الإثنين 23 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

غدًا.. لجنة السينما في شومان تعرض الفيلم الأمريكي "البروفيسور والمجنون" للمخرج "فرهاد سافينا"

الفيلم الأميركي البروفيسور
الفيلم الأميركي البروفيسور والمجنون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعرض لجنة السينما في مؤسسة عبد الحميد شومان، يوم غد الثلاثاء الموافق 7 شباط، الفيلم الأميركي البروفيسور والمجنون" للمخرج "فرهاد سافينا"، وذلك بمقر المؤسسة بجبل عمان في تمام الساعة السادسة والنصف مساء.
وبعد انتظار طويل جدًّا في الأوساط السينمائيّة تحقّق عامَ 2019 مشروعا _أو ربّما حلم_ ميل جبسون بتنفيذ القصة التي اشترى حقوق نقلها إلى الشاشة في أواخر تسعينيّات القرن العشرين، وهي القصّة الحقيقيّة لنشأة المعجم التاريخيّ للغة الإنجليزيّة على يد البروفيسور الأسكتلنديّ الأصل جيمس موراي (يقوم بدوره جبسون نفسه)، والدكتور وليام تشيستر ماينور النزيل في سجن/مصحّة عقليّة بعد جريمة قتله رجلًا بالخطأ (يقوم بدوره شون بن). 
طال انتظار المشروع؛ لأنّ القصّة بحدّ ذاتها من القصص الأغرب في التاريخ، ولأنّ المشروع ظلّ حبيس الأدراج طويلًا، ورهن الأخذ والردّ حتّى بعد تصويره، وفوق ذلك فإنّه من بطولة نجمين كبيرين. 
غرابة القصّة تكمن في طرفيها، إذ إنّ موراي رجل علّم نفسه اللغات، ووصل إلى أن يكلّف بمهمّة هي الأثقل بين المشاريع اللغويّة، بعد أن أثبت كفاءة منقطعة النظير في تخصّصه الذي اكتسب فيه شرعيّة صعبة التحقّق، وطرفها الآخر ماينور طبيب خدم في حرب أمريكيّة طاحنة جرّت عليه أمراضًا عقليّة، وهلوسات ووساوس جعلته يلاحق رجلًا عشوائيًّا لظنّه أنّه شخص من الماضي يحاول قتله، وبعد حبسه تلقّى ميّزات لا تتحقّق لغيره لأنّه أنقذ حياة ضابط بمهارته ورباطة جأشه كطبيب حروب. 
الصداقة التي نشأت بينهما كانت بعد أن قرأ ماينور دعوة موراي التي وجّهها للعامّة، لكلّ من يجيد القراءة، بأن وزّعها في الكتب التي تطبع، طالبًا من الناس توثيق الكلمات ودلالاتها في الكتب التي يقرؤون، فوصلت لماينور ضمن الكتب التي كان يحصل عليها كميزة في السجن. لميزاته أيضًا قصّة أخرى، فهو موضوع تجارب لطبيب نفسيّ طموح، وفي الوقت نفسه عنيف. 
القصّة بتعقيداتها، بين موراي وعائلته من جهة، والبيئة الأكاديميّة من جهة أخرى، وقصّة محاولات علاج ماينور في السجن، وعلاقته بزوجة الرجل الذي قتله، قصّة جاذبة جدًّا من وجهة النظر الأدبيّة، لكنّ تحقّق هذا الفيلم بالصورة التي تليق بالقصّة ظلّ محلّ شكّ النقّاد، فكيف تخرج فيلما عن اللغة؟ هل وسيط السينما هو الوسيط الأنسب لهذه القصّة؟ ورغم أنّ نيّة فريق الفيلم كانت أن يصوّروا مشاهد جديدة فوق الفيلم الذي سلّموه، وهو ينوف عن الساعتين ونصف، خرج الفيلم إلى العلن بصورة أقصر، لكنّ القصّة بدت متّسقة متكاملة دون فجوات. 
عمل مخرج الفيلم فرهاد صافينيا قبل ذلك مع جبسون في محطّات أبرزها مشاركته في كتابة رائعة جبسون "أبوكالبتو"، لكنّ خبرته في الإخراج مقتصرة على فيلم قصير واحد سابق. ومن الجدير بالذكر أنّ فيلمه "البروفيسور والمجنون" حقّق قبولا عاليًا على منصّات العرض، لكنّه لم يلق القبول نفسه على شاشات السينما. فلماذا يا ترى؟ وربّما أبرز ما في الفيلم هو فكرة تنتمي لمبحث اجتماعيّ لا لغويّ، وهي المعضلة حول ما إذا كان إنجاز الإنسان ونفعه للآخرين يشفع له الضرر الذي نتج عن جريمته. 
يشار الى أن "شومان" ذراع البنك العربي للمسؤولية الثقافية والاجتماعية، وهي مؤسسة ثقافية لا تهدف لتحقيق الربح، تعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي للمساهمة في نهوض المجتمعات في الوطن العربي من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار.