الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في عيد الحب.. «أمير» تنازل عن عرش مصر من أجل محبوبته

الأمير كمال الدين
الأمير كمال الدين حسين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هو الأمير الذي قال لمحبوبته الفرنسية "أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك، القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير، المجد الذي حولي هو ذل و هوان بدونك، إنني أكره كل شئ حولي لأنني لا أحب سواك، إن والدي عرض علي اليوم أن أكون ولي عهده، أي سخافة تلك، إن معني ذلك أن أفتقدك ولا أستطيع أن ألقاك كما أشاء و أين أشاء، وحين قلت له لا ذهل ولم يفهم لأنه لا أحد في الدنيا يمكنه أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة، حتي إنني بين ذراعيك أنسي أنني أمير وأشعر أنني عبد، أريد أن تنتهي الأزمة بيني وبين أبي لأحضر إليك خصيصا لأعانقك ". 

إنه الأمير كمال الدين حسين ابن السلطان حسين كامل، الذي ولد عام 1874م، وتوفي عام 1932م. 

تفاصيل القصة :

"علما بأن زواجه من أجنبية لم يكن ليحول بينه وبين العرش ومع ذلك اختار الحياة الهادئة مع من يحب ".
حيث اندلعت الحرب العالمية الأولي في الثامن والعشرين من شهر يوليو من العام 1914م، وأعلن الإنجليز الحماية البريطانية علي مصر وتم عزل الخديوي عباس حلمي الثاني و تنصيب حسين كامل سلطانا علي مصر، سلطان مصر من 1914م حتى 1917".

وعندما عرض السلطان حسين كامل ولاية العهد و وراثة العرش علي إبنه الأمير كمال الدين حسين كان رده " قد تفضلتم عظمتكم فأعربتم لي عن رغبتكم في أن تكون وراثة عرش السلطنة المصرية، منحصرة في الأكبر من الأبناء ثم من بعده لأكبر أبنائه وهكذا علي الترتيب، وإني لأذكر لعظمتكم هذه المنة الكبري لما في هذه الرغبة من التشريف لي، علي أني مع إخلاصي التام لشخصكم الكريم، وحكمكم الجليل مقتنع كل الاقتناع بأن بقائي علي حالتي الآن يمكنني من خدمة بلادي بأكثر مما يمكن أن أخدمها به في حالة أخري.. لذلك أرجو من حسن تعطفاتكم أن تأذنو لي بالتنازل عن كل حق أو صفة أو دعوي من الممكن أن أتمسك به في إرث عرش السلطنة المصرية بصفتي ابنكم الوحيد، وإني بهذه الصفة أقرر الآن تنازلي عن كل ذلك".

ومضت السنون بالأمير الزاهد في حكم مصر إلي أن دخل مستشفى “الأنجلو أمريكان”، بالقاهرة وكان في حالة صحية متدهورة وأصر الأطباء علي بتر إحدى قدميه حيث كان مصابا بجلطة خطيرة في قدمه، ولكن الأمير طلب تأجيل العملية إلي حين يكتب وصيته التي أوصي فيها بقصره - بالقرب من ميدان التحرير - لزوجته الأميرة نعمة الله " صغري بنات الخديوي توفيق والتي توفيت عام 1955م.

وبعد إجراء العملية وقبل أن يتماثل للشفاء أصر علي السفر إلي فرنسا رغم رفض الأطباء وسافر ضاربا بكل النصائح الطبية عرض الحائط وتوفي في تولوز بفرنسا في 6 أغسطس 1932م، بعد حوالي 4 شهور من إجراء العملية عن عمر يناهز 58 عاما.

وبعد وفاته بدأ يتكشف سر تنازله عن العرش حين أرسلت السيدة الفرنسية “فيال ديمينيه” تلغرافا إلي الملك فؤاد الأول تخبره أنها زوجة كمال الدين حسين وأنها أنجبت منه ابناً وتبحث عن ميراثها هي وابنها، وكان الملك فؤاد الأول قد ورث مليون جنيه، عن الأمير كمال الدين حسين حيث أن الأمير كمال الدين حسين لم ينجب من زوجته الأولي "نعمة الله" ، كما جاء المحامي الفرنسي موكلا عن الزوجة الفرنسية مدام “فيال ديمنييه”، وطلب مقابلة الملك فؤاد الأول وأخبره بزواج الأمير كمال الدين حسين من حبيبته الفرنسية مدام “فيال ديمنييه”، في 5 مايو 1924م وأنها تعتبر الوريثة الوحيدة له بعد أن أنجبت منه ابنا.

ورفض الملك فؤاد الأول الاعتراف بالزواج وأخبر المحامي الفرنسي أنه لا يعترف إلا بالزواج الذي يقره مجلس البلاط الملكي وأي زواج سري لا قيمة له، ولكن المحامي الفرنسي لم يستسلم لما قاله الملك فؤاد الأول وقرر اللجوء للمحاكم المختلطة بالإسكندرية ليطالب بميراث زوجة كمال الدين حسين التي تزوجها في فرنسا، وكانت المفاجأة حين تقدم المحامي بالخطابات الغرامية التي أرسلها الأمير المصري إلي حبيبته الفرنسية والتي يؤكد فيها أنه تنازل عن العرش من أجلها.

وكان الخطاب الأول في 3 أبريل عام 1915م وكتب يقول "أيتها الحلم ما أتعسني بعيدا عنك، القصر الذي أعيش فيه أشد وحشة من كوخ صغير، المجد الذي حولي هو ذل وهوان بدونك، إنني أكره كل شئ حولي لأنني لا أحب سواك، إن والدي السلطان حسين كامل عرض علي اليوم أن أكون ولي عهده، أي سخافة تلك، إن معني ذلك أن افتقدك ولا أستطيع أن ألقاك كما أشاء وأين أشاء، وحين قلت له لا ذهل ولم يفهم لأنه لا أحد في الدنيا يمكنه أن يتخيل أن حبك عندي هو حلمي الوحيد في الحياة، حتي إنني بين ذراعيك أنسي أنني أمير وأشعر أنني عبد، أريد أن تنتهي الأزمة بيني وبين أبي لأحضر إليك خصيصا لأعانقك".

وتوالي نشر الخطابات الغرامية التي أوضحت أن أسباب تنازل الأمير كمال الدين حسين عن عرش مصر كانت رومانسية بحته، فقد نسج الحب خيوطه بين الأمير ومحبوبته الفرنسية وفسرت الخطابات أيضا سر تهديده لوالده بالانتحار وإطلاق الرصاص علي نفسه وسر سفره المفاجئ إلي فرنسا عقب انتهاء الحرب العالمية الأولي.

وفي النهاية لا نعرف علي وجه اليقين الحكم الذي توصلت له المحاكم المختلطة في ذلك الوقت فيما يتعلق بميراث "مدام فيال ديمنييه" الزوجة الفرنسية للأمير العاشق كمال الدين حسين ولم تتوافر أي معلومات عن ابنه الذي ربما يكون مازال حيا يرزق في فرنسا.

الجدير بالذكر أن حالة الزهد التي انتابت الأمير كمال الدين حسين يبدو أنها انتقلت لزوجته الأولي الأميرة نعمة الله التي عاشت حياة زهد وتقشف أثناء إقامتها في القصر الذي أوصي لها به الأمير الزاهد ويرجع ذلك لاهتماماتها الصوفية وحياة التأمل والزهد حتي أنها قررت الانتقال لمبنى صغير مجاور للقصر وأهدت قصرها إلى وزارة الخارجية المصرية في العام 1930م، ليكون مقراً رسمياً جديداً للوزارة بدلا من المقر القديم حيث انتقلت من مبناها القديم "قصر البستان بوسط القاهرة".