الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

«طالبان أفغانستان» تبدأ تصدير الشباب إلى الجماعات الجهادية.. وتقارير دولية: تخريج 110 شباب فى مدرسة تابعة للحركة

طالبان
طالبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بدأت حركة طالبان الحاكمة فى أفغانستان تنفيذ مخطط يتضمن تصدير الشباب إلى الحركات الجهادية الموالية لها فى باكستان، وجنوب شرق آسيا، حيث رصدت تقارير دولية، تخريج الدفعة الأولى من هؤلاء الشباب، التى تضم ١١٠ عناصر، بعد انتهاء تدريبهم فى مدرسة جهادية تعمل تحت إشراف طالبان.
التقارير الاستخباراتية والإعلامية، رصدت نشاط المدرسة الجهادية التى أنشأتها الحركة فى إقليم بلخ الأفغانى، والتى تعد باكورة المدارس التى تحمل هذه السمة، والتى أعلن وزير التعليم فى نظام طالبان إقامتها ضمن عشر مدارس أخرى تشملها خطة تصدير العناصر الجهادية.
طالبان تنشئ ١٠ مدارس جهادية
التقارير رصدت أيضا قرارا أصدره المرشد الأعلى لطالبان هبة الله أخوند زادة يتضمن تشكيل ونفقات المدارس الجهادية العشرة، يوضح أن كل مدرسة تضم ١٠ معلمين و٨ موظفين، وتتولى تدريب ما بين ٥٠٠ و١٠٠٠ طالب فى كل فصل دراسى، على أن يتم صرف رواتب للعاملين تتراوح بين ١٥٠٠٠ و٢٥٠٠٠ من العملة المحلية التى تسمى «أفغانى».
التقارير رصدت أيضًا رد فعل دولى على تحركات طالبان، وهو وإن كان ليس على المستوى المناسب حتى الآن وفقا لآراء الخبراء فإنه يدل على إدراك العالم لخطورة تحركات طالبان، حيث أعلن وزير الخارجية الأمريكى، أنتونى بلينكين، فرض قيود جديدة على التأشيرات ضد طالبان ردًا على الحظر الذى تسببه.
وقال بلينكين: «اتخذ إجراء لفرض قيود إضافية على التأشيرات على بعض أعضاء طالبان الحاليين والسابقين، وأعضاء الجماعات الأمنية غير الحكومية، وغيرهم من الأفراد الذين يُعتقد أنهم مسؤولون عن تعزيز خطة تصدير العناصر الجهادية، وقمع النساء والفتيات فى أفغانستان أو متواطئين معه».
الموقف الأمريكى وقبل أن يتبلور إلى موقف دولى موحد، سارع وزير الخارجية الأفغانى أمير خان متقى، إلى نفى تهمة الإرهاب عن الحركة، قائلا إن كابول ليست مركزا للإرهاب.
ووجه الوزير الأفغانى سهامه إلى باكستان، محاولا الإيحاء بأنها المسئولة عن التوتر فى المنطقة، قائلا: «نقول للباكستانيين اهتموا بطالبانكم ولا تلومونا».
وطالب وزير الخارجية الأفغانى السلطات الباكستانية البحث عن أسباب الهجمات الإرهابية على بلادهم بدلاً من إلقاء اللوم على أفغانستان، بحسب وصفه.
وكان وزير الدفاع الباكستانى خواجة محمد، اتهم حركة طالبان باكستان بالضلوع فى الهجمات الإرهابية التى شهدتها باكستان أخيرا، وطالب حركة طالبان الأفغانية باتخاذ إجراءات ضدها.
وفى وقت سابق، أعلنت حركة طالبان باكستان مسئوليتها عن هجوم انتحارى وقع فى شمال غرب باكستان، مخلفا ١٠١ قتيل، معظمهم من أفراد الشرطة وإصابة عدد آخر من المدنيين.
التكاتف الحل الوحيد
وتعليقا على التطورات الجارية، أكد الدكتور فتحى العفيفى، أستاذ الفكر الاستراتيجى بجامعة الزقازيق، أن العالم مطالب بالتكاتف أكثر من أى وقت مضى، لوقف محاولات التمدد التى تنفذها الجماعات الجهادية فى مناطق عدة من العالم.
وأشار إلى أن القضاء على الإرهاب يقتضى توقف بعض الحكومات عن دعم الجماعات الإرهابية سرا وعلنا، وأن يوجد العالم صيغة تجبر هذه الحكومات على تجفيف علاقتها بالجماعات الجهادية.
وقال العفيفى: «صحيح أنه من المهم منع طالبان أفغانستان من المضى قدما فى خططها لتخريج دفعات من العناصر الجهادية المدربة، والمشبعة عقائديا، لما لذلك من خطورة على أمن العالم، لكن فى الوقت ذاته يجب الانتباه إلى أن بعض الحكومات الكبرى فى العالم، مازالت تدعم الإرهاب بالمال والسلاح، وهو ما يجعلنا أمام دورة متجددة من النشاط الإرهابى حول العالم.
على طالبان إثبات حسن النوايا
بدوره أيد الدكتور عمرو عبد المنعم، الخبير فى شئون الجماعات الإرهابية الرأى السابق، مؤكدا أن حركة طالبان الأفغانية أصبحت مطالبة أمام العالم بإثبات حسن نواياها. وقال: «لم تعد التصريحات التى تنفى علاقة الحركة بالجماعات الجهادية كافية، خاصة بعد أن تم رصد وكشف حقيقة المدارس الجهادية التى تنشئها وتديرها فى إقليم بلخ»
وأضاف: «على الحركة أن تخضع هذه المدارس للتفتيش الدولى، ليطلع العالم على ما يجرى داخل هذه المدارس، ويتأكد المجتمع الدولى من أنها لن تكون مفرخة للعناصر المتطرفة.
تجدر الإشارة إلى أن الصراع بين طالبان باكستان والحكومة الباكستانية مشتعل منذ عام ٢٠٠١ تقريبا، بعد أن انقلبت مجموعات ناشطة فى المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية لباكستان، ودعمت عام ٢٠٠١ قتال طالبان الأفغانية ضد قوات التحالف الأمريكية.
وقدمت هذه الجماعات المنشقة، أثناء عملها بشكل مستقل فى المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، الرجال والتدريب والدعم اللوجستى لطالبان الأفغانية فى قتالها ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف فى عام ٢٠٠٢.
واستمر الوضع على هذه الحال حتى عام ٢٠٠٧ عندما أمر الجنرال برفيز مشرف بشن عملية كوماندوز ضد المسجد الأحمر المتطرف فى إسلام أباد، مما أسفر عن مقتل أكثر من ١٠٠ مسلح، الأمر الذى دفع طالبان الباكستانية إلى الرد بمنتهى العنف عبر سلسلة هجمات على المؤسسات الباكستانية.
وفى ٢٠٠٨ حظرت الحكومة الباكستانية حركة طالبان باكستان رسميا، وفى ديسمبر ٢٠٠٩، نفذت الحركة هجومًا انتحاريًا على قاعدة أمريكية فى أفغانستان ردًا على مقتل أميرها بيت الله محسود.
كما هاجمت الحركة مقرا للجيش الباكستانى فى عام ٢٠٠٩، ونفذت تفجير فندق ماريوت فى إسلام أباد فى عام ٢٠٠٨، كما شنت هجوما على مدرسة يديرها الجيش الباكستانى فى بيشاور، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ١٥٠ شخصًا بينهم ١٣١ طالبًا.
ومنذ عام ٢٠٢٠ عززت حركة طالبان باكستان موقعها تحت قيادة زعيمها الجديد نور والى محسود، من خلال ضم ٢٠ فصيلا متشددا إلى ولايتها.
وبقى أن نشير إلى أن حركة طالبان باكستان تتمتع فعليا بصلات وثيقة مع طالبان الأفغانية، والقاعدة، وهو ما تؤكده التقارير المتواترة من تلك المنطقة التى أصبحت على صفيح ساخن، وبركان يوشك أن ينفجر بين لحظة وأخرى.