شهدت القاعة الرئيسية "صلاح جاهين" ضمن النشاط الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 54، إقامة ندوة بعنوان "من السرد العربي" ، بمشاركة كل الروائي الجزائري بومدين بلكير، الكاتب سيد الوكيل الكاتب والروائي كمال رحيم، أدارها الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ.
في بداية حديثه عن السرد قال الإعلامي الدكتور محمد سعيد محفوظ، إن الحديث عن السرد هو حديث تتعدد جوانبه ويطول الحديث فيه، والذي مر على مدار التاريخ بالعديد من التحولات، مؤكدا أن السرد علم مهم جدا في كل المجالات، حتى أنه في مجال الإعلام، خاصة أن الأخبار التى يقرأها المذيعين في النشرات الإخبارية ونحن نعلمهم، نحثهم على سرد الخبر كقصة أو حكاية وليس قراءته بصورة ثابتة.
وفي إجابته حول سؤال عن بداية ظهور السرد وتاريخة، أكد الكاتب سيد الوكيل، أن تاريخ الإنسان منذ الخليقة هو سردية، والسرد كان في وعي الإنسان القديم بمثابة وسيلة لفهم سبب وجوده على الأرض، ليمر السرد إلى مجموعة من التحولات والتطورات ليصل إلى الأساطير التي بدأت قبل مرحلة اللغة من خلال الإشارة وتمثيل المواقف، إلى أن ظهرت اللغة لتكون ناقلا لهذه الأساطير، ليأتي بعدها ظهور الكتابة بمفهومها الحديث من خلال الاعتماد على المصادر وليس سردا من أجل السرد، ليظهر بعد ذلك علم الجمال الذى أثر بشكل كبير على السرد بمفهومه الحديث.
وأضاف، أنه بعد الحرب العالمية الثانية انقسم كتاب العالم إلى قسمين هم اتجاه الواقعية، والإتجاه الإنساني، ففي الشرق أذدهر اتجاه الواقعية التى كانت مسيسة إلى حد كبير ومأدلجه ، أما الإتجاه الإنساني فقد أزدهر في الغرب وكان يهتم بالقضايا الكلية التي تتعلق بالإنسان وحريته، أما ما يحدث الآن فبدأ يحدث تحولات كثيرة للسرد متأثرا بعناصر الصورة التي بدأت تطغى في العصر الحالي، حتى أن بعض الكتاب بدأوا يتأثروا في رواياتهم بالسينما والأفلام.
من جانبه قال الكاتب والروائي كمال رحيم، إن المنهجية تقيد حركة الكتاب ولا تصلح للقياس، مؤكدًا أن كل شىء حول الإنسان يمكن أن يكون سردًا حتى أن اللوحات والأشياء الصماء من حول الإنسان قد توحي إلى الإنسان بسرد يشعر أن هذه الأشياء تسرد شيئا ما.
وأوضح رحيم : أن السرد بالنسبة له بدأ مع بداية الوعي، لتعلقه بالحكايات والحكي، وحينما بدأ الحكي اكتشف في نفسه أنه أثناء الحكي يقوم بالحكي لقصص معروفة من وجهة نظري أضيف عليها أحيانا واحذقفمنها أحيانا، حتى تطور الأمر معي إلى تأليف القصص، ولكنه سرعان ما بعدت عن فن القصة القصيرة حيث وجدت فيه تعقيدا شديدا في تفاصيله، وانتقلت إلى فن كتابة الرواية التي وجدت فيها مجالا خصبًا.
وقال الروائي الجزائري بومدين بلكير، إن المنطقة العربية لديها خصوصية كبيرة في السرد، وهى خزان للسرد بالنسبة للعالم ليس فقط في الكتابة وإنما في مجالات فنية مختلفة، والوطن العربي لدية خصوصية ثقافية متنوعة، كما أن كل دولة عربية لديها ثقافة وخصوصية تحتفظ بها، ففي الجزائر نعتمد على أكثر من لغة وتتعدد اللغات في الجزائر وهو ما أثرى التجربة السردية في الجزائر، فالمشهد السردي الجزائري متنوع عبر التاريخ، فقد كان في فترة الاستعمار كانت أغلب الأعمال السردية تركز على قضايا الثورة مع التركيز على أوضاع المواطن الجزائري، أما بعد الاستعمار فبدأ السرد الجزائري يركز على الإيدلوجيا في سبعينيات القرن الماضي.
وفي فترة التسعينيات والعشرية الجديدة دخل الأدب في تناول الأزمة التى تعرضت لها الجزائر، وفي بداية القرن الحادي والعشرين بدأت فترة تنوع وزخم كبير، وتميز كتاب هذه الفترة بالتنوع الشديد.