الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

الزائر الأبيض.. العاصمة الأردنية تكتسي بالثلوج وطوارئ في المؤسسات الحكومية كافة

تساقط الثلوج في الأردن
تساقط الثلوج في الأردن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

اكتست العاصمة الأردنية عمان بالزائر الأبيض "الثلوج" مع دخول المنخفض الجوي، الذي يتأثر به الأردن منذ أمس الاثنين، فيما استمرت التحذيرات من قبل الجهات الحكومية بضرورة أخذ الحذر وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى في مثل هذه الأجواء الشتوية التي تعد الأصعب منذ بداية فصل الشتاء وانتهاء ما يطلق عليه "مربعانية الشتاء" في 31 يناير الماضي، لتبدأ ما يطلق عليه أيضا في الأردن "خمسينية الشتاء" التي تستمر خمسين يومًا، تتألف من السعودات الأربع مدة كل واحد منها 12 يوما ونصف اليوم.

ومنذ فجر اليوم الثلاثاء، بدأت ملامح الاكتساء تنتشر في ربوع شوارع العاصمة عمان مع دخول المنخفض الجوي ذروته، فيما تشهد مناطق أخرى بالأردن سيول وأمطار غزيرة وثلوج أيضا كل حسب الارتفاع عن سطح البحر.

إدارة الأرصاد الجوية من جانبها، قالت إن هطول والثلوج تركز على المناطق الشمالية والوسطى من الأردن خلال الساعات القادمة أيضا، فيما بلغت سماكة الثلوج المتراكمة في بعض الأماكن وفقا لمحطات الرصد من 2 سم إلى 4 سم، مع توقع الزيادة في السماكة وكمية الأمطار مع استمرارية التأثر بالمنخفض الجوي.

ويتأثر الأردن منذ الساعات الأولى من صباح الاثنين بمنخفض جوي عميق مصحوب بكتلة هوائية شديدة البرودة يرافقها رياح عاصفة تخللها هبات قوية أحيانًا تجاوزت سرعتها حاجز 90 كم/الساعة أدت إلى حدوث العواصف الغبارية وتدن في مدى الرؤية الأفقية وانعدامها أحيانًا خاصة في المناطق الصحراوية حتى دخل في ذروته ليظهر الزائر الأبيض في العديد من المناطق الأردنية وخصوصا المرتفعات.

كما يتوقع تساقط الثلوج مع تراكمها تدريجيا فوق قِمم المرتفعات الجبلية العالية التي يزيد ارتفاعها عن 1200متر عن سطح البحر والتي تشمل أعالي جبال جرش وعجلون مثل رأس منيف، ثغرة عصفور، مثلث القاعدة وقمم منطقة سوف والمناطق المُحيطة العالية بالإضافة إلى أعالي مناطق دير الكهف وأم القطين وصبحا وصبحية في محافظة المفرق المُتاخمة لجبل العرب.

ومنذ الأمس وحتى الساعة، تستمر الجهات الحكومية في رفع درجة الطوارئ للتعامل مع تداعيات حالة الطقس السيئة مع استمرار العمل في بعض الوزارات والجهات، في حين تم تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات.

ومع ارتفاع وتيرة الطقس السيئ بالأردن، بدأت العديد من الوزارات وبتوجيهات من رئيس مجلس الوزراء بشر الخصاونة، بالعمل على التعامل مع تطورات الأوضاع، حيث وجه وزير الشباب محمد النابلسي لجميع مدراء مديريات الشباب في المحافظات، بفتح بيوت ومعسكرات الشباب بالمحافظات كمراكز إيواء للمواطنين خلال المنخفض الجوي لغايات إيواء المتضررين والسياح أو من تقطعت بهم السبل أو داهمتهم السيول، حيث لدى الوزارة بيوت ومعسكرات الشباب في كل محافظة، إضافة إلى المراكز الشبابية المنتشرة في محافظات الأردن والتي يمكن الاستفادة منها واستخدامها.

وفي سياق متصل وجهت وزارة الأوقاف بفتح المساجد في كافة ربوع الأردن لاستقبال المتضررين من حالة الطقس السيئ، فيما تقوم أمانات المدن بالعمل على فتح الطرق جراء تراكم الثلوج، في حين تصدر تحذيراتها كل ساعة من أجل إعلام المواطنين بمستجدات الأوضاع.

من جانبه زار رئيس مجلس النواب الأردني أحمد الصفدي اليوم الثلاثاء، مركز الطوارئ الرئيسي في أمانة عمان بحضور أمين عمان يوسف الشواربة، للاطلاع على سير العمليات والجهود التي تقوم بها الأمانة في ظل الظروف الجوية التي يشهدها الأردن، فيما أشاد الصفدي بجهود كوادر الأمانة والدور الكبير المبذول من أجل خدمة المواطنين.

وقال الصفدي، عقب الاطلاع على الخطة التي قدمها أمين عمان والمسئولون في مركز الطوارئ عن استعدادات الأمانة للمنخفض، إن ما رأيناه من جهود مقدر، ونأمل أن تستمر بهذا الشكل حتى نهاية المنخفض، دون وجود أي أحداث تعيق حركة المواطنين أو تؤثر على سلامتهم، فيما أكد المسئولون أن أمانة عمان تعمل على مدار الساعة بكافة كوادرها، وقد أعلنت حالة الطوارئ القصوى، للتعامل مع المنخفض الجوي الذي يشهده الأردن، مؤكدين جاهزية كوادر وآليات الأمانة للتعامل مع المنخفض الجوي وعلى مدار الساعة.

وبسؤال مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان عن "خمسينية الشتاء" التي تستمر خمسين يومًا، تتألف من السعودات الأربع مدة كل واحد منها 12 يوما ونصف اليوم، قال المواطن زيد الصمادي، إن السعودات هي "سعد الذابح" وهو أول "السعودات" في خمسينية الشتاء، وأطلق عليه "الذابح" بسبب البرد الشديد الذي يتخلل أيامه، مشيرا إلى أن الأردنيين يتحدثون عن سعد الذابح بمثل شعبي وهو "سعد الذابح ما بيخلي كلب نابح" في إشارة لشدة البرد في هذا التوقيت.

وأضاف أن "سعد بلع، أبلع" وهو ثاني "السعودات" وأطلق عليه ذلك كناية عن الأرض تبلع ماء الأمطار خلال أيامه بسرعه، وتتميز أيامه بأنها أقل برودة من سابقه "سعد الذابح"، مشيرا إلى أن "سعد السعود" هو الثالث تبدأ فيه بوادر دخول فصل الربيع في الأردن، حيث تبدأ الأشجار والأزهار بالنضوج وله مثل شعبي أيضا "بسعد السعود بدب الميه بالعود وبيدفى كل مبرود".

وأشار الصمادي إلى "سعد الخبايا"، وهو آخر السعودات وأطلق عليه ذلك لأن الزواحف المختبئة خلال فترة البيات الشتوي تبدأ بالظهور والخروج من جحورها، لافتا إلى المثل الشعبي "بسعد الخبايا بتطلع الحيايا وبتتفتل الصبايا".

ومن خلال البحث عن لما أطلق عليها خمسينية الشتاء والسعودات، فوجد أحد الروايات الشعبية المتوارثة جيلًا بعد جيل في الأردن، أن شابا اسمه "سعد" قرر السفر، وكانت الأجواء دافئة عندما قرر الخروج خلال فصل الشتاء، وقد نصحه والده بأن يحمل معه ما يدفئ به نفسه من البرد سواء من الفراء أو الحطب، إلا أن سعد لم يستمع إلى نصيحة أبيه. وبعد أن قطع سعد منتصف الطريق، تغير الجو فجأة وأصبح البرد قارسا، فهطلت الأمطار الغزيرة والثلوج، ولم يكن أمام سعد سوى أن يذبح ناقته التي يملكها ليحتمي بأحشائها من شدة البرد. لذا سميت هذه الفترة التي تمتد من 1-13 فبراير بـ"سعد الذابح".

وبعد أيام شعر سعد بالجوع ولم يكن أمامه إلا أن يأكل من لحم الناقة، وبذلك أطلق على هذه الأيام "سعد أبلع"، وتمتد من 13 فبراير إلى 25 من الشهر ذاته، وبعد أن انتهت العاصفة وأشرقت الشمس فرح سعد واحتفل بنجاته وسمي "سعد السعود " الذي يبدأ من 26 فبراير حتى 10 مارس.

وقام سعد، وفقا للرواية، بعد ذلك وخوفًا من أن تتكرر العاصفة مرة أخرى، بصناعة معطف له من وبر الناقة، كما أخذ من لحم الناقة المتبقي، وسمي "سعد الخبايا" وهي الفترة الممتدة من 10 مارس إلى 22 من الشهر ذاته، وتصادف بداية الاعتدال الربيعي في المناخ