الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

أول قسيسة فلسطينية لـ «البوابة نيوز»: فخورة بكنيستى..سالى عازر: لا يوجد نص بالكتاب المقدس يمنع رسامة المرأة قسا .. لا أسعى لأكون أعلى أو أقل من الرجل ..أتوقع أن تتخذ مصر هذه الخطوة قريبا

القسيسة سالي عازر
القسيسة سالي عازر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حالة من الجدل أثيرت حول قضية رسامة المرأة قِساً منذ أن اتخذت بعض الكنائس الإنجيلية الخطوة بالرسامة في منطقة الشرق الأوسط مثلما حدث بلبنان وسوريا، وهدأ الأمر منذ فترة زمنية، لكن عادت التوترات والقلق من جديد، بعد أن قامت الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة «فلسطين» هذه الأيام برسامة أول امرأة فلسطينية قسيسة، ..البعض تقبل الأمر بصدر رحب وقاموا بتهنئة السيدة المرتسمة وعضدوها بكلمات تشجيعية مستندة بآيات ونصوص من الكتاب المقدس تدعم فكرة الرسامة، وهناك الطرف الآخر، الذين رفضوا أمر الرسامة شكلاً وموضوعا، وووجهت اتهامات  جزافية لهذه الجماعة التي قامت بالرسامة أو اعترضت واعتبرت هذا الأمر هرطقة وخروج على الإيمان المسيحي وأيضاً هذه الجماعة استخدمت بعض النصوص الكتابية «من الكتاب المقدس» وتفسيرات تخدم فكرة الرفض، وهناك من حقر فيهم وشكك بأخلاقهم ودوافعهم وهناك من دعاهم بالماسونيين، ومن قال إن كنائسهم أصبحت مؤسسات بشرية ونوادٍ.
من بعض المعترضين من قال إنهم يقلدون الغرب أو أنهم من أتباع الحركة النسوية، لذا التقت «البوابة نيوز» مع أول قسيسه فلسطينية وهي سالي عازر في هذا الحوار،  لمناقشتها في كل هذه الأمور التي تدور حول رسامتها، والتحديات التي تواجه المرأة العربية خاصة داخل الكنيسة في منطقة الشرق الأوسط 

نص الحوار.       


< كيف تمت رسامتك راعياً في الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة؟
 

- قرار رسامة المرأة داخل الكنيسة اللوثرية أخذ حوالي أكثر من12 سنة مضت، ولكنه لم يتم تنفيذه إلا هذه الأيام بسبب عدم وجود سيدات حينذاك مقدمين للرسامة، وفي نفس الوقت حتي يأخذوا هذه الخطوة كان لا بد من موافقة المجلس وبالفعل عندما عرض عليهم الأمر كان هناك موافقة، وصار هناك قبولا داخل الكنيسة وليس هناك أي مشكلة، لأن كنيستنا منفتحة وتعمل على الإصلاح دائما، وكل كنائسنا اللوثرية حول العالم تعترف برسامة المرأة قِساً.
وعندما قمنا بأخذ قرار الرسامة كان هناك مشاكل في عدم القبول من بعض الكنائس الشقيقة مثل الأرثوذكسية والكاثوليكية، أو من المجتمع لأنه يتسم بالذكورية وأيضاً هم تقليديين وغير متعودين علي هذا الأمر، وليس من داخل كنيستنا الإنجيلية سواء اللوثرية أو الأسقفية، لأنه كان هناك برنامج من خلال ورش عمل وحوار مجتمعي داخل الكنيسة في فلسطين لتقبل هذا القرار بارتياح وبالفعل تقبلوه وقاموا بتشجيعي .
  كما أتذكر أن الكنيسة اللوثرية في الأردن والأراضي المقدسة، أخذت قراراً من خلال مجمعها في عام 2004، بتأييد رسامة المرأة قساً وتشجيعها، وتأسس بعد ذلك مكتب خدمة المرأة، والذي أصبح اليوم يدعي «مكتب العدالة بين الجنسين»، والذي عمل على مدار السنوات الأخيرة، علي تغيير الثقافة السائدة في الكنائس اللوثرية والمسيحية وفي المجتمع، نحو المرأة وقام المكتب بالعديد من الدراسات وورش العمل التوعوية داخل الكنيسة والمجتمع.
وفي آخر الأمر نحن نحترم من يعارضوا هذا الأمر ونقدرهم والمفروض أيضا هم يحترمون هذا الأمر ، لأننا بطبيعة عقائدنا هناك اختلافات ولكننا نقبل بعضنا البعض بمحبة وهناك حوارات لاهوتية دائمة بيننا.
 

< يري بعض المعارضين لأمر الرسامة أنه لا يوجد بالكتاب المقدس ما يدعم هذا الأمر، فما تعليقك علي ذلك علمًا بأنه يتم الاستناد إلي بعض النصوص من العهد الجديد لهذا الأمر؟
 

- طبعاً لا يوجد شيئ ضد رسامة المرأة بالكتاب المقدس، أي لا يوجد آيات مكتوبة أنه لا يجوز رسامة المرأة قساً، ونحن نعلم مفاهيم الناس وبالأخص اللاهوتين الذكور، والذين دائما يتحوزون على هذا الشىء، وأن ما يصبح هناك سيدات يشغلن هذه الخدمة فلا أعلم هل هم متخوفين من دور المرأة أنها تقوم بنفس الدور الذي يقوم به الرجال، نحن لا نتحدث أو نطالب بأن تكون المرأة أعلى من الرجل أو أقل منه، ولكن نحن نتحدث عن التساوي بين دور المرأة والرجل كما خلقنا الله، وتأخذ حقها في الخدمات بالتساوي، ونحن لدينا أمثلة عديدة من الكتاب المقدس تبرز دور المرأة ومكانتها فنجد بالكتاب المقدس بالعهد القديم، نجد دبورة "القاضية" وراعوث ونعمي واستير وغيرهن سيدات كثيرات بالعهد القديم، وكان لديهن قوانين وخطط ودورهم الفعال الذين قمن به لتقدم شعوبهن وتطويرهن، وفي نفس الوقت بالعهد الجديد نجد مرثا ومريم كانتا مع السيد المسيح، وأيضا الشماسات السيدات اللاتي كن مع بولس الرسول وكان لهن الدور الفعال أيضا ومكانتهن الواضحة ووجودهن بهذه المناطق وصار هناك تتطور وتغيير بثقافة هذه الشعوب.

< هل رسامة المرأة قسا هي حركة نسوية كما ادعي بعض المعارضين؟
 

- الرسامة ليس حركة نسوية كما يدعي البعض، ولكن هذا أمر طبيعي وعادي لأنه كان موجودا وصار له سنوات طويلة مضت، خصوصا بكل العالم وليس بجديد علينا، ولكن الأمر في كنائس الشرق مختلف بسبب قلة النساء المتقدمات لدراسة اللاهوت للتعمق في الخدمة أو دورها داخل الكنيسة والمجتمع، وما نواجهه في مجتمعتنا وكنائسنا اليوم في رفض البعض من الرجال أو السيدات لرسامة المرأة هو نتيجة لعزوف المرأة عن المشاركة الحقيقية في الخدمة أو في المجتمع بسبب الأفكار الخاطئة التي رسخها البعض عن مكانتهن، وهذا يضر بقضية المساواة التي خلق الله عليها الرجل والمرأة، وتحاول المجتمعات الآن أن ترسخ وتحقق هذه المبادئ والقيم التي دعت إليها النصوص المقدسة والتعاليم المسيحية داخل الكنيسة.

 
تحديات

< ماذا عن التحديات التي تواجه القسيسة سالي عازر في خدمتها بهذا المنصب؟
 

- التحديات التي تواجهني ليست من داخل الكنيسة بينما أعتقد أنها ستواجهني من بعض المذاهب الأخري، لكنني أتعهد بأنني سأعمل جاهدة علي نقل خبرتي وتعليمي اللاهوتي كما فعلنا داخل كنيستنا من خلال ورش العمل والمحاضرات التي قدمناها لهم، لكي يصبح هناك تنوع وتعددية ونشاهد محبة حقيقية في تنوع الخدمات والمشاركة الحقيقية في امتداد الكنيسة وملكوت الله.

 

< ماذا عما تردد بشأن توريث منصب القسيسة بشأن تقلد والدك المطران سني إبراهيم عازر مطران الكنيسة اللوثرية في الأراضي المقدسة والأردن؟
 

- أنا طبعا فخورة كثيرا بكنيستي بأننا وصلنا لهذه المرحلة وطبعا قررت الدراسة باللاهوت بوقت ما كان المطران منيب يونان هو مطران الكنيسة اللوثرية وكان المطران سني إبراهيم عازر وقتها حينئذ يتقلد رئيس المجلس، فكان الاثنان يعملان على دعمي في الدراسة وتجهيز الكنيسة من خلال البرامج التوعوية والتثقفية التي قدموها للكنيسة لتستعد للوضع الجديد بقبول المساواة في الخدمة للرجال والنساء.

 

< وماذا عن مصر بشأن الرسامة؟ وما هي الرسالة التي تريدين توجيهها لسنودس النيل الإنجيلي؟
- بشأن مصر أعتقد لكل بلد خصوصية نحترمها وترجع لثقافتها وعاداتها وتقاليدها، ولكن الكنيسة الإنجيلية في مصر هي كنيسة مصلحة مشهود عن تاريخها الطويل بأنها تعطي المرأة مكانتها، فنجد في تاريخ الكنيسة المصرية سيدات تقيات مشهود لهن بتاريخهن الخدمي، وأكيد مصر ستأخذ هذه الخطوة أيضًا، ولكن لا بد الكنيسة المصرية تعمل على توعية شعب الكنيسة والمجتمع والطوائف المسيحية الأخري كما فعلت الكنائس المصلحة الشعوب العربية والشرق أوسطية الأخرى كما فعلنا نحن أيضاً، ولكل كنيسة قراراتها المستقلة بشأن الرسامة ولا نستطيع التدخل بقوانينها أو بدستورها، ولكن نحترم قراراتهم، نحن صرنا 6 قسيسات نخدم بمنطقة الشرق الأوسط، وهناك قسيسات عربيات أخريات تمت رسامتهن قسيسات ولكنهن يخدمن بكنائس أوروبية أو أمريكية وهولاء ليس لديهن أي إشكاليات لأن كنائسهن تقبل هذا الأمر.
وأعتقد أن الكنيسة المصرية ستستطيع الوصول لهذا القرار أيضا عن قريب، وأشجع كل شخص يريد دراسة اللاهوت وبالأخص النساء وأعلم مدى صعوبة الأمر، ولكن هذا سيحقق العدل والمساواة، ونسير علي الطريق الصحيح للوصول إلى هذا الأمر والسير في الطريق يحتاج تشجيعا ومساندة من قيادات الكنيسة «المطارنة والقساوسة» حتى يصلوا لهذا القرار، وأنا أشجع المرأة إن شاء الله تصل لهذه الخدمة، وفي الرسامة ستختبر المرأة بأن هذا الشىء ليس بخطأ ومن حقها أنها تصير قسيسة، ورسالتي لسنودس النيل الإنجيلي في مصر إن شاء الله نكون دائماً في تواصل مع بعضنا البعض، وأتمنى أن المرأة في العالم كله تتمسك بالعدالة الإلهية والمساواة وتحقق مشيئة الله وتأخذ مكانتها ويكون لها دور قيادي متميز في الملكوت وامتداد العمل وخدمة مجتمعاتكم.

مسيرة في سطور


ولدت سالي عازر في 10/6/1996 بالقدس، درست في مدرسة شميدت في القدس التابعة للكنيسة الكاثوليكية، أنهت المدرسة عام 2014 بعد أن نالت شهادة الثانوية الألمانية من المدرسة.
ثم درست أربع سنوات في كلية الشرق الأوسط للاهوت في بيروت وحصلت على شهادة البكالوريوس في اللاهوت، التحقت بعد ذلك بجامعة Göttingen للاهوت في ألمانيا وحصلت على شهادة الماجستير.

التحقت بعد ذلك ببرنامج تدريب القساوسة والقسيسات التابع لكنيسة Anhalt وBerlin Brandenburg في ألمانيا، مثلت الكنيسة في مؤتمرات متعددة للشبيبة والمرأة وحوار الديانات.

انتخبت عام 2017 عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد اللوثري العالمي ومقره جنيف- سويسرا. 

 

D2DAC11F-2A3E-4818-A141-98BC80FB412A
D2DAC11F-2A3E-4818-A141-98BC80FB412A
CBD1D55D-74CA-441A-B843-CB2FDBAD4DEF
CBD1D55D-74CA-441A-B843-CB2FDBAD4DEF
EB365953-802D-4405-9C52-5A64D26A14B5
EB365953-802D-4405-9C52-5A64D26A14B5
C64DC866-2144-4DD2-8CC8-89EF18C03009
C64DC866-2144-4DD2-8CC8-89EF18C03009
C6DA30D3-C750-497C-A732-A039E885337D
C6DA30D3-C750-497C-A732-A039E885337D
5B74BE2B-0549-4C3B-AA6A-55ADFC808F8C
5B74BE2B-0549-4C3B-AA6A-55ADFC808F8C