الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

حوادث وقضايا

قابلت الإحسان بـ «الجحود والنكران».. «سالى» تقتل جدتها بمساعدة أصدقائها

المتهمين
المتهمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد بضعة أيام من ارتكاب الشاب «علاء» جريمته بإزهاق حياة عمته وزوجها بغرض السرقة بشارع مراكش بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية، شهدت نفس المحافظة جريمة أخرى هزت أرجاء شارع العمرى بمنطقة كرموز غرب الإسكندرية، عندما خططت الحفيدة التى تدعى نورهان والشهيرة باسم «سالى» لقتل جدتها المسنة بغرض السرقة مستعينة بـ٣ أشخاص هم طليقها وزوجته ونجل عمه لمساعدتها فى تنفيذ مخططها الإجرامى.

«أعز الولد ولد الولد».. تلك العبارة لم ولن تنطبق تمامًا على الحفيدة «سالى» صاحبة الـ٢٧ عامًا، التى لطالما كانت تعاملها جدتها بالحنية والطيبة وتفرح عندما كانت تزورها، لكن تلك الشيطانة التى ارتسمت فى صورة الحفيدة لم تعرف شيئا عن صلة الرحم، لتخطط لقتل من ربتها، بعدما اتشحت بعباءة الشيطان وهداها للتفكير بالتخلص من جدتها مستعينة بـ٣ متهمين آخرين، وذلك من أجل سرقة بعض الأموال بعدما مرت بضائقة مالية – على حد قولها- .

علاقة حب وود لها طابع خاص جمعت الجدة «انشراح» بحفيدتها منذ الصغر، فلم تكن السيدة العجوز الجدة لسالى فقط، بل كانت لها الأب والأم أيضا، نظرا لطلاق والدى سالى عندما كانت طفلة، وزواج كل منهما بشخص آخر.
فلم ترض الجدة أن تعيش حفيدتها مع زوج أم أو زوجة أب، لتتكفل هى برعايتها منذ الصغر بداية من تعليمها وتجهيزها للجواز والتكفل بمصاريف جهازها، وعاشت مع جدتها فى منزلها حتى زوجتها، وبعد طلاق سالى وإعالتها لطفلين، قررت الجدة وضع مبلغ من المال فى البريد كى تساعدها به.


لكن فى زمن النكران وعصر الزهايمر انتهت أسطورة المثل الشعبى «أعز الولد ولد الولد» على يد سالى بعدما ردت كل الخير الذى قدمته لها جدتها بالتخطيط لقتلها.


تفاصيل وكواليس الواقعة ترويها السيدة «أم عمرو» جارة وصديقة المجنى عليها، والتى بدت عليها علامات الحزن لما حدث لجارتها وأعز اصدقائها، وسردت تفاصيل آخر ٢٤ ساعة فى حياة المجنى عليها، والتى أوضحت أنه فى اليوم السابق للجريمة طلبت منها الضحية النزول إليها كعادتهما للتحدث، لكن الجارة كانت مشغولة مع ضيوف جاءوا إليها، لتعدها بأنها ستزورها صباح اليوم التالى.


وبالفعل فى صباح اليوم التالى اتصلت جارتها بالضحية كى تزورها للاطمئنان عليها - كما اتفقا فى اليوم السابق- ، لكنها لم ترد عاودت الاتصال على الرقم الجديد الذى اشترته الضحية أثناء تجديد البطاقة التموينية لكنها لا ترد أيضا، زاد قلقها ونزلت لشقتها وطرقت الباب لكنها دون أى استجابة، عادت السيدة مرة أخرى الى شقتها معتقدة أن جارتها خرجت الى الشارع وستعود خلال دقائق كعادتها.
لكنها تفاجئك بـ«ابنة الضحية» تتصل بها وتخبرها بأن والدتها ماتت وأنها موجودة فى شقتها، وقع الخبر كالصاعقة على الجارة أم عمرو، لتنزل فورا إلى شقة جارتها لتتفحص الأمر، لتجد الحاجة «انشراح» ملقاة على الأرض وبوجهها علامات زرقاء تدل على الخنق وبعض السحجات بوجهها وبجوارها وسادات، ولم يكن بيديها الخواتم التى اعتادت على لبسها، بجانب بعثرة الدولاب والكومودينو الخاص بالمجنى عليها، وعلى الفور جرى الاتصال بالشرطة والتى حضرت للتو.


أيضا تروى شاهدة العيان، أن المتهمين لم يحصلوا على ما أرادوا ولم يستطيعوا سرقة كافة المشغولات الذهبية الخاصة بالمجنى عليها، لأن مقتنياتها الذهبية «٤ أساور ذهبية وسلسلة ودبلتين ومبلغ مالى» كانت تخفيها أسفل منتصف مرتبة السرير، وهو الأمر الذى لم يتوقعه المتهمون فلم يخطر بذهنهم إخفاء المشغولات الذهبية فى هذا المكان، واعتقدوا أنها تخفيهم فى الدولاب، لكنهم سرقوا الخاتمين الموجودين بيداها وبعض المبالغ المالية القليلة بالكومودينو. 

مسرح الجريمة 
بالتوجه إلى العقار رقم ٥٩ بشارع العمرى التابع لدائرة كرموز غرب الإسكندرية – حيث مسرح الجريمة- نجد أن الأهالى استيقظوا على فاجعة العثور على جثة جارتهم الحاجة «انشراح عبد الفتاح» البالغة من العمر ٧٤ عاما جثة هامدة داخل شقتها وبهـا آثار اعتداء عليها ووجود بعثرة فى محتويات الشقة.
على الفور تلقى المقدم شادى عليوة رئيس مباحث كرموز البلاغ وترأس قوة أمنية وتوجه إلى مكان البلاغ لفحص الواقعة، وأكدت المعاينة صحة البلاغ بوجود شبهة جنائية، بعدما تبين وجود سحجات حول رقبة الضحية وسرقة متعلقاتها ووجود آثار بعثرة بمحتويات الشقة.
تم إخطار اللواء خالد البروي، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الإسكندرية، بالواقعة والذى وجه بتشكيل فريق بحث تحت إشراف مدير إدارة البحث الجنائى لكشف غموض الحادث وملابساته وسرعة ضبط الجناة.
وعكف فريق البحث على إجراء التحريات من مسرح الجريمة ومناقشة شهود العيان، والاستماع الى اقوال أهل السيدة المتوفية، خطة بحثية محكمة وشاقة عكف رجال مباحث قطاع غرب الاسكندرية بشكل عام ووحدة مباحث كرموز بشكل خاص على تنفيذها.


كشف ملابسات الواقعة
تكللت الجهود فى النهاية بالنجاح وكشف ملابسات الواقعة، والتى حملت مفاجأة مدوية عندما تم تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بمدخل العقار وتحديد الأشخاص المترددين على العقار فى وقت الجريمة.
حالة من الذهول أصابت الجميع عندمـا حل رجال المباحث لغز الجريمة ومعرفة هوية القاتل، إذ تبين أن المدعوة «نورهان» وشهرتها «سالى» حفيدة المجنى عليها هى مرتكبة الجريمة رفقة ٣ آخرين.
كاميرات المراقبة والشهود أكدوا وجود الفتاة رفقة ٣ آخرين فى منزل جدتها- فى وقت متزامن لحدوث الجريمة-، وباستجواب المتهمة ادعت أنها كانت تزور جدتها للاطمئنان على صحتها. ولكن بمواجهة المتهمة بالأدلة والكاميرات وتضييق الخناق عليها، اعترفت المذكورة بتفاصيل الجريمة وأرشدت عن شركائها والمسروقات.
على الفور حرر ضباط مباحث قسم كرموز محضرا بالواقعة وأخطرت النيابة بالواقعة، والتى على الفور باشرت التحقيقات مع المتهمين الأربعة.


اعترافات المتهمة
«عليا فلوس وظروفى صعبة».. بهذه الكلمات بدأت المتهمة الرئيسية «سالى» اعترافاتها أمام رئيس النيابة حول ارتكابها لجريمة قتل جدتها وسبب إقدامها على قتلها، قائلة إن الشيطان تملك منها، كما رسمت خطة من أجل سرقة جدتها مع ٣ متهمين آخرين هم «كريم الفار» والمدعو «كريم الحكشة» وزوجته «أوشه»، مؤكدة لهم أنها تحتفظ بمشغولات ذهبية ومبلغ مالى. وفى يوم الجريمة توجه المتهمون إلى منزل الحاجة انشراح عبد الفتاح لتنفيذ مخططهم الإجرامى وسرقة الضحية دون تردد، وبمجرد دخولهم للشقة شعرت الضحية بحركة غريبة داخل الشقة فخرجت من غرفتها لاكتشاف الأمر.
شل المتهمون حركة المجنى عليها وسارعوا إلى كتم أنفاسها حتى فارقت الحياة بعد محاولتها الصراخ، وأكملوا جريمتهم فى سرقة المشغولات الذهبية والهاتف المحمول ومبلغ مالى، وفروا هاربين. كما أرشد المتهمون عن المسروقات، وقرروا بإنفاقهم باقى المبلغ المالى على متطلباتهم الشخصية، لتقرر النيابة العامة حبسهم ٤ أيام على ذمة التحقيق، وذلك بعدما اصطحبتهم النيابة لمسرح الجريمة لتمثيلها. وطلبت النيابة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وانتدبت أحد الأطباء الشرعيين لإجراء الصفة التشريحية لجثمان المتوفاة والتصريح بدفنها عقب اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة.


تفاصيل الواقعة
تفاصيل الواقعة بدأت عندما تلقى قسم شرطة كرموز بمديرية أمن الإسكندرية بلاغا من أقارب المجنى عليها، يفيد بالعثور على جثة ربة منزل مسنة تقيم بمفردها داخل الشقة سكنها الكائنة بدائرة القسم وسرقة مشغولات ذهبية وهاتف محمول ومبلغ مالى من داخلها. وبإجراء التحريات، تبين أن وراء ارتكاب الواقعة حفيدة المجنى عليها بالاستعانة بـ ٣ متهمين آخرين، عقب تقنين الإجراءات تم استهدافهما وأمكن ضبطهما، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بقصد السرقة بمساعدة حفيدة المجنى عليها المشار إليها. كما أرشد المتهمون عن المسروقات المشغولات الذهبية والهاتف المحمول وجزء من المبلغ المالى المستولى عليه، وأقروا بإنفاقهم باقى المبلغ المالى على متطلباتهم الشخصية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية، وتحرير محضر بالواقعة وإخطار النيابة لمباشرة التحقيقات، والتى أمرت بحبس المتهمين ٤ أيام على ذمة التحقيقات.