يكشف الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا فجر اليوم الإثنين، توقعات الخبراء بتكراره الفترة المقبلة في منطقة الشرق الأوسط؛ نتيجة استمرار تحرك وانزلاق القشرة الأرضية في شمال إفريقيا نحو جنوب غرب أوروبا وجزء من آسيا .
وشرح الخبير الجيولوجي الدكتور " يحيى القزاز" الي موقع "سكاي نيوز عربية" أسباب هذا الزلز وتوقعات تكراره في دول المنطقة، وما يلزم اتخاذه للحد من خسائر الزلزال القادمة.. حيث سقط مئات القتلى والجرحى في مدن تركية وسوريوجراء زلزال مدمر بقوة 7.4 درجة بمقياس ريختر ضرب محافظة كهرمان مرعش جنوبي تركيا، فجر الإثنين.
وأعلن الرئيس التركي" رجب طيب أردوغان" ارتفاع عدد الضحايا إلى 912 قتيلا" و5383 مصابا، وانهيار أكثر من 1700 مبنى من جراء الزلزال.
فيما أكدت وزارة الصحة في سوريا المجاورة ارتفاع عدد القتلى من جراء الزلزال إلى 237 قتيلا و639 مصابا، في مدن حلب وحماة واللاذقية.
ولا تعد الزلازل والهزات الأرضية ظواهر نادرة الحدوث في تركيا ،حيث تشير أرقام هيئة إدارة الكوارث والطوارئ في البلاد إلى وقوع أكثر من 33 ألف زلزال في عام 2020 وحده، بينها 322 بقوة تزيد على 4 درجات على مقياس ريختر.
اللافت هو وصوله بدرجات قوية باتجاه سوريا المجاورة، وما قد يعنيه هذا في المستقبل من علاقته بالدول الأخرى المحيطة.
كيف حدث الزلزال؟
الخبير الجيولوجي" الدكتور “يحيى القزاز” يوضح كيف ولماذا حدث الزلزال الأخير، وأكثر الدول عرضة لتكراره.
وأوضح أن تركيا والمغرب والجزائر أكثر عرضة للزلازل،وهو أمر متوقع مثل الدول الواقعة على حزام جبال الهيمالايا.
وأشار" القزاز "الى ان تركيا تقع بين لوحين متصادمين هو لوح شمال إفريقيا ولوح منطقة أوراسيا.
وتابع أنه عندما يتقابل اللوحان يحدث الزلازل حيث تتحرك قارة إفريقيا في اتجاه جنوب غرب أوروبا وجزء من آسيا.
واضاف أن التحرك يجعل جزءا من القشرة الأرضية الخارجة من قارة إفريقيا تصطدم بجزء من قارة أوروبا وهو ما يطلق عليه عملية "الاندساس".
و خلال ملايين السنين سيتم غلق البحر المتوسط عندما يتلاقى اللوحين الإفريقي والأوروبي، وأشار إلي أن كثرة الزلازل في المنطقة دليل على عملية الاندساس وانزلاق القشرة الأرضية. وتابع ان قوة الزلزال تتناسب طرديا مع قوة عملية الاندساس التي تتم، وكلما كانت عنيفة كان الزلزال أقوى.
واوضح أن قوة الزلزال المتسبب في الموجات الزلزالية التي وصلت للبلاد المجاورة وخاصة سوريا .
تكرار الزلزال
توقع الخبير الجيولوجي، تكرار الزلازل في هذه المنطقة الجغرافية بشكل دوري ،لأنها ضمن حزام زلزالي.
وطالب حكومات هذه الدول بالاستفادة من تجربة اليابان الرائدة في مجال التعامل مع الزلازل، وهي التي تقع فوق منطقة براكين، وكذلك طالب بالاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في بناء المباني وتصميم الطرق والمرافق العامة لتناسب الطبيعة الجيولوجية.