يبحث الكثيرون عن عمل يؤمن لهم لقمة عيشهم ويدخل الراحة فى قلوبهم فيطاردون الحياة بهمومها فيتغلبون عليها بسعيهم الدائم فى توفير متطلباتهم من مأكل وملبس وعيشة طيبة ترحمهم من مد يد العون والمساعدة إلى الناس، فيحنوا الله على قلوبهم أكثر من حنو الأم بولدها الذى فقدته ثم عاد إليها بعد رحلة عذاب فى البحث عنه.
«سهيلة» امرأة عشرينية رفضت الجلوس فى المنزل لمساعدة زوجها فى تحقيق حلمه الذى سعى إليه، بعد أن تم تسريحه من عمله الذى كان بالكاد يوفر لهم لقمة عيش تسترهم من مد يد العون والمساعدة، فكان سلاحها السعى وراء كل «لقمة عيش» تستر بها أيامهم الباقية.
تشعر ابنة محافظة الإسكندرية بالفخر والاعتزاز بما وصل إليه حلم زوجها الذى ساعدته فى إنشائه، فتقول سهيلة سعيد: «فخورة بما وصل إليه زوجى وأساعده وأعمل معه طوال اليوم دون الانتقاص من أداء واجبات منزلى».
وأكدت أنه من الواجب على الزوجة أن تكون عونًا وسندًا لزوجها للتغلب على مصاعب الحياة ورفع العبء عليه ولو قليلًا، خاصة إذا كانت تحبه «هتحس بتعبه لما تشتغل معاه وتساعده». طب
لم يجلس زوجها فى المنزل بعد تسريحه من عمله الذى كان بالكاد يساعدهم على حياتهم اليومية خاصة مع إنجاب زوجته طفلة له فأصبح يبحث عن أى عمل يدر دخلا لشراء بعض مستلزمات طفلتهما الصغيرة، لكن تشجيع زوجته له على العمل بمجال الفطائر الذى لديه خبرة به جعله يبحث عن تأجير محل صغير لبيع الفطائر به.
وتابعت الزوجة: «فكرنا سوا فى محل لكن بعد دراسة الجدوى لقينا التكلفة عالية جدا، فنزلنا اشترينا عربية مستعملة، وكانت عبارة عن عجلة بصندوق غير مطلى وكانت عبارة عن صاج وجوزى اشتغل عليها، وأخذنا آراء البعض وطلعت معانا بالشكل ده».
وتابعت: «عملنا كل حاجة بإيدينا وفكرنا نكون كريتيف أكتر فلجأنا لفكرة مراية هوليود بحيث تكون الفكرة مسوقة نفسها بحيث تلفت أنظار الشباب والبنات ويحبوا يتصورا لحد ما أوردراتهم تجهز، وخلصت ونزلنا بيها المنطقة اللى اتربينا فيها عشان نلاقى تشجيع من جيراننا وأصحابنا».
وأردفت: «بفضل الله الفكرة نجحت جدا واتشهرنا فى أقل من شهر وبقى يجى لينا زبائن من بعيد كمان والحمد لله إحنا بنعتبر رزقنا فى الدنيا ربنا عطاه لينا فى دماغنا اللى بتفكر بره الصندوق». وتضيف: «زوجى يستيقظ مبكرا للنزول إلى السوق لشراء الخامات الخاصة بعمله وفور عودته يستعد لتجهيز العجينة عشان تتخمر، حتى تكون جاهزة للتحضير فى وقت الطلب فى أسرع وقت».
وقالت: «بعد ما بيخلص بينام شوية ويصحى على آخر النهار ويحضر العربية، وأنا بكون فى الوقت ده خلصت شغل بيتى كله وحضرت حاجات بنتى عشان نتوكل على الله نشتغل».
وأوضحت: «مواعيدنا من ٦ لغاية ٢ بالليل وبنتى بتكون معايا فى الشارع فى شيالة الأطفال على كتفى، ولما أرجع بالليل بننام والصبح بدرى نفس الكلام، هو يروح يجيب الخامات، وأنا أشوف البيت وملناش إجازات».
واختتمت كلامها: «إحنا ما علينا إلا السعى والتوفيق من عند ربنا، إحنا بنعافر بس نحسن دخلنا وفى نفس الوقت نعمل اللى بنحبه، طموحنا نفتح محل ونكبر اسمنا ويكون عندنا توصيل لحد البيت.