بقيت هي تحت الحطام وخرجت مذكراتها لتحكي عنها.. مأساة جديدة تدمي القلب بطلتها طفلة سورية لا يزال مصيرها غير معلوم، إلا أن مذكراتها وشهادات التقدير التي نالتها من مدرستها، تكفلت بالتعريف بها وبقصتها" وفقا" لما نشره موقع " سكاي نيوز عربية"
وعثر عمال الإنقاذ في منظمة "الخوذ البيضاء" التي تقوم بالبحث عن الناجين تحت الأنقاض في مناطق شمالي سوريا، عقب الزلزال المدمر الذي ضربها وتركيا المجاورة، على دفتر مذكرات لطفلة يبدو أنها لا تزال مفقودة تحت الحطام.
وعكس دفتر المذكرات حجم المأساة التي يعيشها السوريون منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من 10 سنوات، ومدى تأثيرها على الأطفال والجروح التي تتركها على نفسيتهم.
ونشرت "الخوذ البيضاء" صورا لصفحة من تلك المذكرات، تتحدث فيها الطفلة عن "قدوم العيد"، لافتة إلى أن "فرحة العيد" لم تعد موجودة، وتستذكر "لمة الأهل والأصدقاء" التي تفتقدها.
وعثر على الدفتر في أنقاض مبنى بمدينة جندريس شمالي حلب، فيما كتبت الطفلة على رأس الصفحة "شامية وقلبي حديد.. من حرستا بالتحديد"، مما يعني أنها على الأغلب من النازحين الذين تركوا مدنهم نتيجة الحرب.
https://twitter.com/SyriaCivilDefe/status/1625041636047609856?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1625041636047609856%7Ctwgr%5E2204ee3867222e74dfb5cb1e7a63404a8365743b%7Ctwcon%5Es1_c10&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.skynewsarabia.com%2Fvarieties%2F1596900-D985D8B0D983D8B1D8A7D8AA-D8B7D981D984D8A9-D8B3D988D8B1D98AD8A9-D8AAD8AED8B1D8AC-D8AAD8ADD8AA-D8A7D984D8A7D994D986D982D8A7D8B6-D984D8AAD8B1D988D98A-D8ADD983D8A7D98AD8A9-D8ADD8B2D98AD986D8A9
وفي صفحة أخرى، كتبت الطفلة: "ماتت رغبتي في كل شيء"، و"متألمة وأضحك".
ومن الواضح من صياغة الطفلة للكلام وطريقة كتابتها أنها كانت من المتفوقين في المدرسة، وهذا هو تحديدا ما وثقته شهادات التقدير التي عثر عليها مع بقية الأوراق، والتي كانت موجهة إلى طالبة باسم "سارة".
وتعليقا على تلك المذكرات، قال المتطوع في "الخوذ البيضاء"، محمد: "منظر الدفاتر حرق قلبي، يا الله شعرت الدنيا كلها ثقيلة على صدري، إذ تذكرت أولادي،
وتابع: "حاولت ألا أتوانى ولو للحظة أثناء البحث، على أمل أن نخرج طفل أو امرأة أو أب نعيده إلى عائلته"، وفق تغريدة نشرتها المنظمة على حسابها في تويتر.
وأثارت تلك الصور تعاطف الكثيرين، وعلقت مستخدمة لتويتر عليها بالقول: "يا ربي عيدها بالجنة يكون أجمل".
ورغم تضاؤل الأمل بالعثور على ناجين، واحتمال توقف عمليات الإنقاذ بعد مرور 8 أيام على زلزال شرق المتوسط، فإنه يتم انتشال بعض الناجين في الحين والآخر.
وآخر من تم إنقاذهم كان طفلة عمرها 4 سنوات، وذلك بعد مرور 178 ساعة من الزلزال وفق ما أعلن وزير النقل التركي، الذي أشار إلى أنه تم إنقاذها من تحت الإنقاض في منطقة أديامان التركية.
وكانت فرق الإنقاذ تمكنت قبل ذلك من انتشال سيدة على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى في ولاية هاتاي التركية بعد 176 ساعة على زلزال شرق المتوسط، الذي ضرب تركيا وسوريا وأودى بحياة ما يقرب من 37 ألف شخص.