الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

صوم يونان طريق توبة وغفران جمع بين الطوائف المسيحية

يونان النبي
يونان النبي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تستعد الكنائس القبطية الأرثوذكسية، يوم 6 فبراير القادم لبدء "صوم يونان" أو كما يطلق عليه "صوم نينوى" والذي ترجع قصته إلى سفر يونان النبي وهو خامس أسفار الأنبياء الصغار في العهد القديم وعدد إصحاحاته ٤ فقط، ودوماً يأتي هذا الصوم قبل الصوم الكبير بـ 15 يوم يمتد الصوم لمدة 3 أيام متتالية، وبهذه المناسبة نسرد في السطور القادمة قصته وجذوره التي جمعت بين الطوائف المختلفة.

وبحسب سفر يونان كان النبي يونان من مواليد إسرائيل وقد دعاه الله ليحمل رسالة التوبة إلى مملكة أشور التي كانت عاصمتها نينوى " مكانها في العراق حالياً"، وهي المملكة التي قامت بتدمير مملكة إسرائيل في سنة 722 ق.م، وكانت هذه الأمة وثنية حيث كانوا يعبدون آلهة كثيرة ومنها "عشتروث" وكثرت شرورهم جداً؛ مما دعي الله لأن يكلف يونان النبي ويرسله إليهم؛ ليخبرهم عن شرورهم ويبشرهم بالله والدعوة للسير في سبله.

ولكن كانت المفاجأة بأن يونان النبي هو من تهرب من دعوه الله؛ فحاول الهرب من الله على ظهر سفينة بمدينة "يافا"؛ اعتقاداً منه أنه بذلك قد هرب من قبضة الله، ، فأحدث الله ريحا شديدة وهاج البحر على من في السفينة، وقالوا يوجد أحدنا صاحب مصيبة وضربوا قرعة لمن صاحب هذه البلية فجاءت القرعة على يونان النبي، وأُلقي يونان إلى أعماق البحر من قبل ركاب السفينة؛ وأعد الله له حوتاً كان في انتظاره ليبتلعه وأبتلعه بالفعل، وبعد 3 أيام من الصوم الإجباري والتضرع  في جوف الحوت لفظه الحوت عند شاطئ البحر، وبعدها أخيراً، أطاع يونان أمر الله وانطلق إلى نينوى ليبشر أهلها بالخلاص.

وعن فكره صيام يونان فجاءت بعد ان اتفق البابا إبرآم بن زرعة "البابا 62 من بابوات الكرازة المرقسية" مع الكنيسة السريانية في هذا الصوم من أجل المحبة والوحدة، كما يوجد بينهما الائتلاف في العقيدة الأرثوذكسية، وذلك حسب كتاب "قطمارس الصون الكبير، ويرجع البعض توقيت الصوم الواقع في فترة ما بعد عيد الغطاس وقبل الصوم الكبير، إلى أنها تعد تنبيها للنفس بالتوبة وضبط الشهوات تمهيدًا لاستقبال الصوم الكبير.


واما عن جذوره السريانية فهو يعود إلي ما قبل القرن الرابع للميلاد، ونستدل على ذلك من ميامر مار أفرام السريانى" وأناشيده، وكان عدد أيام هذا الصوم قديمًا ستة، أما الآن فهو ثلاثة أيام فقط، ويذكر المطران إسحق ساكا النائب البطريركي العام في كتابه "السريان إيمان وحضارة" أن ذلك الصوم جاء بعد أن أصاب الناس في بلاد فارس والعراق وخاصة منطقة نينوى مرض يُسمّى (الشرعوط)، وهو لفظ سرياني يعني (الطاعون أو الوباء)؛ فخلت مدن وقرى كثيرة من الناس، حتى اضطر الملك كسرى أنوشروان أن يستأجر رجالاً لدفن الموتى من كثرتهم. فقرّر رعاة الكنائس المشرقية في تلك البلدان أن يصوم المؤمنون لمدة 3 أيام ونادوا باعتكاف، وتوبة قوية نسجًا على منوال أهل نينوى وسُمِّي "صوم نينوى" لأن المؤمنين الذين صاموه أولاً كانوا يقطنون في أطراف نينوى، حسب البحث المنشور للقس باسيليوس صبحي في مجلة "الكرازة".

أما بالنسبة للكنيسة الأرمنية فأخذت صوم يونان أيضاً من الكنيسة السريانية ويدعونه «سورب سركيس» ومدته عندهم 6 أيام، وبالنسبة للكنائس الأرثوذكسية البيزنطية مازالت لا تعترف به حتى الآن.


ويعرف (فطر) صوم يونان بـ (فصح يونان) وهي كلمة عبرانية معناها (العبور) ولا تستخدم كنسياً إلا بالنسبة لعيد القيامة المجيد الذى يطلق عليه أيضا (عيد الفصح) مما يدل على أن الكنيسة تنظر إلى قصة يونان على أنها رمزاً لقصة المسيح وقيامته في اليوم الثالث، فيذكر في الذكصولوجية التي ترتل في هذا صوم يونان: (يونان النبى كان في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال كدفن مخلصنا أرسله الرب الإله إلى رجال نينوى، فكرز لهم كقوله فتابوا. ثلاثة أيام وثلاث ليال بصلوات وأصوام مع التمخض والدموع والطيور والبهائم، فقبل الله توبتهم ورحمهم ورفع غضبه عنهم، وغفر لهم خطاياهم)..

ولذلك يعتبر صوم يونان في حكم أصوام المرتبة الأولى، فيصام انقطاعيًا علي مدار الثلاث أيام إلى ساعات الغروب، ولا يأكلون فيه السمك والمأكولات الحيوانية.