حثت الصين الولايات المتحدة الأمريكية، اليوم الاثنين، على رفع كل العقوبات أحادية الجانب المفروضة ضد سوريا للحيال دون وقوع كوارث إنسانية في أعقاب زلزال غازي عنتاب التركية الذي تأثرت به العديد من المناطق السورية الواقعة على الحدود.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانج ون بين، خلال مؤتمر صحفي -بحسب الموقع الرسمي لوزارة الخارجية الصينية في نسخته الإنجليزية، إن الولايات المتحدة ينبغي أن تضع الحسابات الجيوسياسية جانبا وتنهي على الفور كل العقوبات التي اتخذتها ضد سوريا بدلا من هذه التمثيلية السياسية بتخفيف العقوبات بشكل مؤقت.
وأضاف وانج - أن التدخلات العسكرية الأمريكية والعقوبات أحادية الجانب على سوريا أدت إلى تفاقم المشاكل الاقتصادية والمعيشية في البلاد، كما قوضت قدرة الحكومة السورية على مواجهة الكوارث بشكل كبير.
وتابع وانج قائلا: "أعاقت العقوبات الأمريكية بشدة جهود الإنقاذ في غضون 72 ساعة من الزلزال"، والتي اعتبرها أفضل وقت لتنفيذ عمليات البحث والإغاثة، لافتا إلى أن هذا أدى بطبيعة الحال إلى تفاقم الأوضاع على الأرض، لذلك اضطرت الولايات المتحدة إلى تسييس الوضع غير الإنساني الذي أقدمت عليه.
وفي سياق متصل، أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية أنه بناء على دعوات من فرنسا وإيطاليا والمجر وروسيا، سيزور عضو وزير الخارجية الصيني وانج يي فرنسا وإيطاليا والمجر وروسيا في جول أوروبية تبدأ، غدا الثلاثاء وتنتهي في 22 فبراير الجاري.
وأشار وانج إلى أن وزير الخارجية الصيني سيحضر خلال جولته المؤتمر ميونخ للأمن في دورته التاسعة والخمسين، على أن يلقي خطابًا لإيصال رؤية الأمن المشترك والشامل والتعاوني والمستدام التي دعا إليه الرئيس الصيني شي جين بينج، كما سيؤكد على التزام الصين الراسخ بالتنمية السلمية والمشاركة، ويوضح موقف الصين من القضايا الأمنية الدولية الكبرى.
وقال وانج أيضا إن نائبة رئيس الوزراء الصيني سون تشونلان ستزور جنوب إفريقيا واليونان بناء على دعوات رسمية من حكومتي الدولتين، لافتا إلى أنه خلال زيارتها سيتم انعقاد الاجتماع الثالث لآلية التبادل الشعبي رفيعة المستوى بين الصين وجنوب إفريقيا بداية من الأربعاء المقبل وحتى 22 من فبراير الجاري.
وحول قضية المنطاد الصيني الذي أسقطه الجيش الأمريكي قبالة السواحل الأمريكية، كرر وانج موقف الصين بأن دخول المنطاد إلى المجال الجوي الأمريكي كان حادث غير مقصود وغير متوقع ومعزول تماما عن "الأجسام المجهولة" التي تدعي الولايات المتحدة رصدها بعد واقعة المنطاد بأيام، مؤكدا أن الصين ليس لديها أي معلومات عن هذه الأجسام المزعومة.
وقال وانج إن إسقاط الولايات المتحدة للمنطاد البحثي بصواريخ متقدمة هو رد فعل مبالغ فيه، متهما الولايات المتحدة بأنها الدولة الأولى في العالم في تقنيات المراقبة والاستطلاع والتجسس وامتلاكها لأكبر شبكة تجسس في العالم، مشيرا إلى أن وكالة الأمن القومي الأمريكية تجسست بالفعل على هواتف قادة ألمانيا وفرنسا والنرويج والسويد وهولندا ودول أوروبية أخرى.
وأشار وانج أيضا إلى أن السفن والطائرات العسكرية الأمريكية تقوم بعمليات استطلاع متكررة عن كثب حول الصين، بما في ذلك 657 طلعة جوية العام الماضي و64 طلعة جوية في يناير من هذا العام في بحر الصين الجنوبي فقط، وهو ما يشكل تقويضا خطيرا للأمن القومي الصيني والسلام والاستقرار الإقليميين.
وأوضح وانج أنه من ضمن عمليات الاستطلاع الأمريكية حول العالم فإن هناك مناطيد تجسس أمريكية دخلت المجال الجوي لدول أخرى بشكل غير قانوني، لافتا إلى أنه منذ بداية العام الماضي وحتى الآن تم رصد مناطيد أمريكية تحلق على ارتفاعات عالية فوق المجال الجوي الصيني لأكثر من عشر مرات دون إذن من الصين.
وفيما يخص زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى الصين، قال وانج إنها ستكون أول زيارة يقوم بها رئيسي إلى الصين منذ توليه منصبه، وخلال الزيارة سيجريان محادثات ثنائية لتنمية العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، كما سيلتقي الرئيس الإيراني أثناء زيارته برئيس مجلس الوزراء الصيني لي كه تشيانج ورئيس مجلس النواب الصيني لي زانشو.
