الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

باحث فلسطيني: متطرفو اليمين الإسرائيلي يريدون إشعال المنطقة

فخري أبو دياب عضو
فخري أبو دياب عضو لجنة الدفاع عن بلدة "سلوان"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال فخري أبو دياب، عضو لجنة الدفاع عن بلدة "سلوان" الواقعة في الجنوب من المسجد الأقصى المبارك، إن وزراء اليمين المُتطرف في الحكومة الإسرائيلية الحالية، يريدون إشعال المنطقة، اعتقادًا منهم بأنهم يمتلكون القدرة على السيطرة وربما تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى. 
وأضاف أبو دياب، وهو أحد أبرز الباحثين المُتخصصين في شؤون مدينة القدس المُحتلة والمسجد الأقصى، أن وصول زعيمي "الصهيونية الدينية" و"العظمة اليهودية" إلى الوزارات والمناصب السيادية الحساسة في حكومة نتنياهو، لم يأت من الفراغ، ولكن نتيجة انزياح أغلب المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين، معتبرًا ذلك مؤشرا على ازدياد التطرف في المجتمع الإسرائيلي والتمسك بالعقلية والأيدولوجية الصهيونية والدينية. 
وقال أبو دياب إن الوزيرين اليمينيين المتطرفين سموتريتش وبن جفير واليهود المتدينين المسمين (بالحريديم) هم الآن العدد الأغلب في دولة إسرائيل، وقد اندثر اليسار بشكل كامل، مشيرا إلى أن هؤلاء يحلمون أفكار ما تسمى بـ "إسرائيل الكبرى" وتغيير الوضع القائم بالقدس بوجه عام وفي المقدسات بشكل خاص، وهم لا يؤمنون بأي حقوق للآخرين، وحسب عقلياتهم، فهم أصحاب المنطقة، فيما يؤمن بعض الكهانيون بأن دولة إسرائيل هي الدولة التوراتية الموجودة في التلمود والتي يجب تطبيقها على أرض الواقع. 
وتوقع أبو دياب أن يقود هؤلاء المتطرفون المنطقة إلى حرب دينية، تقتلع الأخضر واليابس، نتيجة لهذا التطرف والتعصب، ونتيجة لمحاولتهم تغيير الوضع الديني والقانوني والتاريخي في المسجد الأقصى، وبسعيهم لطرد أحياء عربية كاملة في مدينة "القدس" من أجل إحلال المزيد من المستوطنين محلهم حتى تكون ذات أغلبية يهودية. 
وأضاف أبو زياد أنه يعتقد أن المسجد الأقصى سيكون "الصاعق" الذي سيشعل ردة الفعل، وسيكون بمحاولة هؤلاء اقتسام المسجد الأقصى، أو هدم جزء منه نتيجة أعمال الحفر وسحب الأتربة والصخور من أسفل أساسات المسجد المبارك وهو ما يتوقع أن يؤدي إلى انهيار جزء منه.

- البناء المعنوي للهيكل في أذهان اليهود 
ومضى أبو دياب يقول إن الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة جماعات الهيكل عملت ببرنامج وبخطط لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم، والخطة كانت أولا ببناء الهيكل في عقول وأذهان وقلوب اليهود وما سُمي بالبناء المعنوي للهيكل داخل المسجد الأقصى، ولذلك ازداد عدد المُقتحمين لليهود بشكل كبير وازداد عدد من يخالفون الفتوى الشرعية للحاخامين اليهود بعدم الصعود واداء طقوسهم داخل باحات المسجد الأقصى. 
وقال أبو دياب إن هؤلاء يدعون أن قبة الصخرة (هي جبل الهيكل وهي قدس الأقداس) وأسفلها يوجد ما سمى بـ "تابوت العهد" وهذا هو أقدس مكان لهم حسب زعمهم. 
و الخطوة التالية، حسب أبو دياب، هي تحضير ما يُسمى بـ"كهنة المعبد"، ولذلك بالقرب من حائط البراق وفي المنطقة الغربية للمسجد الأقصى، جرى بناء أكثر من مكان سُمي "كنيس" وذلك لتدريب الكهنة واليهود المتدينين على أن يقيموا الطقوس التلمودية والتوراتية داخل المسجد الأقصى. 
وأشار أبو دياب إلى أنه جرى الانتهاء قبل فترة من إقامة ما تُسمى بمرافق الهيكل، وهي المنطقة الجنوبية حتى منطقة "عين سلوان" وطريق ونفق الحجاج الذي افتتح عام 2018، وهذا النفق يسمى "درب الحجاج" وقد استولى المستوطنون على أرض يريدون أن يقيموا بها "بركة سلوان" أو "الحمراء"، من أجل إقامة هذه البركة للتوضأ والطهارة قبل الصعود إلى ما يسمونه "جبل الهيكل"، وبعدها يتم بشكل فعلي هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل.
وأضاف أبو دياب "هم يزعمون أن مكان مُصلى وقبة الصخرة يجب أن يُزال ويقام المعبد وبالقرب من المذبح الذي تقدم فيه القرابين". 
وتوقع أبو دياب أنه بصعود اليمين المتطرف الآن، فربما بعد عدة سنوات ونتيجة لازدياد عدد المتطرفين، قد يأتي رئيس وزراء لإسرائيل، من هؤلاء المتطرفين الذين يحلمون بتجسيد هذه الأفكار على أرض الواقع، مشيرا إلى أن وزير الأمن الداخلي المتطرف إيتمار بن جفير، ينادي، وبشكل علني، حتى قبل أن يكون وزيرًا، وقبل أن يكون عضو كنيست، بتفريغ المسجد الأقصى من المسلمين وعدم إعطاء أي فرصة لهم لأداء صلواتهم وإعطاء اليهود أولوية، ولذلك هو لا يعتبر المسجد الأقصى مكانًا مُقدسًا للمسلمين ولكن مكانا مقدسًا لليهود.

- استنساخ تجربة "المسجد الإبراهيمي" في الخليل 
وأضاف أبو دياب أن الحكومة الإسرائيلية تعمل الآن على مُشاركة المسلمين في المسجد الأقصى، كخطوة أولى، وبعد ذلك يتم استنساخ ما تم في المسجد الإبراهيمي في الخليل، بأن يُغلق المسجد في أعياد اليهود وتفتح كل الأبواب لهم على مدار الساعة لأداء طقوسهم ومنع المسلمين من الدخول في أوقات دخولهم. 
وأضاف أن الاحتلال ينتظر الفرصة السانحة للانقضاض على المسجد الأقصى، الذي باتت أساساته مُعلقة بالهواء، وهو أساسًا يمنع الترميم ويمنع الأوقاف الإسلامية من القيام بواجباتها على هذا الصعيد. 
وقال أبو دياب إن المجتمع الدولي اتخذ من اقتحام (بن جفير) للمسجد الأقصى مدخلًا للضغط على حكومة الاحتلال وذلك ليقوم نتنياهو بلجم جماح (بن جفير)، إذ يدرك المجتمع الدولي تمامًا خطورة وجود هؤلاء في حكومة الاحتلال ويعلم أن هؤلاء قد يتسببوا في إشعال حرب تؤثر حتى على مصالح الدول الغربية.

- مُتطرفو اليمين أسقطوا "ورقة التوت" عن إسرائيل 
ورأى أبو دياب، إن الحكومة الإسرائيلية، هي الحكومة التي انتظرها الفلسطينيون، ولما لا فقد استطاعت إسرائيل وحكوماتها المتعاقبة، خداع العالم والالتفاف على القوانين الدولية لإظهار أن إسرائيل دولة تريد إعطاء الفلسطينيين حقوقهم، في حين أنها تتنكر لها، ولكن الحكومة الحالية هي من كشفت الغطاء وأسقطت ورقة التوت عن حقيقة إسرائيل، وبدأ العالم يعلم تمامًا كذب الرواية الإسرائيلية بعدم وجود شريك سلام من الجانب الفلسطيني، وأن الفلسطينيين هم الذين يقتلون ولا يلتزمون بالمعاهدات وبالمواثيق.

- القضاء على الوجود الفلسطيني في القدس 
وأضاف أبو دياب أن هناك سياسة من الحكومة الإسرائيلية وتنفذها البلدية ومؤسسات الاحتلال بتقليل عدد الفلسطينيين، وممارسة التطهير العرقي ولكن بطرق التفافية عبر عدم إعطاء تراخيص البناء، مُضيفًا: " نحن في حاجة إلى 5 ألاف وحدة سكنية سنويًا.. وفي عام 2021 تقدمنا بـ 10217 طلبًا لاستصدار تراخيص بعد أن استوفينا جميع الشروط.. ووافقت سلطات الاحتلال على 210 فقط.. وفي منطقة على أطراف القدس وهي (بيت حنينا) ومنطقة بالقرب من سور باهر جنوب القدس". 
وأضاف "بلدية الاحتلال تمنع بشكل مطلق البناء في منطقة الحوض المقدس والذي يبدأ من (الشيخ جراح) شمالي البلدة القديمة وحتى منطقة سلوان جنوبي المسجد الاقصى المبارك.. وخلال هذه الفترة التي لم نُعط فيها التراخيص، تم تمكين المستوطنين من بناء 1870 وحدة سكنية في منطقة الحوض المقدس التي حرم الفلسطينيون من البناء فيها، وهو ما يعكس عنصرية واضحة وسياسة تطهير عرقي.. والأرقام المذكورة من اللجنة اللوائية للبناء والتنظيم التابعة للاحتلال". 
وقال أبو دياب إن بلدة سلوان، التي تقع مساحتها على 5640 دونمًا بها الان 62 ألف نسمة، حسب آخر إحصائيات وزارة الإسكان والداخلية الاسرائيلية، لم يكن فيها قبل عام 2000 أي شخص غير فلسطيني، وبعد ذلك نتيجة للاستيطان والاستيلاء على المنازل، أصبح هناك 3240 مستوطنا بنهاية ديسمبر 2022، وهناك خطط إلى أن يزداد العدد إلى 30 ألف مستوطن، لأنهم يريدون إحاطة المسجد الاقصى والبلدة القديمة بحزام من المُستوطنات.
وأشار إلى أن إسرائيل تدعي أن بلدة "سلوان" هي بداية دولة اليهود الأولى قبل 2750 عامًا، ولذلك قاموا بتهويد اسمها وغيروه إلى مدينة داوود...وفي اوائل التسعينيات أسسوا جمعية خاصة اسموها جمعية "العودة إلى مدينة داود" (العاد)، موضحا أن 65% من ميزانية هذه الجمعية تأتي من وزارة المالية الإسرائيلية، والباقي من التبرعات، وهي أغنى جمعية استيطانية وهي متخصصة في تهويد المنطقة وطرد السكان، وهذا ما أعلن عنه من أسسها وهو ضابط إسرائيلي سابق وهو رئيسها الآن. 
وقال أبو دياب، إنه خلال شهر ديسمبر الماضي وحده، جرى تحويل 28 مليون شيكل لهذه الجمعية التي قامت بالاستيلاء على 83 منزلا وحولتها إلى بؤر استيطانية عبر قانون "أملاك الغائبين" الذي سنته الكنيست للاستيلاء على أملاك الفلسطينيين الذين تركوا القدس أو بالتحايل وحتى بشراء بعض الذمم غير السوية حتى يكون المستوطنين ممثلي دولة إسرائيل في البلدة، وإنه عند إجراء أي أعمال ترميم في (سلوان) أو عادة إصلاح شوارع يجب أن توافق الجمعية وليس البلدية، وبالتالي أصبحت هذه الجمعية دولة داخل دولة، مشيرا إلى أن الجمعية تعمل على برنامج من أجل إحضار عشر ملايين سائح سنويًا (وذلك لغسل أدمغة العالم) والترويج لرواية أن اليهود هم أصحاب الأرض، وأنهم أصحاب حضارة في المنطقة في حقبة الهيكل الأول والثاني وأن الفلسطينيين والعرب هم غزاة جاؤوا إلى المنطقة واستباحوها. 
وأضاف أبو دياب إنه خلال الحفريات يتم تحطيم الإرث الحضاري والتاريخي وهذا موثق، وأحيانا يتم تغيير بعض الآثار بوضع رموز ليثبت اليهود أحقيتهم، في حين لا يتم السماح للجان المهنية المتخصصة ومؤسسات دولية من ضمنها اليونيسكو من الدخول إلى المنطقة لمعرفة ما يجري، وقد تشققت كثير من المنازل وأصبحت خطرة للسكن وغير مناسبة للعيش وعندما يُرفع الأمر للمحاكم الإسرائيلية يطلبوا من السكان المغادرة بدلا من وقف أعمال الحفر.

- مقابر "القدس" لم تسلم من أعمال التجريف والانتهاكات 
وأكد أبو دياب أن المقابر في مدينة القدس لم تسلم من التجريف والانتهاكات، مشيرًا إلى أن مقبرة (مأمن الله) بها آلاف القبور تم طمسها وازالتها وبناء أبنية مكانها، فيما جرى منذ عشرة أعوام منع الدفن في أول مئة متر من مقبرة "الرحمة" التي بها قبور من فترة الصحابة. 
وأضاف "هناك هدف بإزالة هذه القبور لأن القبور هي شواهد على وجود حضارة.. وهم لا يريدون هذه الشواهد في الوقت الذي استولوا فيه على أراض مقابل البلدة القديمة والمسجد الأقصى ووضعوا فيها قبور وقبور وهمية بعشرات الألوف.. هم يريدون أن تتوسع رقعة ومساحة القبور الوهمية ليثبتوا أنهم كانوا موجودين في الوقت الذي يتم فيه منعنا من الدفن"

- تغيير هوية القدس وعبرنتها 
كما أكد أبو دياب أن الاحتلال يقوم بعبرنة القدس وتغيير هويتها، ضاربا على ذلك مثالا، بتغيير الشارع الرئيسي من (عين سلوان) إلى المسجد الأقصى والبلدة القديمة، والذي كان اسمه (عين الحلوة) قبل أن يتم تغييره إلى (معلوت عيردافيد)، في حين وضع أسماء حاخامين يهود على بعض الشوارع في سلوان على حساب تاريخ الفلسطينيين وتراثهم 
و"بما أن دولة الاحتلال تسيطر على كل مناحي الحياة في القدس فاذا ذهبت إلى البلدية أو إلى البريد أو شركات الاتصالات أو شركة المياه فلن يعترفوا إلا بالاسم العبري الجديد.. وإذا كتب البريد بالاسم العربي القديم فلا يصل إلينا وهو ما أجبرنا على استخدام الأسماء العبرية وحتى في بطاقات الهوية توضع أسماء الشوارع المعبرنة".