أكد وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية فيصل الشبول أن مصر والأردن يعملان سويا ولديهما حرص كبير على تنظيم عمل وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي العربي.
قال الشبول، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، إن الأردن قدم مشروع قانون إلى الجامعة العربية بشأن تنظيم عمل وسائل التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي، مشيرا إلى أن مصر تدعم وتؤيد هذا المشروع من أجل الحفاظ على الحقوق العربية من هذه الوسائل وكذلك لضبط المشهد الإعلامي العربي كما حدث في دول أجنبية.
وأشار إلى أن، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، رئيس دورة مجلس وزراء الإعلام العرب حاليا كرم جبر، أعرب عن تأييده لهذا المشروع لما له من أهمية في ضبط الخطاب الإعلامي العربي والبعد عن الكراهية والأخبار الكاذبة التي باتت تهدد الدول وأمنها القومي.
وأضاف أنه يوجد في العالم العربي حوالي ١٧٥ مليون مشترك على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنها قوة تفاوضية كبرى يجب استثمارها في التفاوض مع شركات وسائل التواصل الاجتماعي العالمية من أجل الحفاظ على حقوق العالم العربي وشعوبه.
وفيما يخص مشروع تنظيم العلاقة بين وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي،قال وزير الاتصال الأردني إن الموضوع ليس جديدا على العالم ولكن جديد على العالم العربي بتنظيم العلاقة بين الإعلام العربي ووسائل التواصل الاجتماعي ليكون هناك حماية للقضايا العربية الأساسية لحذف المحتوى غير القانوني وغير الأخلاقي وتعويض وسائل الإعلام عما تخسره جراء التنافس على دور الإعلام، كاشفا أن المشروع مقرر مناقشته في الكويت خلال المكتب التنفيذي لوزراء الإعلام العرب الشهر القادم.
وشدد الشبول على ضرورة تنظيم العلاقة بين الدول ووسائل التواصل الاجتماعي حماية للمجتمعات ووسائل الإعلام، نافيا أن يكون مشروع القانون له علاقة بتحجيم الرأي والرأي الآخر والحريات بل هو لتنظيم العلاقة لحماية ثقافتنا وقضايانا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أن هناك الملايين من الحسابات العربية تحجب بسبب حجة الكراهية لإسرائيل على سبيل المثال قائلا:"فما بالك بالقضية الفلسطينية التي يجب حمايتها وعدم السماح بالاعتداء عليها وقضايا الأطفال وحماية وسائل الإعلام وغيرها".
وحول التغيرات الجذرية التي شهدها الإعلام العربي بشكل خاص وأساسي فيما يخص مواقع التواصل الاجتماعي، قال فيصل الشبول إن الخطر هنا يكون ليس في مواقع التواصل الاجتماعي بل في الأشخاص الذين لديهم العدد الهائل من المتابعين فمن الممكن أن يبثوا أخبارا قد تكون مؤذية في شباب الجامعات بمواقف سياسية ويكون هناك ضرر على المجتمعات لأنها أخبار تنشر الكراهية وتهدد الأمن القومي للبلدان.
ونوه إلى أن هناك صعوبة في تنظيم هذه المسألة، وعليه من الضروري تعليم طلاب الحضانة والتعليم الأساسي إيجابية مواقع التواصل الاجتماعي، وإبعادهم عن خطاب الكراهية والأخبار الزائفة وكيفية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي للخير والصالح العام والإيجابيات أكثر من استخدامها لنشر التعصب والفتن والكراهية والأخبار الكاذبة.
وبشأن انعقاد ملتقى قادة الإعلام العربي بعمان وقبله الملتقى الإعلام العربي أيضا، أوضح وزير الاتصال الحكومي الأردني فيصل الشبول، أن الملتقى يناقش المؤثرات على الإعلام العربي في كل دولة عربية، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام العربي تعاني من جراء جائحة كورونا والظروف الدولية المتقلبة.
وأعرب عن أمله أن تصل النخبة المشاركة في الملتقى إلى توصيات تخدم كل وسائل الإعلام العربية، مؤكدا أن مشاركة أصحاب الخبرة في الإعلام في هذا الملتقى، تعد مسألة في غاية الأهمية للتذكير بقواعد المهنة وقوانينها ومواثيقها والتزاماتها في مواجهة ما التبس على العامة "بين ما هو إعلامي ملتزم وبين ما هو فوضوي يشيع الكراهية والأخبار الكاذبة ويعتدي على خصوصيات الناس".
وتابع أن العالم يعيش حاليا حالة أصبحت فيها جميع وسائل الإعلام تحت التهديد، مبينا أن التكنولوجيا الحديثة أعطت البشرية فرصة غير مسبوقة في الاتصال والتواصل الإنساني، لكنها في المقابل تركت المجتمعات الإنسانية فريسة للتطرف والكراهية والإشاعات والاعتداء على كرامات الناس وانتهاك حقوق الأطفال والفئات الأكثر تضررا في المجتمعات.
وحول كيفية معالجة هذه التحديات والتهديدات، رأى الشبول أن هناك تحديين كبيرين أمام وسائل الإعلام أولهما، الحفاظ على الجمهور من دون التسابق على الأخبار الكاذبة والإشاعات والانزلاق إلى خطاب ومفردات غير معهودة في الخطاب الإعلامي، وثانيهما الحفاظ على حصتها في سوق الإعلان الذي بات يتبخر شيئا فشيئا بفعل وسائل التواصل الاجتماعي.
وشدد على ضرورة أن يبحث الجميع في الوسائل المهنية والتشريعية والتعليمية، للوفاء بالتزاماتنا أمام مجتمعاتنا العربية، لاسيما وأننا لم ننظم بعد علاقاتنا بشركات الإعلام الدولية أسوة بالأمم الأخرى، وهو لب المشروع الذي تقدم به الأردن إلى الجامعة العربية.
وأشاد الشبول بحرص الجامعة العربية على التعامل مع المتغيرات ومواجهة التحديات التي تواجه الإعلام وصناعته، مثمنا دور الجامعة على عقد مثل هذه اللقاءات من أجل التشاور والوصول إلى استراتيجية واضحة عربية لمواجهة هذه التحديات.
وتحدث الشبول عن تجربة الأردن في تدريس التربية الإعلامية في جميع المناهج الدراسية لطلاب المدارس والجامعات، مؤكدا أن التنشئة السليمة والقائمة على التعريف بأصول الإعلام وقواعده سلاح ضد الرسائل السلبية والأخبار الكاذبة وخطاب الكراهية، حيث أن الوعي الإعلامي يجنبنا الكثير من الأزمات والمشاكل.
وأعرب عن أسفه لانتشار الشائعات والأخبار الكاذبة في العالم العربي وبالتالي يجب علينا التحرك من أجل المواجهة ووضع حلول لتلك التحديات، مؤكدا أن الهدف الرئيس من ذلك هو وحدة الخطاب الإعلامي العربي، حتى يمارس الإعلام العربي دوره في الحفاظ على ثقافتنا العربية وخطابنا المتوازن البعيد عن الكراهية والعنف.
وزير الاتصال الحكومي الأردني فيصل الشبول، قال إنه بات ضروريا الآن قبل الغد أن نواجه الفكر المتطرف إعلاميا، وتقديم استراتيجية لمواجهة الخطر الإعلامي، والشائعات من خلال إتاحة المعلومات، حتى نحمي الثقافة العربية والإسلامية، والاعتداء على الخصوصيات والحرمات من خلال وسائل التواصل الاجتماعي الغير منضبطة والغير مسئولة.
و افتتح وزير الاتصال الحكومي الناطق الرسمي باسم الحكومة فيصل الشبول الأحد الماضي، مندوبا عن رئيس الوزراء بشر الخصاونة، الدورة الثامنة من ملتقى قادة الإعلام العربي، الذي ينظمه الملتقى الإعلامي العربي بالتعاون مع قطاع الإعلام والاتصال في جامعة الدول العربية، ووزارة الاتصال الحكومي.