فرقنا تواجه صعوبات كبيرة بسبب قلة الإمكانيات وحاجتنا الكبيرة للمعدات الثقيلة
نستخدم المخزون الاحتياطي من المحروقات منذ شهر
قال منير المصطفى نائب مدير الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية : إن الأوضاع بشمال غرب سوريا كارثية، وأعداد الضحايا بات من الصعب حصرها بشكل نهائي فالأعداد في تزايد مستمر، فحتى وقت حديثنا وصلت الأعداد إلى 733 حالة وفاة وتخطى عدد الجرحى والمصابين الـ 2100 مصاب " بتلك الكلمات بدأ منير المصطفى نائب مدير الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية حديثة معنا حول ما آلت إليه الأوضاع في سوريا.
وأضاف أن الأمر ازداد سوءا خصوصا أن عمليات الإنقاذ باتت تصعب بسبب العاصفة الجوية التي ضربت المنطقة بالكامل يصحبها أمطار غزيرة جعلت الرؤية شبه معدومة ليس هذا وحسب بل إن هناك بالفعل هزات ارتدادية تشكل خطرا كبيرا على حياة المتطوعين وعلى حياة كل من ما زال على قيد الحياة تحت الأنقاض.
وتابع " تواجه فرقنا صعوبات كبيرة بسبب قلة الإمكانيات وحاجتنا الكبيرة للمعدات الثقيلة التي من شأنها تسهيل عمليات رفع الركام وإخراج المحاصرين تحتها، فالكارثة التي نحن فيها أكبر بكثير من المعدات التي نمتلكها، كما أننا نعاني ومنذ فترة طويلة من قلة المحروقات بسبب الحرب في سوريا فنحن في الدفاع المدني أصبحنا نستخدم المخزون الاحتياطي من المحروقات منذ شهر".
وأكد خلال حديثة أن الوضع كارثي وليس أشبه بالكارثي قائلا:" الوضع مأساوي بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. عدد النقاط المدمرة بسبب الزلزال كبيرة تخطت الـ 700 نقطة انهيار بشمال غرب سوري، كما أصبحت فرقنا تعاني من ضعف كبير في القدرة على الاستجابة ".
وناشد “منير” باسم الدفاع المدني السوري جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية على الصعيد العالمي أن تمد يدها للمساعدة الإغاثية العاجلة للمدنيين قائلا:"" يجب ألا يترك السوريون ليواجهوا مصيرهم منفردين كما واجهوه طوال 12 عامًا، فنحن الآن بحاجة لمساعدات عاجلة.. عشرات الآلاف من المدنيين الآن بلا مأوى.. عشرات آلاف يحتاجون المساعدات الإغاثية العاجلة في ظل الأجواء الشتوية فدرجات الحرارة الآن تحت الصفر، فيجب أن يكون هناك تدخل عاجل وسريع ومساعدات سريعة، فالوقت بدأ ينفذ ويجب ألا يحكم على من تحت الأنقاض بالإعدام، لذا نطالب بتدخل سريع ودعم عاجل، فكل ثانية تحدثا فارقا كبيرا في عمليات الإغاثة".
وأكد أنه وحتى وقت كتابة هذا التقرير لم تدخل أي مساعدات على الأرض، مضيفا " حتى الآن لم نتلق أو لم تدخل أي مساعدات، وكل العمليات الإغاثية حتى الآن تتم من خلال فرق تطوعية محلية ومساعدات عدد من المدنيين وبعض المنظمات، لكن حتى المنظمات غير قادرة على الاستجابة الكاملة، فالكارثة أكبر بكثير من القدرة على الاستجابة، كما أننا نحتاج إلى مزيد من الفرق التطوعية فنحن ما زلنا نعمل على نحو متواصل لم نذق حتى طعم النوم، ولن نكون قادرين على الاستمرار أكثر من يومين بهذا الحال".
في السياق ذاته قال حميد قطيني أحد المتطوعين في منظمة الدفاع المدني السوري:: " حقيقة الوضع لا يزال كارثيًا حتى هذه اللحظة فمنذ أكثر من 24 ساعة مضت لا تزال فرقنا تعمل بكامل طاقتها".
وأضاف " فرق الدفاع المدني السوري تستجيب في كل مناطق شمال غرب سوريا التي ضربها الزلزال بمعدل أكثر من خمس وعشرين مدينة وبلدة وقرية تعرضت لهذا الزلزال بواقع أكثر من 250 مبنى سكني تدمر فوق الأهالي بشكل كامل".
وتابع: " حتى هذه اللحظة الأعداد في تزايد مستمر وهناك الكثير من النساء والأطفال تحت أنقاض منازلهم المدمرة، بالإضافة إلى أننا نعمل في حدود الإمكانيات المتوفرة لدينا وهناك حاجة كبيرة من للدعم وتدخل الدول لتقديم المساعدة الإنسانية وتقديم الدعم اللازم من مادة الديزل ومعدات الإنقاذ. لمساعدة المدنيين.
وأكد أن ما لديهم من احتياطي من المحروقات لا يكفي مقارنة بالحجم الكارثي الذي هم فيه الآن، كما أن المعدات الموجودة لا تفي بالغرض فهناك الكثير من المباني المدمرة.
وتابع " حتى هذه اللحظة لا تزال هناك مئات العوائل تحت أنقاض المنازل المدمرة وتعمل الفرق على إنقاذها. الوضع بحاجة إلى تدخل دولي بحاجة إلى مساعدة دولية"، مشيرا إلى إنقاذ العالقين من تحت الأنقاض وانتشال جثامين الشهداء تأتي في أولوية عمل الدفاع المدني السوري، واما بخصوص إيواء المشردين أكد قطيني أن عددا من المساجد والمدارس أعلنوا استضافتهم للمشردين والمتضررين جراء الزلازل، كما أن عددًا من المدنيين الذين لم تتضرر منازلهم فتحوا بيوتهم للمتضررين".
وأكد أن هناك مئات العوائل ما زالت تحت الأنقاض تحتاج إلى مساعدات مكثفة لخروجها، وحتى وقت كتابة هذا التقرير أكد القطيني أنهم لم يتلقوا أي دعم إنساني دولي لتسريع عملية البحث والإنقاذ، فنحن في حاجة ماسة لتلك المساعدات والمحروقات لتشغيل الآليات العاملة في في البحث والإنقاذ والمعدات الثقيلة بالإضافة لمعدات البحث والإنقاذ لتعويض التلف الذي وقع جراء الزلزال، كما أن هناك بعض مستودعات الدفاع المدني السوري تعرضت لأضرار كبيرة مما زاد الأمر سوءا".