الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

إسلام الكتاتنى: مصر تتجاهل الخلافات السياسية وتدعم قيم الإنسانية بالتعامل مع كارثة الزلزال

إسلام الكتاتني، باحث
إسلام الكتاتني، باحث في شئون الجماعات المتطرفة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال إسلام الكتاتنى الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، إن أى بلد فى العالم معرض لوقوع كوارث إنسانية ومعاناة وأزمات، وعندما يحدث ذلك فى مصر نسمع نغمة واحدة سائدة فى إعلام جماعة الإخوان الإرهابية وهي رفع راية الشماتة، وإرجاع سبب الأزمة لإقدام الشعب المصرى على الإطاحة بحكم الجماعة الإرهابية، بينما أظهرت تعاطفا كبيرا مع زلزال تركيا، وبصورة أقل مع سوريا. 
وأضاف "الكتاتني" فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أنه بنفس منطق هذه الجماعة التى تزعم أن سبب الكوارث هو لعنة طردهم والخروج عليهم، فإن المنطقة التى وقع بها الزلزال هى جنوب تركيا وشمال غرب سوريا، وهى المعقل الأساسى للجماعات المتطرفة التى تواجه النظام السورى أمثال جبهة تحرير الشام "النصرة سابقا".
وتابع: إن جنوب تركيا هو الممر الآمن الذى يحميهم ويمرون منه، ومن خلاله يتم توفير الدعم لهم، بما يعنى أن الزلزال وقع فى المنطقة الموبوءة التى يسيطرون عليها، فهل لأحد أن يرد عليهم بنفس منطقهم ويقول إن هذه الكارثة التى وقعت لهم كانت بذنب ما فعلوه فى الدولة السورية، وذنب الشعب السورى الذى تم تهجيره وذبحه على يد هذه الجماعات، لكن الإنسان العاقل والطبيعى يدرك أن هذه كارثة إنسانية تحدث فى أى مكان لأسباب علمية، ونحن لا نشمت فيها أبدا.
ولفت "الكتاتني" إلى أنه رغم ما فى العلاقات بين مصر وتركيا من أزمات فإن مصر قدمت يد المساعدة، قدمت المساعدات للدولتين رغم وجود خلاف سياسي، لكن مصر فى الكوارث الإنسانية تضع الخلافات جانبا وتعمل على دعم الشعوب المتضررة، وتعزز المعنى الأخلاقى والإنساني، فليس من المنطق الشماتة فى مشردين كانوا آمنين، باتوا تحت الأنقاض، وفاقدين للأمن والحماية.
وتساءل الباحث فى شئون الجماعات الإرهابية: عن أى تصرف يظهر المعنى الحقيقى للإسلام، الجماعات التى تقتل وتشمت فى كوارث البشر، ولديها ازدواج معايير كبير، تشمت فى أزمات مصر وتتعاطف بصورة مبالغة مع أزمات دول أخرى، إذن من الذى يفهم الإسلام فهما صحيحا!
وقال "الكتاتني": هؤلاء الذين فشلوا فى كل الاختبارات الإنسانية، وفى نفس الوقت يعلنون راية أنهم "بتوع ربنا" وفى نفس الوقت يشمتون فى الناس وفى أزمات الناس، انظر هذه نفس الأزمات لكننا لن نشمت فيهم، ولن نتعامل بنفس المنطق، هذه إدلب التى تضم المجموعات المسلحة الأكثر تطرفا، المعقل الرئيسى لجبهة تحرير الشام وتنظيم داعش الإرهابي.
كان مدير المرصد السورى رامى عبدالرحمن، قد أعلن فى وقت سابق، فى تصريحات تليفزيونية، أن "فريقا من مصر الشقيقة كان أول الواصلين إلى سوريا لإغاثة المنكوبين ومساعدة فرق الإنقاذ المحلية، وأن اللاذقية هى أكبر المتضررين فى مناطق النظام، والكارثة الكبيرة هى فى شمال غرب سوريا".
وتعليقا على تأخر مساعدات الدول لسوريا؛ قال الكتاتني، إن ازدواجية المعايير عند الغرب يجب أن نشير إليها، هم يساعدون تركيا فقط، يتجاهلون شمال سوريا، رغم أنها مناطق بها نفوذ أمريكي، وهذا سقوط للغرب، وسقوط أخلاقى للغرب الذين قصروا المساعدات على تركيا فقط دون سوريا رغم ما تمتلكه الدول الغربية من نفوذ فى الشمال السوري.
وحول تبادل عناصر إخوانية لتغريدات مليئة بالحقد تتمنى تكرار مثل هذه الحوادث لمصر؛ أكد أن تمنى تدمير المشروعات القومية التى تقف خلفها الدولة مثل العاصمة الإدارية والمدن الجديدة ومشروعات الطرق والكباري، تخرج من نفوس مريضة، كتاباتها تعبر كلها عن نفسية الثأر والانتقام وهى نفسية مسيطرة على عناصر الجماعة الإرهابية بشكل كبير.
وتابع: إنه بالإضافة لمحاولة البعض تعميق معنى أن مثل هذه الكوارث هى انتقام وذنوب وبالتالى يتمنون وقوعها لمصر ليرفعوا مثل هذه المعانى ويروجوها، أما وقوعها فى دول تابعة لهم فإنهم يتجاهلون هذا الخطاب ويعلون من خطاب التعاطف والتضامن وجمع التبرعات. لذا يجب أن يدرك المصريون أننا أمام مجموعة من الناس معجونة بالكذب والنفاق والتضليل واللعب بالمشاعر.
كما أشاد الباحث بدور الدول العربية فى الأزمة، موضحا أنه من المعانى الجميلة أن تجد مصر وتونس والجزائر والعراق وهى بلاد لديها ظروف صعبة لكنها تصر على إرسال المساعدات، هذه الدول العربية ضربت مثالا أخلاقيا وإنسانيا كبيرا، يدل على فهمها العظيم لمعانى العطاء والإنسانية المستفادة من الإسلام، وإلى الذين يقولون إن مصر تدعم مناطق النظام فقط، فبيانات المرصد السورى تؤكد أن مصر تتحرك وتقدم الدعم لجميع المناطق الخاضعة للسيطرة السورية وللمناطق الخارجة عن سيطرة النظام أيضا.