الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

البلبل غرد 3 مرات..الملكة نازلي "تروي" كيف ولد "فاروق مصر"

الملك فاروق ووالدته
الملك فاروق ووالدته الملكة نازلي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ولد الملك "فاروق" ولى عهد المملكة المصرية فى 11 فبراير عام 1920 ، وأصدر الديوان الملكي بلاغاً بالنبأ ، وأعلن مجلس الوزراء ميلاد الأمير فاروق، وأطلقت المدفعية 21 طلقة احتفالاً بتلك المناسبة ، كما منح موظفو الدولة إجازة ، وتم العفو عن بعض المسجونين .

روت الملكة  نازلي والدة الملك فاروق، في الذكرى الثلاثين لميلاد الملك فاروق قصة ولادته، ونشرت " أخبار اليوم " على متن صفحاتها في عددها الصادر في 11 فبراير 1950م، تلك القصة علي النحو التالي :
«كان السلطان فؤاد يرغب في أن يرزق ولدا ليكون وليا للعهد ، وكان مهتما بهذا الموضوع اهتماما بالغا، وأرسل المنجمون إلينا خطابات والنبوءات كثيرة ، بأن المولود سيكون ذكرا ولكن السلطان كان مضطربا ، وكان فؤاد يقول لي دائما:
“يارب .. أريد ولدا .. إن هذا الولد سيكون رمز الاستقرار في البلاد ، ورمز الاستقلال .. يا رب أريد ولدا، وإني أعتقد أن ولدا من صلبي وصلب إسماعيل ، وإبراهيم ، ومحمد علي سيكون سلطانا عظيما”.
وذات يوم كان السلطان فؤاد جالسا معي في قصر البستان – الجامعة العربية الآن – وأقبل بلبل أبيض، ووقف على نافذة الغرفة ، فالتفت السلطان إليّ قائلا : لو غرد هذا البلبل ثلاث مرات فستلدين ولدا ، وإذا بالبلبل يغرد ثلاث مرات وأبرقت عينا السلطان سرور .
فسألت الملكة نازلي السلطان فؤاد كيف عرفت أني سألد غلاما، فرد قائلاً : كان ذلك عندما أطلق علي الأمير أحمد سيف الدين الرصاص ، فأصابني إصابات بالغة ، ولم يستطع الأطباء تخديري قبل استخراج الرصاص، فأجروا العملية الجراحية وأنا متنبه ، وكانت عملية مؤلمة وخطيرة ، حتى أن أمي رحمها الله أغمي عليها من هول المنظر .
ورقدت في سريري وأنا يائس من الحياة ، كل شئ حولي يدل على الموت ، ووجه أمي الشاحب ووجوه الأطباء اليائسة ، ووجه الممرض الجامد .
ثم رأيت بلبلا أبيضا يقف على نافذة الغرفة ، فقلت لنفسي : لو غرد البلبل ثلاث سأعيش ، ولو عشت سأكرس حياتي من أجل بلادي .
وبالفعل غرد البلبل ثلاثا .. وهكذا عشت وأنا أعرف أني مدين بكل ساعة من حياتي لبلادي .
وفي يوم الأربعاء 11 فبراير سنة 1920م كان السلطان في غرفة مجاورة لغرفتي ، وظل يغدو ويروح في قلق ، ورزقت بفاروق .
وأسرعت الوصيفة الفخرية “مدام وربير رولو” وهي تقول له بالعربية : مبروك .. ولد .. ولد .
فما كان من السلطان إلا أن جلس على أول كرسي واغرورقت عيناه بالدموع ، ثم قام من مقعده وجاء إلى غرفتي وحمل المولود الصغير فاروق وقبله وهو يقول: شكرا لله .. سيصير ملكا عظيما !
وهنا رأيت فوق نافذة غرفتي بلبلا أبيضا وغرد ثلاث مرات.