السبت 06 يوليو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

بالفيديو.. بشر بلا ثمن.. "الفواعلية" مهمشون ولا يجدون قوت يومهم .. الفقر دفعهم للهجرة للقاهرة بحثا عن لقمة العيش

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تجدهم على مرمى البصر، في ميدان المطرية، في العاشر من رمضان، في السبع عمارات، وغيرها من الميادين بمعداتهم الثقيلة التي يصل وزنها إلى 25 كيلوجرام والتي تضم منجلا وشاكوش وأدوات حفر أخرى..
يوجد الكثير منهم من مختلف الأعمار بكل ركن وناحية بالعشرات، تبدو على وجوههم علامات الوجوم، وإذا اقتربت من أحد منهم لتتحدث إليهم تجدهم يحيطونك من أول نظرة تنظرها، ظانين أنك تريد بأن يعملون لديك.
عمال يومية، فواعلية، على باب الله، عمال حفر، وغيرها من الأسماء التي يمكن أن تطلقها على مهنتهم، لكن في النهاية هم "المهمشون بالمجتمع".
"البوابة نيوز" بعدد منهم بمقر تجمعهم في المطرية.
محمد عبد الصبور، 38 سنه، قال: لم تتسنّ لي الظروف أن أكمل حياتي في محافظة المنيا منشئي الأصلي، فغادرتها قبل أن أكمل تعليمي، حيث كان عمري وقتها 20 عاما، وكان الفقر يسيطر علينا فاضطررت أن أهاجر بحثا عن لقمة العيش كما يفعل غيري من البشر. وتابع عبد الصبور، وبالصدفة خلال مروري على محافظة، وجدت من يعملون بالمجال، قررت أن أظل متواجدا بميدان المطرية وإلى الآن، وما زلت أعمل بنفس المهنة.

طبيعة المهنة:
وقال عبد الصبور إنه رغم عمله في هذا المجال منذ 15 عاما، غير أن طبيعة المهنة صعبة للغاية، فحينما يأتي أحدهم للبحث عن "فواعلي" فيقتصر عمله على أما تكسير بناية أو أجزاء معينة و"شكارة الرمال" فأحد الفواعلية هو المسئول عن تلك المهنة أيضا، مضيفا: إننا نذهب بالمعدات الخاصة والتي تصل إلى 25 كيلوجرام على حسب وزن كل معدة عن الأخرى.
 
الفواعلية ومشقة الحياة:

وتابع، عبد الصبور: إن البعض يعتقد أننا ميسورو الحال، حينما يعلم أننا نأخذ يومية من 60 إلى 80 جنيه، لكن الحقيقة على نقيض ذلك فنحن أكثر الفئات الاجتماعية تهميشا بالمجتمع، ونعاني من نقص لقمة العيش، فالزبون حينما يأتي يوما يغيب 10 أيام أخرى، متابعا: إننا نتصارع من أجل لقمة العيش، فحينما يأتي أحدهم بحثا عن أحد الفواعلية ينشب صراع للحصول على ذلك "الزبون"، وقد يصل الأمر للتعارك بالأيدي فذلك أهون علينا من الاقتراض من بعضنا البعض.

متابعا: إنه حتى مع العمل، فإنك تكون معرض أيضا لأي ظروف، فقد ينصب عليك أحدهم في رزقك ويتفق معك على مبلغ معين غير أنه لا يوفي بما قاله لك، مؤكدا أن ذلك حدث معه مرة من المرات وقام أحدهم برفع "سنجة" عليه فآثر الصمت، ومضى بطريقه، لأنه ليس مستعدا للدخول بمعارك جانبيه قد تكلفه حياته.
 وبدى على "عبدالصبور" التأثر وهو يتحدث، حينما قال "سني 38 سنة ولسه ما اتجوزتش لحد دلوقتي، ومافيش بيت أتجوز فيه"، مضيفا أنه لا يوجد لدى بيت أسكن فيه سواء أنا أو الفواعلية أمثالي".
مشيرا إلى أنهم يؤجرون بيوتا قديمة من خلال مؤجر يجعلهم يدفعون 2 جنيه لقضاء الليلة الواحدة، ويسكن في البيت الواحد 12 شخصا حيث يوجد عدد من البيوت الأخرى تحتوي زملاءهم.

مطالبات وامال:
وتابع "عبدالصبور" أنه يئس من كثرة الأحاديث والمطالبات، حيث لا يوجد اعتراف به أو بمن مثله، مؤكدا أنه لا يوجد له معاش اجتماعي، رغم أنه ذهب لمجلس المدينة ولم يأخذ أي شيئا رغم ذلك كما أنه ذهب أيضا لوزارة الصحة للتقدم بوظيفة عامل هناك غير أنه لم يرد عليه أيضا.
وفي النهاية طالب عبدالصبور الحكومة بأن تنظر للمهمشين وأن تضع في اعتبارها وجود فئات غلابة تحتاج إلى الرعاية والمعاملة كمواطنين صالحين بالعيش بالمجتمع.