الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

نص كلمة البابا فرنسيس في ختام زيارته الرسولية لجنوب السودان

ارشيف
ارشيف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال البابا فرنسيس، بابا الفايكان، في الزيارة الرسوليّة إلى جنوب السّودان في كلمته الختاميّة في جوبا: "أحيّي السّيّد رئيس الجمهوريّة وجميع السُّلطات المدنيّة والدينيّة الحاضرين. وصلتُ الآن إلى خِتامِ رحلة الحجِّ هذه بينكم، وأريد أن أعبّر عن شُكري للاستقبال الذي استقبلتموني به ولكلّ الجهود التي بذلتموها لتحضير هذه الزيارة.

أشكركم جميعًا، أنتم الإخوة والأخوات، الذين أتيتم إلى هنا بأعداد كبيرة ومن مناطق مختلفة، والكثيرون منكم قَضَيتُم ساعاتٍ طويلة إن لم يكن أيامًا على الطّريق! بالإضافة إلى المودّة التي أظهرتموها لِي، أشكركم على إيمانكم، وعلى صبركم، وعلى كلّ الخير الذي تصنعونه، وعلى الجُهود التي تقدّمونها إلى الله دون أن تَهبِط عزيمتكم، وتعرفون كيف تمضون قُدُمًا. 

ويوجد في جنوب السّودان كنيسة شجاعة مرتبطة بكنيسة السّودان، كما ذكّرنا رئيس الأساقفة، الذي ذَكَرَ شخصيّة القدّيسة جوزفينا بخيتا (Giuseppina Bakhita): امرأة فاضلة، حوَّلَت، بنعمة الله، آلامها إلى رجاء.

و كَتَبَ بندكتس السّادس عشر: "الرّجاء الذي وُلِدَ من أجلها و”فَدَاها“، لم تَستَطِع أن تحتفِظ به لِنَفسِهَا، هذا الرّجاء كان يجب أن يَصِل إلى كثيرين، أن يَصِل إلى الجميع" (رسالة بابويّة عامّة، بالرجاء مخلَّصون، 3). الرّجاء هي الكلمة التي أودّ أن أتركها لكلّ واحدٍ منكم، عطيّة تتقاسمونها، وبِذرَة تؤتي ثمرها. كما تُذكّرنا شخصيّة القدّيسة جوزفينا، الرّجاء، هنا خصوصًا، هو علامة في النّساء، وأودّ أن أشكر وأبارك بشكلٍ خاص كلّ نساء هذا البلد.

أودّ أن أربط كلمة الرّجاء بكلمة أخرى، التي هي كلمة هذه الأيّام، وهي: السّلام. مع أَخَوَيَّ جاستن وإيان (Justin e Iain)، اللذَين أشكرهما من كلّ قلبي، أتينا إلى هنا وسنواصل مرافقة خطواتكم، نحن الثلاثة معًا، وسنعمل كلّ ما في وِسعِنَا حتّى تكون خطواتكم خطوات سلام، وخطوات نحو السّلام. أودّ أن أُوكِل مسيرة كلّ الشّعب هذه ومعنا نحن الثلاثة، مسيرة المصالحة والسّلام إلى امرأة أخرى. إنّها أُمّنا مريم الحنونة جدًّا، وملكة السّلام. رافقتنا بحضورها الرّؤوف والصّامت. نصلّي إليها الآن ونُوكِل إليها، قضيّة السّلام في جنوب السّودان وفي القارّة الأفريقيّة بأكملها. لِنُوكِل إلى سيّدتنا مريم العذراء السّلام في العالم أيضًا، ولا سيّما في البلدان الكثيرة التي هي في حالة حرب، مثل أوكرانيا المُعذّبة.

أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، سيعود كلّ واحد منّا الثلاثة إلى مقره، ونحملكم في قلبنا، وقد زادت مودّتنا لكم. أكرّر ذلك: أنتم في قلبنا، وفي قلوبنا، وفي قلوب المسيحيّين في كلّ العالم! لا تفقدوا الرّجاء أبدًا. ولا تفوّتوا فرصة بناء السّلام. لِيَسكُنِ الرّجاء والسّلام فيكم، وَلْيَسكُنِ الرّجاء والسّلام في جنوب السّودان!".