساسيان فى هذا التاريخ الطويل، لا على أن يتكلم كل واحد منهما من جانبه، ولكن على أن يتحملا مخاطرة أن تتقاطع ذكرياتهما.
تتواجه هنا رؤى بطرس بطرس غالى وشيمون بيريز عن الأحداث الكبرى التى طبعت بطابعها أقدم صراع معاصر والذى عاشه كلاهما عن قرب، منذ أول حرب عربية إسرائيلية فى 1948 حتى أيامنا هذه.
بطرس بطرس غالى، المدافع الصلب عن العالم الثالث، والسكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة، كان وزيرًا للشئون الخارجية المصرية فى عهد الرئيس أنور السادات ورافقه أثناء رحلته الشهيرة إلى القدس فى عام 1977. وبعد ذلك كان، فى مواجهة موشى ديان، أحد المفاوضين الأساسيين فى اتفاقيات السلام العربى الإسرائيلى التى تم توقيعها فى عام 1979.
شيمون بيريز، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، والوزير السابق، هو رجل كل معارك إسرائيل: فهو الذى كان مكلفًا من بن جوريون، فى الخمسينيات، بالبحث عن السلاح حين كانت المنطقة خاضعة للحظر؛ وكان هو أيضا الذى حصل على تعاون فرنسا فى بناء المفاعل النووى فى ديمونة. وفى عام 1993 نظم فى أوسلو مفاوضات سرية مع منظمة التحرير الفلسطينية أفضت إلى أول اتفاق للحكم الذاتى للفلسطينيين ..
بين النيل والقدس
يتحدث بطرس غالي فى كتابه “بين النيل والقدس.. يوميات دبلوماسي مصري” عن السياسة الخارجية لمصر بين السادات ومبارك قائلًا: «وإذا كان هناك من استمرارية في نهج السياسة الخارجية ما بين عهدي الرئيس السادات والرئيس مبارك، فهناك فرق فى طريقة إدارة كل منهما للشؤون الخارجية؛ فبقدر ما كان السادات يطرح أفكاراً وآراء جريئة، وكان مستعداً للإقدام نحو تنفيذها بغض النظر عن المخاطر, فإن مبارك كان يدير الأمور بحذر واضح».
ويلخص غالى أهداف السياسة الخارجية فى الفترة ما بين (1981 و1991 ) كالتالي: «دعم الشعب الفلسطيني»، وبالتالي دعم «منظمة التحرير الفلسطينية، والحفاظ على علاقات طبيعية مع إسرائيل رغم اعتداءاتها، والتكامل مع جنوب السودان رغماً عن الصراع الدائر في جنوبه، والوجود المصري في أفريقيا، ودعم المرحلة الثانية من عملية التحرر من الاستعمار الأجنبي للقارة، واستئناف العلاقات الدبلوماسية مع البلاد العربية، ودفع حركة عدم الانحياز التي تراجع دورها مع نهاية حقبة التحرر من الاستعمار، ونتيجة للتقارب بين الشرق والغرب، وإقامة أسس جديدة للعلاقات مع الغرب لفترة ما بعد التحرر من الاستعمار»
ولد بطرس بطرس غالي في الأول من يناير من عام 1922، وينحدر من عائلة سياسية عريقة فوالده يوسف بطرس غالي، الذي كان رئيسا لوزراء مصر، وتوفى بطرس غالى في 16 فبراير 2016 عن عمر ناهز الثالثة والتسعين.