الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

في ذكرى وفاته.. تعرف على الأديب والشاعر علي الجارم الذي ظلمه التاريخ

علي الجارم
علي الجارم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى مثل هذا اليوم 8 فبراير 1949م، توفي الأديب والشاعر علي الجارم، الشاعر المصري ورمز من رموز الثقافة والأدب.
وهو علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881م في مدينة رشيد في مصر، وكان والده أحد علماء الأزهر والقاضي الشرعي بمدينة دمنهور.
تلقى “علي” تعليمه الابتدائي بمدينة رشيد، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث ألتحق بالأزهر الشريف، ثم التحق بعد ذلك بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وسافر الجارم إلى إنجلترا لإكمال دراسته في بعثة دراسية عام 1908م، فدرس أصول التربية بنوتنجهام ، قبل أن يعود مرة أخرى إلى مصر بعد أربعة أعوام في 1912م.

شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعين بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عين وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924م، وقام بتمثيل مصر في بعض المؤتمرات العلمية و الثقافية، كما اختير عضواً مؤسساً لمجمع اللغة العربية بمرسوم صدر من رئاسة الوزراء في أكتوبر 1933م.

وعلى الرغم من دراسته بإنجلترا وتمكنه من اللغة الإنجليزية لم ينسَقِ الجارم وراء الإتجاه الغربي ، وظل المدافع الأول عن اللغة العربية لغة القرآن الكريم وأحد المعتزين بها فعمل جاهداً على نهضتها ورقيها.
وتبحر الجارم في علوم اللغة العربية بالبحث والدراسة والممارسة، فأصبح أحد رواد تعليم اللغة العربية ، وقدم عدداً من الكتب الرائدة في النحو والبلاغة.
تعرض أدب الجارم وشعره إلى الظلم بعد وفاته عام 1949م، فبعد يوليو 1952 تم إنشاء رقابة عسكرية على المطبوعات والصحافة، وتم اتخاذ قرارات بالتقييم الكامل لكل ما كان في مصر قبلها من أدب وفن وتاريخ ، فحجبت الآثار الأدبية للجارم في هذه الفترة فلم يسمح بطبع أعماله ، وخلت المكتبات من مؤلفاته النثرية وأشعاره ، إلا أن أعماله عادت للظهور ثانية في الثمانينات وعادت إليه مكانته كأديب وشاعر ومفكر.
إهتم الجارم بالتاريخ العربي فقدم العديد من الروايات الأدبية التاريخية نذكر منها : "الذين قتلهم شعرهم"، "فارس بني حمدان"، "الشاعر الطموح" ويتضمن دراسة عن حياة وشخصية الشاعر أبي الطيب المتنبي ، "خاتمة المطاف"، وقصتي "الفارس الملثم"، و"السهم المسموم"، كما قدم "مرح الوليد" و "سيدة القصور" أخر أيام الفاطميين في مصر ، و "غادة رشيد" هذه القصة التي تتناول كفاح الشعب المصري ضد الاستعمار الفرنسي 1798 – 1801، كما قدم "هاتف من الأندلس"، و"شاعر ملك" ، و "قصة ولادة مع ابن زيدون"، و "نهاية المتنبي" بالإضافة لقيامه بترجمة كتاب المستشرق البريطاني استانلي لين بول "قصة العرب في أسبانيا".

قام الجارم بتأليف عدد من الكتب المدرسية في النحو و البلاغة والصرف منها "النحو الواضح".
أما شعر الجارم فتميز بإحساس مرهف وذوق رفيع راق إنطلق من الشكل الكلاسيكي التقليدي، والذي يعتمد على قافية موحدة ، وتعددت الأغراض الشعرية للجارم فقدم في شعر المناسبات ، والمراثي ، والمديح.
له قصيدة شهيرة غنتها السيدة أم كلثوم في بداياتها عام 1916م، وكانت من تلحين الدكتور أحمد صبري النجريدي وتقول بعض أبياتها :
ما لي فتنت بلحظك الفتاك
وسلوت كل مليحة إلاك
يسراك قد ملكت زمام صبابتي
ومضلتي وهداي في يمناك

حصل علي الجارم على عدد من الأوسمة منها وسام النيل من مصر عام 1919م، ووسام الرافدين من العراق 1936م، كما منحته لبنان وسام الأرز عام 1947م.
جاءت وفاته مفاجأة بالقاهرة وهو مصغ إلى أحد أبنائه وهو يلقي قصيدة له في حفل تأبين محمود فهمي النقراشي ، في 8 فبراير عام 1949م .