تحتفي الكنيسة الكاثوليكية اليوم بالقديس فولكرانـو دي لوديف الأسقف، ولد فولكرانو في إقليم لوديف (ناربون) بفرنسا، لأبوين يتمتعان بمكانة اجتماعية متميزة. كانت والدته تدعى يوستورجيا،وذات يوم رأت رؤية ليلية بينما كانت تحمله في بطنها، حيث بدا لها أنها ولدت، بدلاً من ابنها، شجرة مورقة محملة بالثمار الشهية. وأن تحت أغصانها ذهب كثير من الناس ليستريحوا.
فكانت هذه الرؤية عما يصير إليه ابنها فولكرانو من المجد والكرامة حياة القداسة. فاعتنى به ثيودوريك مطران لوديف ، فقام بتعليمه وتكوينه وزوده بكل العلوم اللاهوتية والعلمية .
فنشأ فولكرانو في جو من القداسة، فكل يعيش حياة الطهارة والفقر والطاعة فقام بالعديد من التقشفات الصارمة والصوم الشديد والصلاة طوال الليل ليذل جسده.
فرسمه كاهناً الأسقف ثيودوريك. فكان على مثال الراعي الصالح يبذل نفسه في سبيل خرافه. فكان يجول يصنع خيراً والجميع يلتف حوله ليستمعوا إلى عظاته ونصائحه. وعندما توفى معلمه وأبيه الروحي الأسقف ثيودوريك.
لم يروا أحداً قادراً على قيادة الإبرشية غير الكاهن فولكرانو، وفى عام 949م رسمه رئيس الأساقفة ناربون أسقفاً على إبرشية لوديف. على الفور قام بزيارة جميع الكنائس المتواجدة في إبرشيته. وكان يزور الناس في منازلهم
فقام بتجديد الكاتدرائية القديمة المكرسة للشهيد سان جينيسيو ، فبنى كاتدرائية جديدة أكبر وأجمل من القديمة ،فقام بتدشينها وتكرسها عام 975م بحضور ثلاثة أساقفة. وبجانبها بنى دير المخلص الذي كان متهدم ومكان غير صالح للدير . ثم أعاد ترميم دير الرسل ، الواقع خارج المدينة. فقام بطرد بعض الرهبان الفاسدين المتواجدون داخل الدير ، فعين رئيس جديد للدير .
وبنى كثير من المستشفيات ، فتغلب على صعوبات كثيرة أثناء بناء جرس الكنيسة، وعمل على ان يحل السلام بين الجميع . وذات يوم علم أن أسقف قريب منه ، تحول إلى الديانة اليهودية سراً ،فخاف فولكرانو من أن يجعل الناس يتبعونه ،وعلم أن بعض الناس سوف يذهبون إليه ليحرقوه داخل مقره. فذهب إليه وأقنعه بخطأه وجعله يتوب ويعود إلى الإيمان مرة اخري .
وقام برسالة خاصة تجاه الفقراء والمساكين والمهمشين فكان كريماً معهم. وبعد عدة سنوات قضاها في أعمال الخير ، تميز القديس فولكرانو ، الأسقف ، بحبه للفقراء وفي حماسته للعبادة الإلهية. وتوفي يوم 13 فبراير 1006م في لوديف ، ناربون بفرنسا . ودفن في الكاتدرائية في كنيسة سان ميشيل. في عام 1573 ، تم العثور على جثته سليمة وكأنه رقد منذ أيام قليلة.