الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

فى عيد الحب .. أجمل رسائل العشاق بين جبران ومى زيادة

جبران ومى زيادة
جبران ومى زيادة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى ١٤ فبراير من كل عام يحتفل المصريون بعيد الحب، هذه المناسبة التى يعبر فيها المحبون عن حبهم لبعضهم البعض عن طريق إرسال بطاقة معايدة أو تبادل الهدايا وغيرها. 

وعلى ذكرى المناسبة نذكر قصة جبران خليل حبران والأديبة مى زيادة الذى نشأت بينهما قصة حب فكتب جبران خليل جبران كتابه " رسائل جبران خليل جبران إلى مى زيادة " فالحب الذى نشأ بينهما حب نادر لا مثيل له دام لأكثر من عشرين عاما دون أن يلتقيا إلا فى عالم الفكر والروح ، كان جبران مقيما فى مغارب الأرض ، وكانت مى فى مشارقها كما قال جبران ، إلا أنهما كانا أقرب اثنين، فذكر جبران خليل جبران سر هذه العلاقة القوية ومدى أثرها وكيف تطورت من خلال الرسائل المخطوطة التى بعثها إلى مى زيادة تحت عنوان "الشعلة الزرقاء".
كان حب جبران ومى رائعا كل منهما يبحث عن روح شقيقه فى يقظته وأحلامه ففى الشعلة الزرقاء نرى جوهر النفس الإنسانية فى أسمى درجات صفائها فكل منهما يسعى إلى رؤية ذاته فى روح صاحبه حتى لكأن هذه الروح هى المرآة التى ينعكس على صفحتها نور الآخر ، بل إن مضمون رسائلهما فيما بينهما توصف بأنه عشق يكاد يكون صوفيا لأنه تخطى حدود الزمان والمكان والحواس إلى عالم تتحد فيه قوة الوجود ، فهذا الحب بسموه وعمقه وطهارته جعلا كل منهما يبحث عن الله فى قلب الآخر ، ولا سيما أن جبران اتسم بنزعة صوفية فى حياته ويتضح ذلك من خلال إحدى رسائله التى كان مضمونها "الأفضل أن نبقى هنا .. هنا فى هذه السكينة العذبة ، هنا نستطيع أن نتشوق حتى يدنينا الشوق فى قلب الله ".
إن تعارف جبران ومى جاء من خلال شهرتهما سويا فنرى مى تُعجب بمقالات جبران خليل جبران فبدأت بمراسلته عقب اطلاعها على قصته “الأجنحة المتكسرة “ فكتبت له تُعرب وتعبر عن إعجابها بفكره وأسلوبه وتناقشه فى الزواج وقيوده والحب وأطواره تقول خلال رسالتها “إننا لا نتفق فى موضوع الزواج يا جبران .. أحترم أفكارك ، وأُجل مبادئك ، لأننى أعرفك صادقا فى تعزيزها مخلصا فى الدفاع عنها وكلها ترمى إلى مقاصد وأشاركك فى المبدأ الرئيسى القائل بحرية المرأة ، فكالرجل يجب أن تكون المرأة بانتخاب زوجها من بين الشبان تابعة بذلك ميولها وإلهاماتها الشخصية لا مكيفة حياتها فى القالب الذى اختاره لها الجيران والمعارف”.
يقول جبران خليل جبران عن مى زيادة إنها إمراءة أديبة مرهفة الشعور رومنطيقة النزعة ، متمسكة بالتقاليد الشرقية ، تحررت فكريا ولكنها اتصفت بالانطواء على النفس ، وكانت حريصة على نفسها فى المجتمع الحرص كله فنشأت فى بيئة متدينة محافظة ويوم أن اقتحمت مجتمع الرجال برزت صحفية ممتازة وشاعرة بالفرنسية وأديبة وخطيبة وصاحبة ندوة فى الثلث الأول من القرن العشرين ، حظيت باحترام المجتمع العربى وإعجابه لا لموهبتها فحسب بل لحسن سلوكها أيضا " .
أحبت مى زيادة جبران حبا جريا على عادة العشاق الفرنسيين على حد تعبيرها يوم نوهت بعاطفتها نحوه مناجية حبيبها قائلا : "أحبك قليلا ، كثيرا ، بحنو بشغف لا أحبك " فوجدت فى جبران مثلها الأعلى وفارس أحلامها ووجدت فى رسائله إليها بأسلوبها الفريد كتابة وفكرا ينبوعا ثرا من الغذاء الروحى وإرضاء لكبريائها وطموحها.
ويوم أعرب جبران خليل جبران عن رغبته فى السفر إلى القاهرة عدة مرات فى رسائله إلى مى ولكنه لم يبرح مكانه ويوم طال انتظار مى وبرح بها الهوى فلملمت كل شجاعتها وكتبت أجمل رسالة حب إليه جاء فيها “ جبران .. إن الذين لا يتاجرون بمظهر الحب ينمى الحب فى أعماقهم قوة ديناميكية رهيبة لأنهم لا يقاسون ضغط العواطف التى لم تنفجر ، ولكنهم يغبطون الآخرين على راحتهم دون أن يتمنوها لنفوسهم ويفضلون وحدتهم ويفضلون السكوت ويفضلون تضليل قلوبهم فى ودائعها ، والتلهى بما لا علاقة له بالعاطفة” .

وتابعت فى رسالتها: " يفضلون أى غربة وأى شقاء وهل من شقاء وغربة فى غير وحدة القلب؟ على الاكتفاء بالقطرات الشحيحة، غابت الشمس وراء الأفق ومن خلال السحب العجيبة الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هى الزهرة آلهة الحب أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون؟ ربما وجد فيها من هى مثلى ، لها جبران واحد حلو بعيد هو القريب القريب ، تكتب إليه الآن والشوق يملأ الفضاء ، وتعلم أن الظلام يخلف الشفق، وأن النور يتبع الظلام، وأن الليل سيخلف النهار والنهار سيتبع الليل مرات كثيرة قبل الذى تحبه فتتسرب إليه كل وحشة الشفق وكل وحشة الليل، فتلقى القلم جانبا لتحتمى من الوحشة فى اسم واحد : جبران ".

inbound3486977226571521136
inbound3486977226571521136