عمليات شد الوجه من العمليات التجميلية الشائعة منذ سنوات طويلة ومن بداية التطور الذي بدأ في تجميل البشرة وهي تقوم على إزالة التجاعيد ومنح الوجه مظهر شبابي حيث تشد العملية الجلد الرخو حول الفك، والفم والأنف والجلد الرخو والممتلئ تحت الذقن والعنق، كما تعمل على شد الأنسجة الكامنة، وقد تترافق جراحة شد الوجه مع جراحة أخرى لإزالة تجاعيد الجبهة والوجنتين والحاجبين والجفنين.
تجرى الجراحة في العيادات الخارجية، تحت تخدير موضعي ومهدئ أو تخدير عام، وتتطلب العملية نحو 2 إلى 5 ساعات، ويستطيع المريض العودة للمنزل في اليوم نفسه بعد الجراحة، وفي حالة شد الوجه التقليدي، يجري الجراح شقًا أمام الأذن يمتد للأعلى إلى خط الشعر وصولًا خلف الأذن إلى فروة الرأس، ويفصل الجراح الجلد عن العضلات الوجهية الواقعة تحته والدهون، ويرفعه برفق إلى الخلف والأعلى ويزيل الجلد الزائد، وقد يشد الطبقات الأعمق أيضًا إضافة للجلد.
وفي بعض الأحيان يجري الجراح شق صغير تحت الذقن لشد الجلد والطبقات العميقة من الرقبة، وهذا ما يعرف بشد العنق ثم يغلق بعدها الجرح بغرز، وقد يوضع أنبوب تصريف تحت الجلد لإزالة أي دم أو سوائل زائدة، ونطبق عليه ضمادة، وقبل إجراء عملية شد الوجه، سوف يسأل الجراح عن التاريخ الطبي للشخص، وسينظرون إلى: “ضغط الدم، تخثر الدم، الأدوية، التدخين، المخدرات، التحسس، الندب، وحالة الجلد”.
وفي بعض الحالات يستخدم الليزر أحيانًا في عملية شد الرقبة، أو ما يسمى بشفط دهون الرقبة وترميمها، وتجرى العملية تحت التخدير الموضعي عبر شق صغير تحت الذقن، ويستخدم الليزر لإذابة الدهون تحت الذقن وشد الجلد ليبرز جمال الوجه ويظهر بطريقة أكثر تحديدًا، وقد يستخدم التنظير في شد الوجه والحاجبين، إذ تستعمل كاميرات صغيرة لإجراء شقوق أصغر، ما يعني أذية أقل للأنسجة ومدة تعافي أسرع.
يمكن رفع جلد الجبهة من خلال شقوق صغيرة إلى خط الشعر الأمامي، وبعد رفعها نثبتها في الأنسجة العميقة منعًا من ترهلها وهبوطها مرة أخرى، ويساعد شفط الدهون على إزالة الدهون المختزنة في الوجه عادةً بين الذقن والعنق، إذ يمكن إجراؤها مع عملية شد الوجه أو بصورة منفصلة، وشد الوجه المصغر هو إجراء جراحي أقل خطرًا يساعد على التخلص من التجاعيد والترهلات من الجزء السفلي للوجه، ولأنها شقوق صغيرة على شكل حرف s خلف الأذن، فلا يمكنها معالجة الترهلات الجلدية في الرقبة.
ومدة الشفاء والتعافي أقصر من الجراحة التقليدية، ويجمع الناس غالبًا بين شد الوجه مع رفع الأجفان أو مع العمليات التجميلية الأخرى، ويساعد شد الوجه في إعطاء مظهر أنعم وأكثر شبابًا، وتتضمن العملية: “شد الجلد المترهل، تقليل تدلي الوجنتين حول الفك، رفع زوايا الفم، تقليل التجاعيد بين الخد والفم”، وعادة ما تكون جروح العملية أمام الأذن وخلفها غير ملحوظة، ولكن قد توجد بعض السلبيات، فشد الوجه لا يدوم إلى الأبد.
وتوصل العلماء الى أن نسبة 21% من عمليات شد الوجه قابلة للانتكاس بعد خمس سنوات ونصف من العملية، ولكن 76% من المرضى الذين قاموا بالعملية، ما زالوا يبدون أكثر شبابًا مما كانوا عليه قبلها، ومن الصعب تحقيق مظهر طبيعي بعد الجراحة عند الرجال لأنهم يملكون سوالف أمام الأذنين، فإذا حركنا السوالف إلى الأمام أو الخلف، سيبدو المظهر غريبًا، وقد يسبب شد الوجه تشوه بشحمة الأذن لدى كل من الرجال والنساء، وسيبدو الوجه مسحوبًا للخلف أو خالي التعابير إذا أزيل الكثير من الجلد.
ولنتائج أفضل قد يحتاج الشخص إلى إجراءات إضافية مثل: شد الرقبة أو جراحة الأجفان أو شفط الدهون أو حقن الدهون أو إزالة دهون الخدين أو شد الجبهة أو الحواجب أو تقشير كيميائي أو ليزري أو زراعة الذقن، وشد الوجه هو عملية مكلفة، إذ وصل متوسط التكلفة في الولايات المتحدة الأمريكية عام 2016 إلى 7,503 دولار أمريكي، ولا يشمل التأمين عادة.
وتعد مضاعفات شد الوجه قليلة، وتكون عمليات التجميل عامة آمنة ما دامت تجرى بأيدي خبيرة ومؤهلة لكن لكل عمل جراحي خطورته، وتتضمن مخاطر شد الوجه: “النزف، كدمات، مضاعفات التخدير، إصابة الأعصاب الوجهية المتحكمة بالعضلات، وتكون غالبًا مؤقتة، ورم دموي، التهاب، فقدان الشعر حول أماكن الجروح، ولكنه غير شائع، خدر الذي يختفي خلال أيام أو أسابيع، ندبات، تنخر الجلد أو موت الأنسجة، عدم تطابق بين نصفي الوجه، وتوسع أو ثخانة الندبة”.
-نصائح قبل عمليات شد الوجه:
لا ينصح بشد الوجه لشخص لديه العديد من المشكلات الصحية، ويجب أن يكون في حالة صحية جسدية ونفسية جيدة.
مرضى السكري والضغط معرضين للإصابة بالمضاعفات بنسبة أكبر.
نسبة المضاعفات لدى المدخنين أكبر، وقد تؤثر في شفاء الجروح، وعلى المريض الذي سيخضع لشد الوجه التوقف تمامًا عن التدخين.
من المهم أن تكون التوقعات من الجراحة منطقية وفهم أن شد الوجه لن يوقف مظاهر التقدم بالعمر.
مرونة الجلد والبنية العظمية الجيدة ستعطي نتائج أفضل.
يجب إيقاف تناول الأسبرين أو مميعات الدم الأخرى مدة أسبوع على الأقل قبل الجراحة.
يجب أن تكون التوقعات معقولة قبل الخضوع للجراحات التجميلية وفهم أن آثارها مؤقتة فقط.
-نصائح للتعافي:
أغلب المرضى يعانون آلامًا خفيفة بعد شد الوجه، ولكن بإمكان الأدوية أن تخففها.
سيكون مظهر الكدمات والتورم أسوأ بعد يومين، وقد يستمر عدة أيام، ويحتاج الشفاء عادة إلى أسبوعين، والعودة إلى النشاط الطبيعي أربعة أسابيع.
تزال القطب بعد 5 إلى 10 أيام من الجراحة.
يجب أن يبقى الجرح جاف وكذلك الضماد والالتزام بالتوصيات المتعلقة بالاستحمام، ويجب اتباع تعليمات الطبيب كافة للحصول على نتائج أفضل وعملية شفاء أسرع.
الخدر وصلابة العضلات أمران طبيعيان في البداية، والندب قد تحتاج سنة للاختفاء والزوال.
إضافة إلى الدور الذي تؤديه الوراثة في مظهر البشرة، فاتباع نمط الحياة الصحي وحمية متوازنة مع التمارين الكافية يساعد في الحفاظ على مظهرها.
يساعد تجنب التدخين، وتقليل الكحول والتوتر والتعرض للشمس والتلوث في المحافظة على المظهر الشبابي للبشرة وفي نتائج عملية شد الوجه.