الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

شنطة سفر و250 جنيهًا غيرت حياة طالب جامعة الأزهر

عبدالرحمن
عبدالرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مع بزوغ ضوء الشمس يستيقظ «عبدالرحمن» مبكرًا، كى يستعد للذهاب إلى السوق القريبة من منزله، لشراء ما يحتاجه مشروعه الخاص الذي يتكون من خبز وبيض وأنواع الجبن، فهو يسعي دائمًا أن تكون منتجاته طازجة يومًا بيوم، وبعد أن ينتهى من شراء ما يحتاجه يعود لتجهيزها للزبائن في رحلة يقطعها يوميًا من أجل لقمة العيش الحلال.

علي بعد أمتار قليلة من مستشفي الطلبة بطنطا، يقف «عبدالرحمن»، طالب بالفرقة الرابعة بكلية التجارة جامعة الأزهر، بشنطة سفر صغيرة يضع داخلها «سندويتشات بيتي» يبيعها للمارة، علي الرغم من تعرضه للانتقادات إلا أنه لم ييأس وقرر مواصلة حلمه والسعي نحو تحقيقه.

يقول «عبدالرحمن جمال- 23 عامًا»: «بدأت مشروعي منذ أربعة أعوام بغرفة صغيرة داخل منزلنا وكلفني ذلك 250 جنيهًا فقط، لكن بالسعي والكفاح بدأ مشروعي في التوسع وصارت هناك مساعدة ودعم كبير لي في إعداد أكبر عدد من السندويتشات من والدتي وأشقائي».

ويتابع: «فكرة بيع السندويتشات أتت بعد خسارتي بعدة مشاريع، وأصبحت لا أملك أي رأس مال، فحاولت البحث عن مشروع يُدر علي دخلًا كافيًا ويكون بأقل رأس مال، ومن خلال بحثي على شبكة الإنترنت رأيت فتاتين يقومان ببيع سندويتشات على عربة صغيرة في الشارع، حتي اهتديت إلي تلك الفكرة ولكن بطريقة معينة ومميزة وبأقل التكاليف».

ويواصل: «بدأت في عمل سندويتشات جبنة، ولانشون، وبسطرمة، وحلاوة، بسعر موحد، واشتغلت والناس حبتني جدًا، لأنني تميزت بأن حاجتي نظيفة، وأسعاري في متناول الجميع، بجانب حرصي الزائد في نظافة السندويتشات فأقوم بارتداء قفازات اليد أثناء تجهيزها، ودائمًا ما أقوم بتغليفها بأكياس شفافة وأحرص على نظافة جميع المكونات وعدم تعريضها لأي هواء أو تلوث».

وقال : «لاقي عملي استحسانًا كبيرًا على الرغم من بدايتي به في وقت صعب أثناء فترة فيروس كورونا، وعلي الرغم من عقبات وصعوبات كثيرة واجهتني في البداية مثل وقوفي في الشارع تحت أشعة الشمس الحارقة في الصيف، والبرد والمطر في الشتاء، والتوفيق بين دراستي الجامعية وعملي في الشارع لوقت طويل».

وأشار: «لكن طلاب جامعة طنطا شجعوني جدًا، وبدأ الطلاب والأطباء والموظفون وحتى المرضي يأتون للشراء مني لأن السندويتشات جيدة جدًا وسعرها رخيص وكمان معمولة في المنزل»، مؤكدًا: «في نهاية اليوم أقوم بتوزيع الكميات المتبقية معي علي المحتاجين والفقراء وعمال النظافة في الشوارع والمستشفيات، دون تقاضي أي أجر منهم، بجانب إعطائي سندويتش هدية مع كل سندويتش أقوم ببيعه لأي شخص ظروفه المادية محدودة».

طالت «عبدالرحمن» الكثير من الانتقادات في بداية مشروعه، لكنه لم ييأس وقرر المواصلة في عمله، فيقول: «وُجهت إليّ بعض الانتقادات في البداية من أصدقائي لأن والدي طبيبًا، فكانوا دائمًا ما يرددون إزاي والدك دكتور وهتقف تبيع في الشارع، فتلك الكلمة كان لها مردود السحر على حياتي وجعلتني أسعي وأنجح أكثر مما أنا عليه، لكي أثبت لهم أن السعي والعمل الجاد هما مفتاح النجاح، والآن فخور بنفسي وعملي وبما حققته».

 

ويختتم كلامه: «أطمح إلي افتتاح كشك أو محل خاص بي أو عربة متنقلة في نفس المكان الذي أقف به حاليًا، كما أحلم بافتتاح مشروعي داخل الجامعات بجميع أنحاء الجمهورية .