تضع مصر قضية الأمن الغذائي نصب أعينها في ظل ما تواجهه دول العالم من تحديات كبيرةن ومن أجل القضاء على الاحتكار والمغالاة في الأسعار افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، المرحلة الثانية من مدينة "سايلو" الغذائية، والتي تشمل مصنع الألبان والجبن والحلاوة والطحينة والبسكويت.. ومجمع الطباعة والمعمل المركزي، بهدف توفير احتياجات المواطن داخل الأسواق المحلية والتصدير للخارج لتوفير العملة الصعبة، وتطوير نظام التغذية المدرسية
وتعد مدينة "سايلو فودز" واحدة من أبرز القلاع الصناعية على أرض مصر، وهي أول مدينة غذائية صناعية متكاملة، تنتج المواد الغذائية المختلفة من ألبان وجبن ومكرونة وبسكويت وغيرها، ويعمل بها ما يقرب من 2500 موظف، بالإضافة إلى تفردها إذ تعد المدينة الصناعية الغذائية الأولى والوحيدة في الشرق الأوسط.
أهداف إنشاء أول مدينة غذائية صناعية متكاملة
وتقع قلعة الأغذية المصرية "سايلو فودز" في مدينة السادات على مساحة إجمالية تبلغ 345 ألفا و546 مترا مربعا، وتهدف إلى تقديم مجموعة واسعة من المنتجات الغذائية بجودة ومعايير مرتفعة ويشمل ذلك البسكويت والمكرونة والنودلز والدقيق والمخبوزات والحليب والجبن والحلاوة والشيكولاته بهدف تلبية مجموعة متنوعة من احتياجات العملاء اليومية.
وتعمل "سايلو "، من أجل تحقيق ثلاثة أهداف، وهي توفير متطلبات المواطن داخل الأسواق المحلية، والثاني التصدير للخارج لتوفير العملات الأجنبية، والهدف الثالث يأتي لتطوير نظام التغذية المدرسية.
ويأتي الهدف الأول الذي يتركز في توفير متطلبات المواطن المصري لدعم أجهزة الدولة في توفير بعض السلع التي يحتاج إليها المواطن وهذا في حد ذاته مهم جدا، فالمواطن يشعر بالاطمئنان حينما يجد السلع متوافرة في الأسواق وبصفة خاصة في وقت الأزمات، ومن أجل ذلك تنتج الشركة 1200 طن مكرونة في اليوم الواحد، بما يوازي 30% من احتياجات السوق، وهذا يساهم في توفير متطلبات المواطنين والعمل على توازن الأسعار، والإنتاج يذهب منه 400 طن لوزارة التموين ضمن منظومة التموين لحاملي البطاقات التموينية، و800 طن يتم طرحها في الأسواق، ولك أن تتخيل لو توقفت الشركة عن الإنتاج يوما واحدا، فكم كان سيكون سعر كيلو المكرونة؟
أما الهدف الثاني الذي يهدف إلى التصدير لتوفير العملة الصعبة، فقد نجحت الشركة في تصدير 11 ألف طن من المنتجات الغذائية إلى 13 دولة أوروبية وأفريقية وآسيوية، وتسعى لمضاعفة الإنتاج من أجل زيادة التصدير وتوفير العملة الصعبة.
وعن الهدف الثالث وهو تطوير نظام التغذية المدرسية، فقد كان من الضروري تقديم وجبة غذائية متكاملة ومفيدة لأبنائنا التلاميذ، بحيث تحتوي على قيمة غذائية كبيرة فيما يقدم لهم، وهو ما وصلت إليه "سايلو "، التي نجحت في إنتاج 600 مليون وجبة غذائية على مدار العام وطبقت الحوكمة على نقل الوجبات من المصنع وحتى وصولها للمدارس لتوزيعها على التلاميذ.
مكونات قلعة الأغذية المصرية "سايلو فودز"
تشمل عددا من المصانع على أحدث طراز يستخدم فيها أحدث التقنيات والمنشآت الصناعية عالية التقنية كما تضم مساحة واسعة للتخزين، التي يتم إدارتها بمنظومات عالمية هي الأكثر تطورًا من كبار الموردين الدوليين، وتشمل أيضًا أربع عشرة صومعة للحبوب ومجمع طباعة شامل لتغليف المنتجات الصديقة للبيئة لضمان تلبية متطلبات كل مستهلك لمنتجات صحية وعالية الجودة وآمنة.
تم افتتاح المرحلة الأولى من المدينة في 3 أغسطس 2021، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأكد خبراء الاقتصاد حينها، أنها صرح عظيم يمثل إضافة حقيقية لقدرة الدولة في الصناعات الغذائية وهى أساس الأمن الغذائي الذى يؤدى إلى تحقيق الأمن القومى الشامل، وأن استراتيجية الدولة في توفير الاحتياطي الاستراتيجي تعتمد على 3 محاور أساسية، من خلال ضمان توفير احتياطي إستراتيجي لا يقل عن 6 شهور، والمحور الثانى ضبط ورفع كفاءة سلاسل التوزيع وعدالة وجودها، والمحور الثالث يتمثل تدبير التمويل اللازم المالى لشراء السلع الإستراتيجية،الذى زاد علي 1.8 مليار دولار.
وتتمثل أهمية مشروع مدينة "سايلو فودز"، فى إيجاد نموذج صناعى متكامل يحتذى به في مفهوم سلاسل الإمداد بداية من توفير زراعة القمح في المناطق الجديدة وتخزينه وصولًا إلى استخدامه في الصناعة داخل المدينة بدون تدخل بشرى على الإطلاق، كذلك توفير وجبة غذائية صحية لطلاب المدارس وتحقيق التكامل مع المجمع الصناعى "قها - إدفينا"، وإضافة قدرات إضافية للسوق المصرية في مجال الصناعات الغذائية.
من ضمن مشروعات المرحلة الثانية، مصنع الألبان المجهز بأحدث المعدات بواسطة شركة combibloc sig الألمانية وشركة SPX و PRIMODAN الدنماركية ويشمل تسعة خطوط إنتاج عبارة عن ثلاثة خطوط لإنتاج الجبن الأبيض (فيتا)، وثلاثة خطوط تعبئة جبنة أبيض عبوات وينتج عبوات 250جم و500 جم،وستة خطوط إنتاج لبن معقم (سادة ونصف دسم وخالي دسم) ومحلى بالطعوم (شيكولاته، فراولة، موز)، وثلاثة خطوط تعبئة لبن تنتج عبوات 125 مل و200 مل و1 لتر، علاوة على مرحلة تعبئة السمن
أما مصنع البسكويت المغطس والصب المجهز بأحدث الماكينات وخطوط الإنتاج العالمية في مجال البسكويت المغطس والصب، مثل شركة BUHLER السويسرية وشركة BOCH الألمانية وهي من أكبر الشركات على مستوى العالم في ذلك المجال، ويشتمل على:
خطوط الإنتاج (3 خطوط ) عبارة عن خط خاص بالبسكويت المغطس وخط خاص بالبروتين بار، وخط واحد باليسكويت الصب، والطاقة الإنتاجية له 7،800 طن سنويا كطاقة إنتاجية لخطوط البسكويت المغطس والصب.
كما تشمل المدينة مصنع الحلاوة الطحينية، وهي خطوط سويسرية الصنع من شركة BUHLER العالمية، التي تعد الأحدث على مستوى العالم والتي بدورها تعطي أعلى كفاءة وجودة للمنتج، وتضم 5 خطوط إنتاج عبارة عن خط خاص لإنتاج الطحينة وثلاثة خطوط لإنتاج الحلاوة، تضم خط إنتاج حلاوة بار، وخط إنتاج حلاوة علب، وخط إنتاج حلاوة سبريد و3 خطوط لتحميص السوداني والسمسم.
وتتضمن المدينة معمل مركزي، والذي يهدف إلى التحقق من مطابقة جميع المواد الخام المستخدمة في التصنيع للمواصفات القياسية والتحسين المستمر لأساليب المعالجة والمساهمة في زيادة حجم الصادرات لمنتجات "سايلو فودز"، وتحسين قدراتها التنافسية من خلال تطبيق المعايير ومواصفات الجودة العالمية وربط جميع الأجهزة المعملية المختلفة بنظام إدارة المعلومات لمعامل "سايلو فودز"، لتكويد وتتبع التحاليل بإصدار شهادات معتمدة بالتحاليل عالية الدقة.
ويخدم المعمل مصانع (البسكويت، المخبوزات، المكرونة، المطحن، الماء، الروتو، الكربون) في التحاليل الميكروبيولوجية والكيميائية.
وتمتد خدمات المعمل لدعم مصانع قها وإدفينا والألبان وتوفر تكاليف إجراء التحاليل بمعامل خارجية ومصاريف زيارات السحب، كذلك توفر وقت انتظار النتائج علاوة على ذلك سهولة إجراء أي تحليل طارئ في أي وقت.
خبراء يضعون روشتة الحفاظ على الأمن الغذائي
وفي هذا الشأن، الدكتور حمدي عرفة، استاذ الإدارة المحلية، إن الأمن الغذائي تكمن المشكلة في إمكانية الوصول إلى الأسواق وتوافر الأغذية، الأمر الذي يخلق نوع من الاحتكار وغلاء الأسعار، ويكمن العلاج في القضاء على هذه المشكلة وتوفير السلع الغذائية للقضاء على التحديات الداخلية.
وأضاف "عرفة" في تصريحاته لـ"البوابة" إن هناك العديد من التحديات التي تؤثر بشكل مباشر على الأمن الغذائي، فمع انتشار الجائحة، ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية تأثرت سلاسل الإمداد بشكل كبير، بالإضافة إلى تغيرات المناخ التي تؤثر بشكل حاد على الزراعات، وهنا بدأت موجات ارتفاع الأسعار، والتوترات الدولية، ليعاني الأشخاص في جميع أنحاء العالم من التداعيات المتتالية لهذه التحديات التي لا تعرف حدودًا.
وتابع: "يعجز ملايين الأشخاص في مختلف أنحاء العالم عن تحمل كلفة نمط غذائي صحي، ما يعرّضهم بشدة لخطر المعاناة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. غير أنّ القضاء على الجوع لا يقتصر على الإمدادات. إذ يجري اليوم إنتاج ما يكفي من الأغذية لإطعام جميع سكان كوكب الأرض، ويوجد نحو 600 مليون حالة من الأمراض المنقولة عن طريق الأغذية سنويا، فإن الغذاء غير الآمن يشكل تهديدا لصحة الإنسان والاقتصادات، ويؤثر بشكل غير متناسب على الفئات الضعيفة والمهمشة، وخاصة النساء والأطفال، والسكان المتضررين من النزاعات، والمهاجرين، كما يموت ما يقدر بنحو 420،000 شخصا حول العالم كل عام بعد تناولهم أطعمة ملوثة، ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة %40 من عبء الأمراض المنقولة بالغذاء، مع 125،000 حالة وفاة في كل عام.
من جهته، قال أحمد ناجى قمحة، الخبير الاستراتيجي، إن الدولة المصرية تراعي الأمن الغذائي كأحد أبعاد الأمن القومي المصري، لذلك فإن الاستراتيجية التنموية المصرية تضع في اعتبارها الطفل المصري، لذلك تقدم وجبات جيدة جدا للطلاب في المدارس.
وأضاف "قمحة" في تصريحات تليفزيونية أن الأمن الغذائي تعرض للتهديد بفعل جائحة كورونا، وحرب روسيا وأوكرانيا، حيث توقفت سلاسل الإمداد والتوريد، وغيرها، لذلك تعتبر مصر الأمن الغذائي من أمنها القومي، وتعمل على تنميته وتحسينه دائما، متابعا: “الدولة الكبيرة والقومية هي التي تضمن توافر السلع بها”.
وتابع: “الدولة المصرية لا تهتم بالتصنيع فقط، ولكن بالزراعة وتأمين المحاصيل الاستراتيجية وأن تكون منطقة كبيرة لتوزيع الحبوب في الإقليم، ومصر تضع نصب أعينها تحقيق المعادلة الصعبة، بالاستمرار في التصنيع والزراعة، وإحلال المنتجات الوطنية بالصناعة المحلية”.
إنفوجرافيك.. مدينة سايلو فودز
أعد مجلس الوزراء إنفوجرافيك عن مدينة “سايلو فودز”، وفيما يلي تفاصيل أول مدينة غذائية صناعية متكاملة: