الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

جمال بخيت شاعر الحب والحرية ولمّ الشمل لـ«البوابة نيوز» في عيد ميلاده: أمي أول من اكتشفني ودعمتني وشجعتني.. صعدت منبر مجمع البخاري الروحاني بـ«سمر قند» وألقيت قصيدة

الشاعر جمال بخيت
الشاعر جمال بخيت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

«اسمي بشر والعمر ألوف والإنسانية مهنتي».. بهذه الكلمات البسيطة التي تأخذك في أول وهلة إلى عالم من الخيال والجمال فما أسمى من أن تتخذ من الإنسانية مهنة لك، أن تكون إنسانًا ذك أسمى ما في الوجود.. اسمه جمال واقترن اسمه بـ «الحظ» إنه «جمال بخيت». في وقت الحرب انتفض صارخًا «ليلم الشمل»، ثار صارخًا «بقولك إيه تجيش نعيش»، عاشق للحياة وللحب والصدق، تلك السمات التي صاحبت أشعار أغانيه وقصائد دواوينه جعلت منه شاعرًا من طراز خاص، نجح بخيت في عقد صداقات وتوأمة فنية مع كبار نجوم الغناء على الحجار مدحت صالح وأنغام وغيرهم الكثير. 

بكلمات بسيطة استطاع بخيت أن يعبر عن أعمق القضايا السياسية، فكان ألبوم لم الشمل الذي تعاون فيه الثلاثي جمال بخيت وعلى الحجار وفاروق الشرنوبي صرخة للعرب للم شملهم ووقف الحروب والنزاعات عام 1991 .

نحتفى في تلك الأوقات بميلاد الشاعر الاستثنائي الكبير جمال بخيت وكان لـ «البوابة نيوز» حوار معه تحدث فيه عن ذكريات الطفولة وأعياد الميلاد ولم الشمل ورحلاته وسفرياته وأعماله الجديدة والنوادر والحكايات التي عاشها وخاضها وإلى نص الحوار. 

الشاعر جمال بخيت من الشعراء الذين يعيشون في محراب الصدق ومن ثم وصل شعره إلى نبض القلوب... مزيد من التفاصيل في نص الحوار الآتي:

* في البداية كيف كنت تحتفي بعيد ميلادك في الصغر؟ 

** في الحقيقة أنا ولدت في  حي مصر القديمة، وكنت الابن الخامس من بين إخوتي الـ«الاثنى عشر»، ولم يكن لدينا الرفاهية للاحتفاء بأعياد الميلاد، وكان يمر عيد ميلادي مثله مثل أي يوم، يقتصر الاحتفاء به على كلمة «كل سنة وأنت طيب» في حال تذكره، أما في فترة الجامعة ووجود الأصدقاء كانت هي البداية للاحتفال بعيد ميلادي، أما في الأعوام الأخيرة، وبفضل وجود التكنولوجيا والفيس بوك وهي من مميزاته القليلة أنه يقوم بتذكير الأصدقاء بيوم الميلاد، والذين يبدأون بإرسال الرسائل وكلمات التهنئة التي تسعدني وتجعل من عيد ميلادي مذاقا خاصا، على الرغم من أنني لم ألتق، ولم أتشرف بلقائهم على المستوى الشخصي، فأجد في تلك الرسائل روحا من المحبة والكلمات الطيبة التي تشعرني بأن مشواري الأدبي والعمر لم يمر سدى وأن تجربتي الإنسانية لم تمر مرور الكرام، وهذا اليوم أسمع وأقرأ الكثير من كلمات التقدير التي تدخل على قلبي البهجة والسعادة.

كما أن الإذاعة المصرية احتفت بيوم ميلادي وأذاعت عددا كبيرا من أشعار الأغاني التي كتبتها لكبار النجوم، وها أنتم أيضًا في «البوابة» تحتفون بي وتجرون معي حوارًا ، فكل هذه الأشياء هي التي تجعل من يوم ميلادي  أسعد أيامي، الأمر الذي يدل على أن الآخرين يقدرون تجربتي ومشواري، ومهما حاولت وصف ذلك الشعور لن أستطيع.

 

* تحدثت كثيرًا عن والدتك «الحاجة حياة» وعن كفاحها من أجل أسرتك حدثنا عن تلك الرحلة؟

** الأم تمثل الكثير في حياة أي إنسان فهي المعلم الأول، والجميع يرى أن أمه هي أعظم ما في الكون، أما «الحاجة حياة» أمي فكانت مختلفة بشكل حقيقي، لدرجة أن كل من يعرفها كان يُقر باستثنائية شخصيتها، وكان الكثير من أصدقائي يأتون إليها ليأخذوا رأيها فيما يكتبون، فكانت «الحاجة حياة» وبشهادة كل من يعرفها شخصية استثنائة، للدرجة التي جعلت محمود سعد يعمل حلقة معها للحديث عن تجربتها، وأنها حقًا تستحق أن تقدم كنموذج للإنسانة المصرية. 

وأتذكر أنه بعد إذاعة مسلسل الشهد والدموع  والذي لقى نجاحًا مبهرًا، كانت صديقتي إقبال بركة تقوم بإعداد البرنامج واستضافة أبطال المسلسل، وفوجئت بأنها تتصل بي وتبلغني برغبتها فى استضافة أمي معهم، لتحكي قصتها وكفاحها من أجل أبنائها، فأمي كانت تترك بصمتها مع كل من تلتقى بهم فالحاجة حياة هي حاضرة في يوم ميلادي ويوم عيد الأم وفي كل الأعياد، وهي حاضرة في ذاكرتي وفي وجداني وفي قلبي وربنا يرحمها. 

 وأعتقد أنني إن كنت ورثت جينات الشعر فأنا ورثتها منها، فلو كانت أكملت تعليمها كانت ستصبح في مكان آخر، فقد كانت حافظة للتراث الشعبي والمثل الشعبي وهي أول مدرسة بالنسبة لي فيما يخص المأثورات الشعبية سواء الحواديت أو الأمثال أو السلوك،  وهي أول المكتشفين لموهبتي، فكان لديها ذكاء فطرى حاد جعلها تكتشف أنه سيكون لي شأن في المستقبل وبالتالي أولت لي اهتمامًا ومعاملة خاصة، وكانت بذكائها الفطري تقوم بفعل ذلك دون إثارة غيرة إخوتي، فقد كنا 12 أخا. 

 

* حدثنا عن بعض ذكرياتك التي لا يمكن نسيانها؟

** في حياتي العديد من الذكريات التي يصعب نسيانها، وتكاد تكون لم تحدث لشاعر آخر، لدي ديوان اسمه «مسحراتي يا مصراوي» وتم صدوره في فترة التسعينيات، وكنت كاتب قصيدة عن الإمام البخاري، وكان الملحق الثقافي المصري في أوزبكستان هناك وجدت ديواني وبعد قراءتها وجد القصيدة واهتم بها جدًا، وكان نتيجة ذلك أنه قام بترجمتها لرئيس الجمهورية هناك، وبعدها تواصل معي وأبلغني إعجابه بالقصيدة، لدرجة أن القصيدة تم أخذها وقام الموسيقار والمشرف على الأوبرا هناك بتلحينها وبالمصادفة كان رئيس الأوبرا هو أحد الجنود الروس في مصر ضمن الخبراء الروس وكان يجيد التحدث باللغة العربية. 

 وقام بتلحين القصيدة التي تضمنت جزءا بالعربي والجزء الآخر باللغة الأوزبكية، وقاموا بعمل احتفالية كبرى لتكريمي، وقمت بزيارة ثلاث مدن طشقند العاصمة، وولاية بخاري حيث ولد الإمام البخاري، ووقتها تقابلت مع حاكم الولاية وأعطاني عباءة فاخرة، ثم ذهبنا إلى مدينة سمرقند حيث توفى الإمام البخاري، وهناك ضريح كبير عبارة عن متحف ودار لتحفيظ القرآن، والإمام البخاري مبجل هناك، وله قدسية وكل من يذهب هناك يجب أن يذهب إلى مجمع الإمام البخاري، وفوجئت بكتابة القصيدة باللغتين العربية والأوزبكية على لوح وأنه سيتم وضع القصيدة في متحف الإمام البخاري. 

 وهنا نعود للمشهد الاستثنائي، حيث تصادف وجودي بالمدينة في يوم الجمعة وذهبنا للصلاة بالمسجد وجلسنا في الصفوف الأولى، وكنا وفدًا رسميًا، وبعد أن انتهى مفتى سمرقند والمشرف على المجمع الروحي، سلم علينا وصعد على المنبر  لإلقاء خطبة الجمعة وفوجئت به أثناء الخطبة ينادي علي اسمي، وطالبني وقتها بإلقاء القصيدة على المصلين، وقمت بإلقاء القصيدة وفور انتهائي وجدت عاصفة من التصفيق، وهذا المشهد في حياتي لم أسمع أنه حدث مع أي شاعر آخر أن يقوم بإلقاء شعر مشهد استثنائي.

 

* كتبت العديد من كلمات الأغاني لعلي الحجار ومنها ألبوم كامل حدثنا عن تلك التوأمة الفنية؟ 

** يجمعني مع على الحجار مشوار فني طويل، وكانت أول أغنية لي معه هي أغنية الأحلام وأوعديني، أنا كنت عيديك، وتعاونا سويًا في ألبوم لم الشمل، فعلى الحجار مطرب استثنائي والعمل معه لا ينتهي فتجمعنا صداقة قوية، كما أن التعاون مستمر حتى هذه اللحظة فبالأمس انتهينا من تسجيل أغنية «أنتو المنى» ألحان فاروق الشارنوبي وتوزيع تامر غنيم وغناء على الحجار وسيتم غناؤها لأول مرة في حفل على الحجار بالأوبرا يوم 13 فبراير المقبل بالتزامن مع عيد الحب.

 

* عن الشعر والشعراء الجدد..  هل حقا عبارة «زمن الشعر ولى»؟

** سيظل الشعر باقيًا لأنه طاقة التكثيف، فالأغاني التي نسمعها كل يوم هي شعر، العالم كله يذيع آلاف الأغنيات، فالأغنية هي نص شعري، ومقولة انتهاء زمن الشعر ليست صحيحة فالأغاني متواجدة، فالمسرح والدراما بدأت شعرًا، فالسيرة الهلالية هي رواية لكنها انطلقت وانتشرت بيننا عبر الشعر والشاعر، فالأصل في الموضوع هو الشعر، والشعراء هم من أسسوا فن الحكي والرواية، وهذا ليس بالغريب، فالشعر أصل الدراما. 

 

* كيف ترى موضوع توجه بعض الشعراء إلى كتابة الرواية؟

** لا يمكن أن ننكر أننا في عصر ازدهار فن الرواية، وهذه حقيقة وحقيقة ملموسة، والحقيقة أنه أمر عظيم ويسعدني، ولا أرى تنافسا بين الشعر والرواية ولكنهما في حالة تكامل، فازدهار أحدهم يعني ازدهار الآخر. 

 

* وهل فكرت في كتابة رواية؟

** بالفعل بدأت في كتابة رواية عام 2013، ثم وقتها استدعيت لرئاسة تحرير مجلة «صباح الخير»، وكان على عاتقي مهمة تطويرها، وهو ما عطل مشروعي الروائي، ثم انشغلت بعدها بعدة أعمال، ولكن مؤخرًا بدأت في التفكير لاستكمال ما توقفت عنه وأعود للرواية وإن شاء الله سأنتهي منها قريبا، كما أنني أنجزت وانتهت من كتابة مسرحية غنائية وقمت بنشرها، وحملت عنوان «عندريلا» وهي استكمال لقصة «سندريلا» وهي قصة التراث الإنساني المعروفة، وفي هذه المسرحية استكمل حكاية  «سندريلا» وفي المسرحية تخليت حياة سندريلا بعد زواج الأمير ، من خلال حكاية ابنتها «عندريلا».

 

* ما رأيك في الشعراء الجدد ومَنْ من الجيل الجديد يعجبك؟

** في الحقيقة أنا أتابع حركة الشعر خاصة الشعراء الجدد، ذلك يعود بحكم الثقافة العامة من جهة، خاصة أنني كنت أكتب عمودًا بعنوان «مشاعر شاعر» والذي أقدم من خلاله قراءة في الدواوين الشعرية التي تصدر حديثًا. 

وهناك شيء آخر أنني أرأس لجان تحكيم في عدة مسابقات منها مسابقة جائزة الدولة التشجيعية وجائزة ساويرس -جائزة أحمد فؤاد نجم، وجائزة مسابقة إبداع لشباب الجامعات، ومن وقع تلك التجارب فلا أرى أي إشكالية في نشر الدواوين الشعرية، بل على العكس فهناك ثراء في هذا المجال بدليل الدواوين التي نقوم بتحكيمها. 

أما عن الشعراء فأنا من أشد المعجبين بالشاعر مصطفى إبراهيم وهو شاعر جميل، وهناك أيضًا الشاعر عبد الله حسن وهو من الشعراء المتميزين، ويعتبرون من جيل الوسط، وهناك أجيال شباب الجامعة الذين يتقدمون لمسابقة إبداع، والتي يتقدم بها عدد كبير ومميز، ولديهم تجربة شعرية حقيقية، وهذا ما يدل إلا على أن الشعر ما زال حيًّا بيننا، بدليل المستوى الذي نجده في هؤلاء الشباب المتميزين، ويحصد 9 منهم على جوائز.

وهذا ما يعني أن هناك العشرات من الشعراء الآخرين المتميزين، الذين لم يحالفهم الحظ، والذين يتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 وحتى 22 عامًا بحكم شروط المسابقة وهذا عدد ليس بالقليل، ومن الممكن أن تجد شعراء آخرين في مسابقة الشعر الخاصة بمراكز الشباب ونجد فيها عددا كبيرا من الشعراء أيضًا، فالشعر في مصر بخير، على الرغم من الظواهر التافهة التي تظهر على السطح. 

========================

بورتريه الشاعر

اسمي: بشر 

عمري: ألوف

الإنسانية: مهنتي

عنواني: دنيا من الحروف 

جميع ما أملك: كلمتي

 جنسيتي: من غير حدود

خدت المل جنسيتي

وديانتي: رحمة للوجود

والحب معنى قصتي

 أعيش نهار المحرومين

تسعد قلوبهم غنوتي

وأسهر في ليل العاشقين

لو حتى ضاعت نجمتي. 

 

الشاعر جمال بخيت من مواليد ٢٩ يناير عام ١٩٥٤، ونشأ في حي مصر القديمة، وبدأ يكتب الشعر خلال دراسته في الصف الأول الإعدادي وواصل دراسته وفي عام 1979 تخرج في كلية الإعلام قسم صحافة جامعة القاهرة وعمل بالصحافة وتم اعتماده شاعرا بالإذاعة والتليفزيون.

اختارته الإذاعة المصرية ٤ مرات متتالية ليكتب الأغنية التي تشارك بها في مسابقة الأغنية العربية التي يقيمها سنويا اتحاد الإذاعات العربية لجامعة الدول العربية وفي عام ١٩٩٦ شارك في المسابقة التي عقدت في البحرين بأغنية اتجمعوا لحن الموسيقار عمار الشريعي وغناء الفنانة أنغام وفازت الأغنية بجائزة أفضل لحن وفي عام ١٩٩٨ شارك بأغنية غنى لحن الموسيقار حلمي بكر وغناء الفنانة رحاب مطاوع وفاز الشاعر جمال بخيت بجائزة أفضل نص كما فاز الفنان الموسيقار حلمي بكر بجائزة أفضل لحن عن نفس الأغنية.

أيضا اختارته الإذاعة المصرية للمشاركة بأغنية وطن عربى في مسابقة الأغنية العربية التي أقيمت في دمشق في شهر يونيو عام ٢٠٠٥ وهذه الأغنية لحنها الموسيقار فاروق الشرنوبى ووزعها الموسيقار يحيى الموجى وغناها الفنان محمد الحلو وفازت بالمركز الأول من بين الأغنيات التي شاركت بها أغلب الدول العربية.

«عاشق الحياة»

استطاع جمال بخيت أن يجمع بين حب الحياة وعشقها والأمل وخفة الظل في الوقت ذاته فنجده عاشق الحياة حينما قال: «برغم كل شيء أيامنا فيها شىء .. بيعشق الحياة! وفى قلوب بتوصل في العشق لمنتهاه»، «وبقولك إيه تجيش نعيش.. هوا يبتدي ومينتهيش»، وخفة ظله حينما غني عن المصري ويقول «عم بطاطا لذيذ ومعسل.. عمره ما طاطا لغير الله..  لما الدنيا تقسى يمثل.. إنه خلاص سلم لقضاه» «عم بطاطا يزك الزكة.. يعبر سينا ويفتح عكا» والثائر خفيف الظل في «لم الشمل بلاش تفكيكة ياللى بتلعب بالبولوتيكة/ عايز تاكل كل من قمحك عايز تعزف اعزف سيكا/ أرضك واحدة وربك واحد لا تروح روسيا ولا أمريكا/ وافهم بقى ربى يخليك /أنت ضمير الكون يا أخينا / وأنت النور الصارخ فينا/ حارس بيت الله على أرضه/  من بيت لحم لمكة لسينا»، والعاشق للوطن حينما قال "أنا كنت عيدك/ تنقص نجوم السما أزيدك/ الفجر يغرق آخد بأيدك/ واجمع سواد الألم في عيني/ واصب نبض الهوى في وريدك/ تموت آيات النغم في حلقي/ انطق بسر الحياة أريدك/ تكتب سنين الخرس نهايتي/ انطق بسر الوجود اعيدك". 

تغنت مجموعة من الأصوات الغنائية الأصيلة بكلمات الشاعر جمال بخيت ومنهم على سبيل المثال: علي الحجار ومدحت صالح ولطيفة وأنغام وغادة رجب وراغب علامة ولحن كلماته نخبة من الملحنين منهم: حلمي بكر وعمر خيرت وفاروق الشرنوبي ومحمد علي سليمان وأحمد الحجار وخليل مصطفى ورياض الهمشري وأمير عبدالمجيد ورضا رجب وإحسان المنذر.