سلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء في مقال افتتاحي على الجولة الأوروبية غير المعلنة التي قام بها الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي خلال هذا الأسبوع وشملت بريطانيا وفرنسا وبلجيكا.
وأعربت الصحيفة عن رأيها أن الهدف من تلك الجولة لم يكن فقط حث الدول الأوروبية على تقديم المزيد من الطائرات الحربية لأوكرانيا ولكن أيضا تسليح القوات الأوكرانية على النحو الذي يُمكنها من مواجهة القوات الروسية خلال المعارك التي تدور رحاها في الوقت الحالي على الأراضي الأوكرانية في إطار العملية العسكرية الخاصة التي شنتها موسكو أواخر فبراير من العام الماضي.
وأضافت الصحيفة أن روسيا تتأهب في الوقت الراهن لحرب طويلة المدى في أوكرانيا حيث تشير أحدث التقديرات إلى أن موسكو قامت بحشد ما يربو على 320 الف مجند حتى الآن في أوكرانيا وهو ما ينبئ عن اعتزام روسيا خوض حرب ضارية مع القوات الأوكرانية كما أنه يعد مؤشرا قويا على تصميم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على إحراز النصر في تلك الحرب.
وتشير الصحيفة إلى أن بوتين يطالب جنوده بتحقيق نصر ساحق في أوكرانيا بما يسمح على أقل تقدير بالاستيلاء على إقليم دونباس في الوقت الذي لا تلوح فيه أي بادرة أمل على أن موسكو تسعى للتوصل إلى أي تسوية سلمية لذلك الصراع الدامي.
وتلفت الصحيفة إلى أن جولة الرئيس الأوكراني لعدد من دول غرب أوروبا يجب أن ينظر إليها من خلال هذا الإطار وهو أن روسيا لا تسعى لوضع نهاية لهذه الحرب عن طريق أي تسوية سلمية، موضحة في نفس الوقت أن الاعتراف بتلك الحقيقة تدفع الدول الغربية إلى الاقتناع أنه ليس لديهم خيار آخر سوى تقديم كل الدعم العسكري لأوكرانيا لتعزيز قدراتها على التصدي للقوات الروسية بل والتغلب عليها.
وتضيف الصحيفة ان زيارة زيلينسكي لأوروبا تشبه تلك الزيارة التي قام بها لواشنطن في أواخر العام الماضي حيث تهدف إلى توفير التسليح اللازم لقواته من أجل تحقيق النصر في ساحة القتال.
وتشير الصحيفة أن الرئيس الأوكراني يرحب بكل تأكيد بالمساعدات التي تقدمها الدول الغربية لبلاده إلا أنه يدرك في نفس الوقت أن الدول الغربية تتعامل مع هذا الملف بحذر شديد لكي لا تمنح روسيا ذريعة للجوء للسلاح النووي وتصعيد الصراع الحالي كما أن الدول الغربية لا ترغب في التورط في أي هجمات قد تستهدف العمق الروسي.
وتوضح الصحيفة أنه إلى جانب تلك العراقيل فهناك عقبات لوجيستية أخرى تعوق إرسال طائرات حربية لأوكرانيا واستخدامها في خطوط المواجهة في المستقبل القريب، لافتة إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك التي أكد فيها أن الموضوع مازال مطروحا على مائدة المباحثات.
وتختتم الصحيفة المقال بالإشارة إلى أن المخاوف الحقيقية تكمن في أن روسيا مازالت مستعدة للتقدم داخل الأراضي الأوكرانية على الرغم من الخسائر التي تكبدتها حتى الآن، موضحة أن كل الأطراف في الوقت الحالي تخوض سباقا مع الزمن من أجل تحقيق الأهداف التي تسعى إليها.