شهد اليوم الرئاسي نشاطا حافلا؛ حيث تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنازة العسكرية التي أقيمت للراحل المهندس شريف إسماعيل مساعد رئيس الجمهورية رئيس مجلس الوزراء السابق، وذلك بمنطقة المراسم العسكرية بمسجد المشير طنطاوي بالقاهرة الجديدة.
وقد قدم الرئيس واجب العزاء لأسرة الفقيد، مشيرًا إلى أن المهندس شريف إسماعيل يعد أحد الرموز الوطنية المضيئة، وقدم مسيرة حافلة بالعمل والعطاء بكل إخلاص في مرحلة دقيقة من عمر الوطن، الأمر الذي يعد محل تقدير بالغ من مصر وشعبها العظيم.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أعضاء الأمانة العامة الجديدة لاتحاد الصحفيين العرب، وذلك برئاسة مؤيد اللامي رئيس الاتحاد ونقيب الصحفيين العراقيين، وبحضور كرم جبر رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وضياء رشوان نقيب الصحفيين المصريين والرئيس الشرفي لاتحاد الصحفيين العرب.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس قدم التهنئة لرئيس اتحاد الصحفيين العرب وأعضاء الأمانة العامة لفوزهم في انتخابات الاتحاد التي أجريت مؤخراً، مؤكداً دعم مصر الكامل لأعمالهم وللدور المهم الذي يقوم به اتحاد الصحفيين العرب في دعم الصحافة والقارئ العربي.
ومن جانبهم، أعرب الحضور عن تشرفهم باستقبال الرئيس لهم بالتشكيل الجديد للأمانة العامة للاتحاد، منوهين إلى تقديرهم لمكانة مصر الرائدة في العالم العربي، ودورها السياسي الراشد والمسئول على المستويات العربية والإقليمية والدولية، ومؤكدين تثمينهم لما يشهدونه في مصر من تطورات تنموية ملموسة بخطى سريعة.
وذكر المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد حوارا مفتوحا مع الرئيس بشأن سبل تعزيز الدور الحيوي للصحافة العربية، حيث أشار الرئيس إلى أن الصحافة عموماً والعربية على وجه الخصوص تواجه أوضاعاً جديدة فرضها انتشار وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع للغاية، الأمر الذي يستلزم مواصلة الصحافة تحديث دورها باستمرار والتوازن بين مقتضيات المنافسة من جانب، والعمق والموضوعية في الطرح اللذين يميزان العمل الصحفي على الجانب الآخر، وعلى النحو الذي يسهم في بلورة رؤى جادة وفعالة للتعامل مع التحديات المشتركة التي تواجه الدول العربية، وعلى رأسها تحقيق السلم والاستقرار والتنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة، مؤكداً أن الكلمة مسئولية وأمانة كبيرة لتأثيرها في تشكيل الوعي العام والعقل الجمعي للشعوب.
كما تطرق اللقاء إلى الأوجه المتعددة للعمل العربي المشترك والتحديات التي تواجهه، وما شهدته الدول العربية خلال السنوات الأخيرة من تحديات غير مسبوقة هددت الدولة الوطنية ذاتها، ككيان وطني جامع للشعب يوفر له الأمن وسبل العيش والحياة. وفي ذلك الإطار أكد الرئيس أن موقف مصر ثابت بشأن القضايا العربية، من إعلاء للتضامن العربي، وترسيخ المؤسسات الوطنية، ورفض التدخل في الشئون الداخلية للدول، مع الحرص الدائم على حسن الجوار وتعزيز روابط الإخاء والمحبة بين الشعوب العربية.
وتناول اللقاء أيضاً تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والدولية، حيث أكد الرئيس أهمية العمل العربي الجماعي في التعامل مع الأزمات القائمة، ودفع جهود التسوية السلمية لها، بما يحقق المصالح العليا للشعوب العربية ويحافظ على مقدراتها، لاسيما في هذا التوقيت الدقيق الذي يمر به النظام الدولي.
كما استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم "نيكولاي تشويكا" رئيس وزراء جمهورية رومانيا، بحضور الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وسامح شكري وزير الخارجية، والمهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، وكذلك "فلورين سباتارو" وزير الاقتصاد الروماني، والسفير "ميهال ستوبار" السفير الروماني بالقاهرة.
وصرح المستشار أحمد فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب بزيارة رئيس الوزراء الروماني لمصر، طالباً نقل التحيات والتقدير إلى الرئيس "كلاوس يوهانس"، ومشيداً بالعلاقات التاريخية بين البلدين الصديقين التي مر على تدشينها 117 عاماً.
كما أعرب الرئيس عن التطلع لتعزيز التعاون الثنائي في ضوء الخطوات الإيجابية البناءة بين الدولتين خلال السنوات الأخيرة، التي عبر عنها تبادل الزيارات رفيعة المستوي، وعلى رأسها زيارة الرئيس إلى بوخارست في يونيو 2019، ثم زيارة الرئيس الروماني إلى مصر في أكتوبر 2021، فضلاً عن مشاركة الرئيس الروماني في القمة العالمية للمناخ التي عقدت بشرم الشيخ في نوفمبر 2022.
من جانبه؛ نقل رئيس الوزراء الروماني إلى الرئيس تحيات وتقدير الرئيس الروماني، مؤكداً الحرص على استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين الصديقين في ضوء دور مصر المحوري في إرساء دعائم الاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط والقارة الأفريقية، وكذلك التطلع إلى تطوير وتعزيز علاقات رومانيا مع مصر في جميع المجالات، لاسيما الاقتصادية والتجارية، إلى جانب تبادل الخبرات وتشجيع الاستثمارات المشتركة في القطاعات ذات الميزة التنافسية في كل من مصر ورومانيا.
وفي ذلك الإطار تم التوافق على أهمية عقد الدورة المقبلة للجنة المشتركة بين البلدين في أقرب وقت، كما تم التباحث بشأن التعاون في مجال الطاقة بمختلف أنواعها، في ضوء حرص البلدين على تنويع وتأمين مصادرهما من الطاقة، لاسيما في ضوء الأزمة الروسية الأوكرانية وما فرضته من تحديات عالمية في هذا الصدد.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء تناول أيضاً عدداً من القضايا الإقليمية، على رأسها القضية الفلسطينية والجهود المصرية لتحقيق التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، حيث تم التوافق على أهمية تكثيف الجهود لإيجاد حل عادل وشامل وفقاً لمقررات الشرعية الدولية.
وتطرق اللقاء كذلك إلى مناقشة تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية والإنسانية على مستوى العالم، وفي ذلك الإطار أعرب الرئيس عن تقدير مصر لاستقبال رومانيا للدارسين المصريين الذين أجبروا على مغادرة أوكرانيا، وتسهيل عودتهم إلى بلادهم.