الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

«مجلس كنائس مصر».. جسر يهدف للتواصل ووحدة الكنائس المصرية

مجلس كنائس مصر
مجلس كنائس مصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الأرشمندريت د.ذمسكينوس الأزرعي: «من خلال مجلس كنائس مصر تستطيع الكنائس المصرية أن تجلس معًا وتشارك تحدياتها ومشاريعها المستقبلية»

القس يشوع يعقوب: «استقبل العمل بالمجلس بفرح كبير؛ فما أجمل أن يجتمع الإخوة معًا»

القس رفعت فتحي: «نختلف في العقيدة ولكن في النهاية لدينا إيمان واحد»
 

يحتفل رؤساء وممثلي الكنائس المسيحية الخمس في مصر، بمرور عشر سنوات على تأسيس «مجلس كنائس مصر»، في يوم السبت المقبل الموافق 11 فبراير، وذلك فى رحاب كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية بالزمالك.

ويشهد الحفل تسليم الأمانة العامة لمجلس كنائس مصر من كنيسة الروم الأرثوذكس التي كان يمثلها الأرشمندريت د.ذمسكينوس الأزرعي إلي الكنيسة الأسقفية التي سيمثلها القس يشوع يعقوب؛ وهذا وفقًا للوائح المجلس التي تنص علي منح منصب الأمين العام للمجلس كل عامين او ثلاثة أعوام لكنيسة مختلفة من الكنائس الخمس الأعضاء.


وأعرب لنا الأمين العام السابق الأرشمندريت د.ذمسكينوس الأزرعي عن مشاعره ورؤيته حول المجلس في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، قائلًا: «أشعر بالحاجة الداخلية أن أقدم بالغ الشكر للقيادات المسيحية في مصر الذين استطاعوا إنشاء المجلس منذ عشرة سنوات، وأشكر جميع الأمناء، ولجان المجلس التي تعمل بتفاني ومحبة وروح التعاون  لاستمرار خدمة المجلس.»

وأضاف قائلًا: «حتى بداية شهر فبراير ٢٠٢٣ ترأست المجلس بطريركية الروم الأرثوذكس، وبإرشاد من غبطة بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر إفريقيا للروم الأرثوذكس ثيوذوروس الثاني، وخلال الفترة الماضية قمنا بتواصل جاد مع الأمناء واللجان لوضع العديد من الخطط من أجل إعطاء عدة رسائل مهمة للمجتمع.»

وتابع قائلًا: «والمواضيع التي ركزنا عليها هي مثل أضرار الإدمان والإجهاض وغيرها، ومن من خلال صحيفتكم الرائدة أقدم شكري الجزيل لجميع قيادات الكنائس وأمنائهم ورؤساء اللجان على التعاون.»

وأكمل الأزرعي قائلًا: «من خلال مجلس كنائس مصر تستطيع الكنائس المصرية أن تجلس معًا وتشارك تحدياتها ومشاريعها المستقبلية من أجل المسيحيين في مصر والمجتمع بشكل عام، والمجلس مبني علي التعاون؛ فإن التعاون والمساعدة بين البشر يجب أن يكونا مبنيين على أسس المحبة الحقيقة النابعة من رسالة الإنجيل؛ وذلك بغض النظر عن اختلافنا باللون والجنس أو الدين.»


ومن والسابق إلى الأحق، ننتقل إلى القس يشوع يعقوب الأمين العام الجديد بالمجلس، وهو أيضًا عميدًا مساعدًا بكاتدرائية جميع القديسين بالزمالك، حيث أعرب عن امتنانه لمجلس كنائس مصر، وذلك في تصريحات خاصة للبوابة نيوز، قائلًا: «أستقبل العمل بالمجلس بفرح كبير؛ فما أجمل أن يجتمع الإخوة معًا وأتطلع لأن يلعب المجلس دورًا في العلاقات المسكونية بين الكنائس الأعضاء مع الحفاظ على هوية وعقيدة كل كنيسة.»

وتابع قائلًا: «إن المجلس ينمو كل عام ويتطور ونحاول بالتجربة تجاوز أي عقبات تواجهنا في طريق العمل المسكوني" مصطلح يشير إلي  الدعوة للوحدة والتقارب بين الكنائس"؛ فإن الكنائس أعضاء في جسد المسيح الواحد وهو الهدف الأسمى»

وعن الأنشطة المقرر إقامتها خلال الفترة المقبلة قال: «مازلنا في مرحلة تسليم وتسلم الأمانة العامة للمجلس من كنيسة الروم الأرثوذكس وهو ما يعني أن جدول الأنشطة والفعاليات المقبلة تحت التشاور والدراسة.»

وأكد يعقوب على أن المجلس هدفه الوحدة بين الكنائس فقط، قائلًا: «ليس للمجلس أية أهداف سياسية إنما يهدف لجمع الكنائس المصرية في كيان واحد دون ذوبان كتمثيل للمسيحيين بكافة كنائسهم وطوائفهم.»


وننتقل إلي ممثل الكنيسة الإنجيلية بالمجلس، القس رفعت فتحي وهو كان يشغل منصب الأمين عام المجلس أيضًا، وفي تصريحات له للبوابة نيوز أكد على أهمية ودور المجلس بين الكنائس المصرية، قائلًا: «يمثل مجلس كنائس مصر القناة الوحيدة التي تجمع الكنائس المصرية علي اختلاف توجهاتها وانتماءاتها؛ فليس هناك كنيسة واحدة في مصر ليست متضمنة في المجلس فهذا شيء جميل جدًا أن يكون جميع الكنائس المصرية خلف كيان واحد.»

وأضاف قائلًا: «أن أنشطة المجلس تدار عن طريق لجان، وكل لجنة لها اختصاصاتها؛ فهناك عدة لجان، مثل: المرأة، الشباب، المرضي، الإعلام...، وكل لجنة مكونة من 15 عضوا، عن طريق 3 أعضاء من كل كنيسة مختلفة، وكل لجنة تقوم بأدوارها بشكل خاص، وهناك لجنة ستضاف في المستقبل وهي "لجنة الحوار" وهي لجنة تعمل على الحوار بين الكنائس من الناحية الاجتماعية واللاهوتية، فمن الناحية اللاهوتية كالحديث عن طبيعة المسيح، وبالطبع الحديث والحوار هنا لا يعني بتنازل الكنائس عن مبادئها وأسسها؛ ولكن هناك البعض اعترض على فكرة الحوار اللاهوتي ووجوب الاكتفاء الاجتماعي، والمجلس يأخذ قرارته بالإجماع وليس بالأغلبية، لذلك لابد أن يوافق الجميع على أي قرار.»

وأكمل فتحي قائلًا: «وأما عن الأنشطة الاجتماعية، كالحديث عن دور المرأة في المجتمع؛ فكيف تنظر الكنيسة الأرثوذكسية للمرأة؟ وكيف تنظر الإنجيلية للمرأة، فمثلًا الكنيسة الإنجيلية ترى لا مانع في رسامة المرأة كقسيسة بينما الكنيسة الكنائس الأرثوذكسية ترفض ذلك؛ فنحن هنا نتحاور بهدف طرح الآراء والتحاور؛ فكل منا يشرح وجهة نظرة بمحبة.»


واختتم قائلًا: «ومع كامل الأسف، هناك البعض يعتقد أن الحوار المسكوني يفقد الكنيسة هويتها، وهذا أمر غير صحيح بالمرة؛ فالعزلة جعلت الخطاب السائد هو تكفير كل واحد للأخر، والكل يرى أنه هو فقط من يملك الحقيقة المطلقة، وغاب روح التعاون، فنحن إن أختلفنا نختلف في العقيدة؛ والعقيدة هي الممارسات الدينية، ولكن جميعنا لدينا أيمان واحد وهو إيماننا بالمسيح؛ فرؤيتنا حول السيد المسيح هي واحدة.»


نظرة تاريخية

والجدير بالذكر أنه قد تم تأسيس مجلس كنائس مصر في مطلع عام 2013م، وبدأ المجلس برئاسة البابا تواضروس الثاني بشكل شرفي كتكريم له في البداية؛ وثم تولى بعدها ممثلي الكنائس، وبشكل عام يُعد المجلس هيئة كنيسة وطنية لا تعمل بالسياسة، ويهدف المجلس إلى حياة الشركة والتعاون بين الكنائس المسيحية بكل مذاهبها في مصر، والسعي نحو وحدتها ونبذ أية أشكال من التعصب والتطرف بين المسيحيين بعضهم البعض.

بالإضافة إلي إصدار بيانات مشتركة تعبر عن الكنائس الخمس المشاركة في الحوار، وإطلاق أنشطة تدعم الحضور المسيحي بالبلاد عبر توحيد كلمة المسيحيين المصريين في المحافل والمؤتمرات الدولية وبحث القضايا الوطنية.  


وبشكل عام فكرة المجلس لم تكن بالجديدة، بل ترجع الفكرة إلى عام 2008، حيث طرحت الفكرة التأسيس خلال مشاركة الكنائس المصرية، في أعمال واجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط، والذى يجمع كافة الأسر المسيحية بالمنطقة كاملة، وحينها اقترح رئيس الطائفة الإنجيلية السابق، الدكتور القس صفوت البياضى، الأمر على البابا شنودة الثالث ورحب بالأمر وهذا ما أكده لنا أيضا القس رفعت فتحي حيث كان حاضرًا هذه الواقعة..وظل الأمر عالقًا لسنوات عديدة؛ نظرًا لمرض البابا شنودة آنذاك،

وفي فبراير 2013م، فى ذروة الأحداث وحالة الغليان التي شهدها الشارع المصري؛ بسبب حكم تنظيم "الإخوان المسلمون" فلم يكن حكمًا للمصريين بل كان حكما يرعى فصيلًا معينًا لا غير؛ مما دفع إلي إلتفاف رؤساء الكنائس الخمس على طاولة واحدة خماسية الأضلاع بالكاتدرائية المرقسية، ليوقعوا إنشاء هذا المجلس.
 

القس رفعت فتحي
القس يشوع يعقوب
الأرشمندريت د.ذمسكينوس الأزرعي