تحل اليوم الأحد ميلاد الاديبة الفلسطسنية مي زيادة، والتي كانت تسعى إلى تحقيق ذات المرأة والدفاع عن حقوقها.
عشقت مي الكتابة والأدب منذ صغرها، فكانت هوايتها المفضلة الكتابة التي من خلالها تفرغ فيها طاقته الطفولية المكبوتة، ففي زمنها لم يكن للمرأة العربية حق في التعليم ولا في الخروج من المنزل ، ولكنها تحدت تلك الظروف فأصبحت من كبار الأدباء .
يقول الراحل المؤرخ والأديب أحمد حسين الطماوي، عن الراحلة مي زياة أنه تم إغفال الفن القصصي للأطفال لها في دراسات تطور القصة العربية الحديثة خلافا لغيرها من رواد الفن القصصي، وهذا جاء نتيجة ان انتاجها الأدبي للأطفال لم يُجمع بين دفتي كتاب بل ظلت متفرقة في كثير من المجموعات والمجلات والجرائد، فمي زيادة تعتبر واحد من رواد أدب الأطفال في الوطن العربي .
يبين الطماوي أن المبادئ والقيم التي حاولت مي زيادة تقريبها للجيل الناشيء تنم عن قناعة إنسانية عميقة، ولم تفقد اهميتها مع مرور الأيام، فتجد في مركز اهتمامها أفكار التسامح ومراعاة الآخرين والشعور بالمسئولية والتضامن ومبدأ إحترام الفرد في احتياجاته وميوله الخاصة ، وهي مباديء تربوية مناسبة لمثال اجتماعي شامل، فهكذا كانت تعبر مي زيادة في محتواها القصصي للاطفال وبلغة عربية فصحة لا بالعامية عن معان تتجاوز بأبعادها حبكة القصة.
فأسلوب مي زيادة يجبر الاطفال على قراءة قصصها حتى الكبار أيضا ، وقد اظهرت المجموعات الحديثة في جملتها نحو مائتي نص لمي زيادة لم يعر لها اهتمام في الماضي ويبلغ حجم ومجموع نصوصها المكتشفة مجددا حجما يناهز نتاجها المعروف والمنشور في كتب أثناء حياتها.