يناقش بيت الشعر في الأقصر ضمن فعاليات برنامج "كاتب وكتاب"، كتاب "وجوه شهريار" للشاعر فتحى عبد السميع، الصادر عن سلسلة كتاب اليوم، عدد ديسمبر 2022، اليوم الأربعاء فى السادسة والنصف مساءً، وهو من عرض وتقديم الدكتورة كاميليا عبد الفتاح.
ويبدأ بمقدمة نظرية تتناول مفهوم (الحكاء والحكاء الآخر) ويذهب فيها إلى أن الحكَّاء وهو مبدع الحكاية، أما الحكَّاء الآخر فهو: الحكَّاء الأول (المجهول عادة) والذى أثَّر فى الحكاية الجديدة، فلا وجود لحكاية تبدأ من نقطة الصفر، لأن مؤلفها يعتبرها مولودا للحكايات التى استمع إليها أو قرأها، الراوى الذى يلقى حكاية أبدعها غيره. (شهرزاد)، المروى له الذى يلعب دورا خارجيا فى الحكاية (شهريار)، المبدع الذى يعيد إنتاج حكاية قديمة (المبدع الجديد)، المروى له الذى يلعب دورا داخليا فى الحكاية باعتباره شخصية متخيلة، يخاطبها الراوي ولا يكتمل العمل إلا بها.
في الفصل الأول: تناول الكاتب حكاية المسيح كما وردت في الأناجيل، وذلك في صياغتها التي قدمها نجيب محفوظ في رواية "اللص والكلاب"، دون أن يترك إشارة ظاهره على وجودها، بل ذابت في الرواية، ولم ينتبه إليها أحد منذ صدرت الرواية عام 1961، وهو ما يعد اكتشافا جديدا يحفز على مواصلة قراءة نجيب محفوظ بشكل عام، وفي ضوء المؤثرات الثقافية الخفية بشكل خاص.
في الفصل الثاني: توقف أمام الحكَّاء "نجيب محفوظ" وهو يتحول إلى حكاية، وكيف يأتي حكاء آخر ليتفاعل مع حياته وقصصه، وقد أشار إلى عدد من الروايات التي تناولتها، ثم توقف أمام أسطورة العود الأبدي في مسرحية مسرحية "شقة عم نجيب" لرصد الكيفية التي تم بمقتضاها تحويل الحكاء إلى حكاية.
في الفصل الثالث: توقف أمام الحكاء الآخر كما يتجلى داخل النصوص السردية الذي يضيف إلى الحكاية بشكل مختلف إنه شهريار الذي يستمع إلى شهر زاد فينقذها هي وحكاياتها من الموت، هكذا تناول المروي له كشخصية متخيلة تفرض حضورها دون أن تأخذ حقها من النقد، على المستوى العربي والإنساني، وتحتاج بالتالي إلى دراسات كثيرة كي تتكشف ملامح تلك الشخصية الفنية المُهمَّشة نقديا، وإيمانا بأن المغامرة مع النصوص من داخلها هي التي تمنحنا الأدوات الجيدة للتأسيس النظري، فقد اختار رواية "مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان" للروائي عبده جبير، أحد أهم الروائيين في فترة السبعينيات، لأن الرواية نفسها تعتمد بشكل أساسي على المروي له.