قللت روسيا من جدوى الجولة الأوروبية التي قام بها الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، قبل أيام؛ والتي يطلب فيها مزيدا من العون العسكري من الغرب.
وقال نائب ممثل روسيا بمنظمة الأمن والتعاون الأوروبي، ماكسيم بوياكفيتش، في اجتماعات جرت في موسكو واختتمت اليوم /السبت/: إن "هناك من يحرض رئيس أوكرانيا على عدم اللجوء إلى التفاوض مع موسكو لإنهاء الأزمة وهو ما يكشف نوايا الغرب في إطالتها وإعاقة أية حلول دبلوماسية لها".
وشدد المسئول الروسي على أن السلام في أوكرانيا سيتحقق عندما "يسقط الغرب فكرة الحاق الهزيمة بروسيا في ساحات القتال"، مؤكدا أن موسكو مستعدة لفتح اتصالات دبلوماسية جيدة للوصول إلى السلام والأمن في عموم ربوع القارة الأوروبية بأسرها، واتهم الغرب باختلاق المبررات لإدامة تدخلاته في الملف الأوكراني.
ووصف المسئول الروسي التصعيد بأنه لم يكن خيار موسكو في البداية وبرغم ذلك "فإنها مستعدة لمواجهة كافة السيناريوهات".. لكنه شدد على أن بلاده ترفض أي تواجد عسكري مكثف على أراضي شرق أوروبا لا سيما القريب منها للحدود الروسية وهو ما يخلق وضعا مشابها لما كان الحال عليه إبان الحرب الباردة.
من جهته.. قال السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتينوف، إن الغرب قد فشلت جهوده في الحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا، واصفا المواجهة بين روسيا والغرب بأنها "حرب بطولية تخوضها بلاده للدفاع عن سيادتها، ومصالحها، وأمنها القومي".
وأضاف سفير الروسي، خلال لقاء جمعه بالسفراء الأجانب المعتمدين في واشنطن بمناسبة "يوم الدبلوماسية"، أن رجال الدبلوماسية الروس يشعرون بمدى رغبة "أعدائنا" في تدمير (كونمويلث) الجمهوريات المستقلة الذي تقوده روسيا وتدمير روح الصداقة التي تربط روسيا بدول آسيا وأمريكا اللاتينية وإفريقيا.
يأتي ذلك في الوقت الذي يعد فيه وزير الدفاع الأمريكي العدة لزيارة بروكسل هذا الأسبوع للالتقاء بنظرائه من وزراء دفاع الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلنطي "ناتو" في إطار اجتماعات تنسيقية لمجموعة الاتصال الدفاعي الخاصة بأوكرانيا وذلك في الخامس عشر من الشهر الجاري، وسيكون ذلك أول حضور لوزير الدفاع الأمريكي لاجتماعات وزراء دفاع الناتو منذ أكتوبر 2022، وسيسبق وزير الدفاع الأمريكي الجنرال مارك ميللي رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأمريكية - الذي من المقرر أن يصل إلى بروكسل في الرابع عشر من الشهر الجاري - للمشاركة في اجتماعات رؤساء أركان حرب مجموعة الاتصال الدفاعي الأوكرانية.
كما من المقرر أن يزور وزير الدفاع الأمريكي جمهورية إستونيا وكذلك ألمانيا في وقت لاحق من الأسبوع الجاري لإجراء محادثات – لم يكشف النقاب عنها – حول دعم القدرة العسكرية الأوكرانية في مواجهة روسيا.
وكان الرئيس الأوكراني فلاديمير زلينسكى قد أنهى قبل ثلاثة أيام جولة أوروبية شملت بريطانيا وفرنسا ومقر الاتحاد الأوروبي طالبا مزيدا من العون العسكري، إلا أن المراقبين الروس قالوا إن زلينسكى لم يحصل فقط سوى على "تعهدات بالدعم" حيث تحجم دول أوروبية وازنة عن توريد أسلحة متطورة له خشية ردة الفعل الروسية لا سيما المقاتلات المتطورة ودبابات القتال الرئيسية من الأجيال المتطورة، في وقت تتصاعد فيه التكهنات حول استعدادات روسية لشن هجوم كاسح الربيع القادم.
وأكد زلينسكى للأوروبيين أن أوكرانيا وشعبها عازمون على استعادة كل شبر من الأراضي الأوكرانية التي وطأها الروس، وشدد في خطابه الذي ألقاه في أعرق مباني البرلمان البريطاني على ضرورة تزويد بريطانيا لبلاده بالمقاتلات المتطورة والتي وصفها بأنها ستكون "أجنحة الحرية لشعب أوكرانيا".
وتعد بريطانيا في مقدمة بلدان العالم التي تقدم الدعم العسكري لأوكرانيا منذ نشوب شرارة الصراع الأولى في الرابع والعشرين من فبراير 2022، فمنذ هذا التاريخ بلغت قيمة الدعم البريطاني لأوكرانيا 2 مليار جنيه إسترليني أي ما يعادل 5ر2 مليار دولار أمريكي في صورة أسلحة وعتاد وذخائر إلا أن ذلك لم يمكن الأوكرانيين من حسم القتال لصالحهم بواسطة أسلحة غربية متطورة.
وجاءت زيارة زلينسكى لبريطانيا في أعقاب موافقة رئيس الحكومة البريطاني على تدريب الطيارين المقاتلين الأوكرانيين على المقاتلات العادية التي يستعملها حلف شمال الأطلنطي وهى المقاتلات التي طلبت أوكرانيا في السابق الحصول عليها بعد أن أعلنت لندن انه سيكون "من غير العملي" أن تقدم بريطانيا مقاتلات من ترسانتها الملكية للأوكرانيين.
كما تلقى قرابة 10 آلاف من المقاتلين الأوكران تدريبات قتالية راقية في مراكز تدريب وقواعد عسكرية بريطانية وبعضهم تدرب على أيدي مدربين بريطانيين على مدرعات "تشارلنجر – 2" التي تزود بريطانيا الأوكرانيين بها والتي تعد قديمة نسبيا مقارنة بما لدى روسيا من دروع.
وكان لافتا كذلك تزامن زيارة الرئيس الأوكراني مع الإعلان الصادر الخميس الماضي عن الحكومة البريطانية بفرض حزمة عقوبات بريطانية جديدة على ست كيانات تيقنت الاستخبارات البريطانية من قيامهم بتوريد عتاد للجيش الروسي، كما كرر زلينسكى طلب الحصول على الأسلحة خلال زيارته لفرنسا نهاية الأسبوع المنصرم، وكذلك فعل نفس الشيء في خطابه أمام قمة الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة التي انعقدت الخميس الماضي.
وتزامنت جولة زلينسكى الأوروبية مع انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي اجتماعا الخميس الماضي لمناقشة التهديدات المحدقة بحالة السلم والأمن الدوليان بسبب الإرهاب عقدت بطلب من الحكومة الروسية التي اعتبرت أن استمرار تدفق السلاح الغربي إلى أوكرانيا سيشكل "تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين" من وجهة نظر روسيا، وهو ما اعتبره المراقبون اختيارا لمصطلح قانوني قد يفتح الطريق إلى تحويل الصراع الروسي الأوكراني من عملية عسكرية خاصة كما تطلق عليها روسيا إلى حالة "حرب حقيقية" وما قد يستتبع ذلك من ترتيبات دفاعية جماعية منسقة قد تشكل بداية لاتساع نطاق الصراع ورفع مستوى استقطاباته الدولية أو ربما تحول الوضع برمته إلى "حرب عالمية".
العالم
موسكو تقلل من جدوى جولة زيلينسكي الأوروبية.. ووزير الدفاع الأمريكي يلتقي نظرائه بالناتو هذا الأسبوع
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق