أقام نادي أدب المنصورة ندوة نقدية لمناقشة ديوان "نصوص آثمة نمت على الحائط الأزرق" للشاعرة هبة عبدالوهاب الصادر عن الهيئة العامة للكتاب أدارها الشاعر محمد عطوة رئيس نادي الأدب، وناقشه فيها الدكتورة رشا الفوال والأدباء فاتن شوقي وأيمن الشحات وحنان ماهر وهالة عصفور وشيماء الغيطي.
في البداية أشار محمد عطوة، إلى أن كتابة الشاعرة لقصيدة النثر ليس هروبا من تقاليد القصيدة القديمة لأنها أصدرت عدة دواوين ملتزمة بقواعد الشعر القديم لكن تجربتها النثرية تجيء كتمرد حداثي وجمالي على تجربتها السابقة.
وأشارت الناقدة فاتن شوقي في دراسة موسعة عن تكنيكات "النماء والانتماء والنم" فالنماء في النصوص يبدو من العنوان ليرمي بظلال تأويلية ألقت بنفسها في جوف الديوان وصدرت لنا التضاد والاختلاف داخل جميع النصوص بينما الانتماء للكتابة والقصيدة هو كتابة تحريضية على محبة تصافح بها قلوب المحبين كما ورد في الديوان بينما جاءت تجليات "النم " في عمليات الفضفضة الفنية في صورة " نم فني فيسبوكي" وهو ما يشير اليه الديوان بالحائط الأزرق، كما أكدت ان هناك استدعاء للقصص الديني والتراثي يتعانق وحداثة الفيس بوك بطريقة فنية.
وفي دراستها التي اتخذت طابع التحليل النفسي للشعر أشارت الدكتورة رشا الفوال، إلى الصراع النفسي وثنائية الغربة والاغتراب داخل الديوان التي دفعت الشاعرة للانشغال عن مواجهة الصراعات بالصمت واتخذت من الكتابة آلية تعويضية، كما أتخذت أسلوب " الأقنعة " لعمل معادلات موضوعية لطرح قضايا وانفعالات شغلت الشاعرة و بررت الناقدة دلالات الاعتراف بأنها آلية تصل من خلالها الشاعرة الى مرحلة الوعي بالذات فجاءت قصائدها تشبه المعمار الحديث من خلال رؤية صادقة للذات ورصد قضايا مجتمعية شائكة محاطة بالترهيب والقداسة في صور نامية وبنائية فكرية وتجلى في تقدير الذات لذاتها.
وقال الناقد أيمن الشحات، إن قصائد الديوان تخطت حاجز العادي والسائد والطبيعي فجاءت جديدة في التجريب ، الذي مارسته في اللغة والفيض الدلالي ومستوى الفكرة ومستوى السرد الشعري واستخدامها للعالم الافتراضي مع لغة الشعر، هذا الفضاء الافتراضي وما يمثله من عالم مواز للواقع المعاش فقد استخدمت الحياة اليومية الجديدة والفاظها بشكل واضح وما تحمله من دلالات ولم تغرق في الذاتية والغموض فهي تتنوع بين مستويات دلالية وجماليات طازجة وتنوع في اللغة الشعرية واستخدام اليومي بطريقة شاعرية " تشعير الواقع اليومي " وتنوعت الأفكار والموضوعات في صراع واضح بين الرغبة في الوصول وقسوة وأساليب الواقع.
وفي مداخلتها أشارت الناقدة حنان ماهر، الى مظاهر التجريب في الديوان في صورة " النص السايبورجي" الذي يمكنه العيش في بيئة أبعد من حدود الأرض فهو نص هجين بين ما تنتجه الآلة وما ينتجه الإنسان، فاستعارت الشاعرة الفكرة من الذات الإنسانية الحالية المرتبطة بالتطور التكنولوجي ويتضح هذا من أول استهلال في نص " البعد الرابع" فقد حولت شخصيات النصوص الى شخصيات تجمع بين المنجز التكنولوجي والمنجز البشري وتظهر في تأثر النص الشعري بمفردات التكنولوجيا والتطبيقات الحديثة كالفيسبوك والواتس ومفرداتهما كما يتضح هذا التأثر في نص " من الثرثارة الى مارك" فيتضح من النصوص هدم الفواصل والانفتاح على عوالم كثيرة.
وفي مداخلتها أشارت الشاعرة هالة عصفور، الى التناص القرآني والتناص مع الحكايات الشعبية مثل "أمنا الغولة" والأغاني الشهيرة واستخدمت تكنيكات " الأقصوصة الصغيرة" والتمثيل الصوتي للمعاني والتشبيهات الحداثية عميقة المضمون واستخدام الرمز للتعبير عن بعض الأفكار دون غموض ، ونحت فيه مناحي جديدة وغير مألوفة في التصوير الفني.
وقالت الشاعرة شيماء الغيطي في ورقتها النقدية "أن الديوان اتسم بنموذج القصص القصيرة والرسائل المضمنة ، وتناول الفضاء الأزرق وما يحمله من تداعيات على العلاقات الإنسانية عامة والذات الشاعرة بشكل خاص وتناول الامومة وماتحمله من حنان وقسوة واعتمدت على الموروث الديني أحيانا في اطار فلسفي شديد الحرفية كما في قصيدة "امرأة قوسية" .
يذكر أنه شارك في الندوة الأدباء الدكتور محمد يوسف و مصطفى الجزار ومحمد عبد الوهاب السعيد واليمني جبر البغداني ومنصور البغدادي وخليل الزيني ومنى ياسين ونادية لطفي وسكينة جوهر ومعوض حلمي وهالة العكرمي ومجدي سالم وأحمد عامر واشرف بدير وشيرين عرفات ، عادل عسكر ود. سيد أبو الوفا ، السيد وادي ، علا الهلباوي وأحمد حسن ومصطفى نجم ومصطفى الششتاوي و محمد عبد الجواد ومحمد خفاجي ومحمد عبد المطلب وعمر الطيب ، وسيد يوسف ومحمد الزيني وفتحي نجم , ونبهان نبهان.