قضت محكمة جنايات الجيزة، برئاسة المستشار جمال عبد اللاه، وعضوية عماد الشيوى وإيهاب طنطاوى، بمعاقبة مهندس معمارى بالسجن المؤبد بعد توجيه له تهمة قتل آخر عمدا مع سبق الإصرار والترصد بسبب خلافات بينها على أسعار بيع مواد مخدرة.
تفاصيل الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بشمال الجيزة، والتى بدأت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الدقى بلاغ من حارس عقار يدعى «ش.ك. ح» يبلغ من العمر ٥٠ عاما، يؤكد نشوب مشاجرة بين «م. ن. ع. ال»، مهندس معمارى، فى العقد الثالث من العمر يقيم بميدان الدقى، وصديقه «ا. خ. أ. ك» وسقوط الأخير قتيلا وخروج المتهم مسرعا من المنزل دون ملابس علوية وكان ملطخا بالدماء.
على الفور، أبلغ الحارس الشرطة وحضرت قوة أمنية لمكان الحادث، وبالفحص تم العثور على جثة المجنى عليه «أ. خ. أ» مصاب بجروح طعنية وقطعية منتشرة فى أنحاء جسده أدت لوفاته، وعلى الفور تم إخطار النيابة والتحفظ على الجثة.
وأشارت التحقيقات، إلى أن قوة أمنية تمكنت من ضبط المتهم الذى حاول الهرب، وتم اقتياده إلى قسم الشرطة، للتحقيق معه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، حيث أكد أنه كان على علاقة صداقة بالمجنى عليه منذ سنوات.
وأضاف أنه مع مرور الوقت علم بأن المجنى عليه يتاجر فى المخدرات، وقد طلب منه إحضار مخدرات له، وبالفعل بدأ المجنى عليه يجلب للمتهم المواد المخدرة التى يحتاجها، ومن حين لآخر يجلسان سويا فى منزل المتهم لتناول المخدرات وقضاء سهر.
وأضافت التحقيقات، أن الأمور استمرت بينهما على هذا الوضع حتى قبل الواقعة بعدة أيام قد علم المتهم بأن المجنى عليه يبيع له المخدرات بأسعار غالية فقرر معاقبته.
وأوضحت أنه يوم الواقعة طلب المتهم من صديقه أن يجلب له مخدرات وبالفعل أحضرها وتقابلا سويا فى منزل الأخير، وعندما سأله المتهم عن السعر أخبره المجنى عليه.
وتابعت التحريات: «وقتها أدرك المتهم أن صديقه يضحك عليه ويبيع له المخدرات بأسعار غالية، الأمر الذى أثار حفيظته وعاتبه على ذلك فنشبت بينهما مشادة كلامية تطورت لمشاجرة، أحضر خلالها المتهم سكينا وسدد عدة طعنات لصديقه حتى سقط غارقا فى دمائه وفارق الحياة».
بعدها حاول المتهم الهرب ولكن تم ضبطه، وفور الانتهاء من التحقيق معه أمرت النيابة بحبسه والتجديد له فى الميعاد.
واستمعت النيابة إلى أقوال عدد من الشهود حيث أكد الأول «ش.ك. ح»، حارس العقار الذى يقيم به المتهم، أنه حال تواجده بمدخل العقار محل الواقعة أبصر المجنى عليه دالفا للداخل.
وبسؤاله عن سبب تواجده، أبلغه المتهم بصداقتهما، ودخلا سويا للعقار، وبعد مرور فترة أبلغ أحد السكان حارس العقار بوجود مشاجرة بشقة المتهم، وقد ذهب لاكتشاف الأمر وفوجئ بالمتهم مترجلا دون ملابس علوية وملطخا بالدماء.
وعاد عقب ذلك ورفقته والدته التى اتصلت بالإسعاف لإنقاذ المجنى عليه لكن دون جدوى، وتبين بعد ذلك بأن نجلها قتل المجنى عليه لخلافات بينهما. وتسلمت النيابة أيضًا التحريات التى أجرتها الأجهزة الأمنية حول الواقعة، والتى تبين من خلالها، أن المجنى عليه كان صديق المتهم ويحضر له مواد بمقابل مادى ولعلم الأخير بقيام المجنى عليه ببيع المواد المخدرة له بأزيد من سعر شرائها قام بالاتصال به طالبا مواد مخدرة وعقب وصوله ودلوفه إلى مسكن المتهم الذى أحضر سلاحا أبيض سكينا وطعنه باستخدام ذلك السلاح قاصدًا قتله حتى تأكد من إزهاق روحه.
وقد تسلمت النيابة أيضا تقرير مصلحة الطب الشرعى، الذى أكد أنه بعد تشريح جثة المجنى عليه تبين وجود جروح طعنية وقطعية منتشرة، وهى من طراز الإصابات الجرحية الطعنية القطعية وتحدث من جراء الاصابة بجسم صلب ذى حافة حادة وطرف مدبب، مثل السكين المنوه عنه، وقد نتج عن ذلك نزيف دموى جسيم تسبب فى إصابة المجنى عليه بهبوط شديد بالدورتين الدموية والتنفسية انتهى بالوفاة.
وفور اكتمال أوراق القضية أمرت النيابة بإحالتها لمحكمة الجنايات التى أصدرت قرارها السابق بعد تداول القضية لعدة جلسات.
