ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددًا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.
اليوم تنشر قصيدة بعنوان "الطريق" للشاعرة العراقية آمال الزهاوي، وذلك تزامنا مع ذكرى وفاتها، التي تحل اليوم الاثنين 13 فبراير 2023.
أميل عليكم خذوني
أشير إليكم خرجت
فإن لم تمدوا اليدين
بعدت عن الجرف حتى استدرت
أشير إليكم
أنا أخرج الآن لؤلؤة من محار
أشير إليكم
أنا أخرج الآن من جسدي
فهل تمسكون بمعنى الذي يخرج الآن من جسد الماء
نقيا
وحيدا
فلا الأرض فيه استطالت
ولا هو فيها استطال
وذاك السعير الذي يربط القلب بالقلب
ظل دليلي
توثبت فيه
وناضلت فيه
فهزوه .. هزوه حتى التذكر
كي يتقد الجمر بالحب
ويشتعل الدم في الوطن العربي
على الدرب كنا يدين
تهبان من جسد واحد
وفي الأفق كنا جناحين
في طائر واحد
بريق العيون دليلي
تذكرت أن طريقي مقارعة الصمت بالصوت
والموت بالبعث
ورسم نجوم الثريا على الدرب
أنا هاجسي النور في الظلمات
تذكرت لم تستقر الرياح بجسمي
ولم أستقر بها
طريقي التوثب
أنا بنت هذي العواصف أدمنت كل العذابات
أم أنها أدمنتني
شربت المرارة خمرا
وتشرين ينصب شرك العيون
فلم تستقر الدماء بجسمي
لأنا بصفين نمضي إلى مصدر النار
فلا تنكروني.. إذا ما جنحت
كلانا يسير إلى الوهج مثل الفراش
وفي الوهج كنا نموت
احترقت..
أميل عليكم.. خذوني
لنشرب نخب الطريق معا
لنقطع كل الطريق..
فلن أخرج الآن من جسدي.