تسبب الزلزال العنيف الذي ضرب سوريا وتركيا، في أضرار جسيمة للعديد من المواقع الأثرية في كلا البلدين، والتي تضم ثروة من الكنوز الأثرية والثقافية والتاريخية.
وكانت قلعة غازي عنتاب التركية التاريخية التي أنشئت قبل أكثر من 2200 عام، واحدة من أولى المعالم الأثرية التي تم تصويرها بعد الزلزال.
وأظهرت الصور الأولية أنقاض متناثرة عبر الأسوار مع تدمير جزء كبير من الجدار الخارجي. كما ذكرت وسائل الإعلام أن الزلزال العنيف دمر أيضا، مسجد يني التاريخي في ملاطية بتركيا.
كما تعرض مسجد سيرفاني القريب من القرن السابع عشر لأضرار جسيمة ، حيث انهارت قبته وجداره الشرقي جزئيا، فيما انهارت العديد من المباني في قلعة ديار بكر وحدائق هيفسيل، وهو موقع تراث عالمي وصفته المنظمة بأنه "مركز مهم للعصر الروماني والساساني والبيزنطي والإسلامي والعثماني".
على الجانب الأخر، كشفت المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، أمس الإثنين، عن الأضرار التي تعرضت لها العديد من المواقع الأثرية، ومنها قلعة حلب التي تعرضت لأضرار طفيفة ومتوسطة منها سقوط أجزاء من الطاحونة العثمانية، وحدوث تشقق وتصدع وسقوط لأجزاء من الأسوار الدفاعية الشمالية الشرقية".
كما سقطت أجزاء كبيرة من قبة منارة الجامع الأيوبي، وتضررت مداخل القلعة وسقطت أجزاء من الحجارة ومنها مدخل البرج الدفاعي المملوكي، وتعرضت واجهة التكية العثمانية لأضرار.
وأوضحت المديرية وقوع أضرار لبعض "القطع الأثرية المتحفية داخل خزن العرض، وظهرت تصدعات وتشققات على واجهة المتحف الوطني في حلب".
كما تعرض حي العقبة التاريخي المتاخم لسور المدينة الغربي في حلب إلى أضرار وانهيارات وهو غير بعيد عن باب أنطاكية، كذلك الأمر في حي الجلوم التاريخي حدثت أضرار إنشائية بالغة منها سقوط أسقف غمس وجدران وأجزاء من واجهات، كما تأثرت بيوت خاصة تاريخية في جادة الخندق وأضرار متوسطة وطفيفة، وتفيد المعلومات بسقوط عدد من مآذن الجوامع التاريخية في حلب".
وبالنسبة لمدينة حماة فقد تأثرت مبان تاريخية في محافظة حماة ما أدى لسقوط أجزاء من بعض الواجهات التاريخية لهذه المباني.
وفي مدينة السلمية أفادت التقارير عن سقوط الجزء العلوي لمئذنة جامع الإمام إسماعيل، ما أدى إلى تصدع واجهة الجامع بسبب سقوط الأجزاء المذكورة عليها، وشوهدت أجزاء متساقطة من الجدران الخارجية لقلعة شميميس.
من جانبها، أكدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، دعمها لسوريا وتركيا بعد الزلزال الذي ضرب البلدين.
وأعربت المديرة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، عن تعازيها لأسر الضحايا والشفاء العاجل للمصابين، معربة عن قلق المنظمة إزاء الأضرار التي لحقت بالأماكن التراثية في البلدين، مشيرة إلى أن المنظمة حشدت فريق خبرائها، بالتعاون مع شركائها، لحصر الأضرار.