الأحد 02 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

معهد الدراسات الأمنية الإفريقي: أولوية التواجد الأمني في موزمبيق لحماية الموارد الطبيعية

 القوات الرواندية
القوات الرواندية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأى معهد الدراسات الأمنية الإفريقي أنه على الرغم من وجود القوات الرواندية وقوات بعثة مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي في موزمبيق (SAMIM)، إلا أن حماية الموارد الطبيعية تتصدر أولويات قوات الأمن المحلية والأجنبية على حساب أمن سكان المناطق المتواجدين فيها.
وذكر المعهد أن رواندا توسعت في حماية الموارد الطبيعية في موزمبيق، فبعد تأمين شركات الغاز، تحرس قوات الأمن الرواندية الآن مناجم الجرافيت والياقوت المُربحة في مقاطعة "كابو ديلجادو".
وأوضح المعهد - في تقرير له - أن عدد الجنود وأفراد الأمن الروانديين الذين يحاربون الإرهاب في مقاطعة كابو ديلجادو في موزمبيق، ارتفع من 1000 في عام 2021 إلى 2500 بحلول نهاية عام 2022. وفي ديسمبر من العام الماضي، جرى وضعهم في منطقة "أنكواب" الجنوبية بالمقاطعة، وهو انتشار استراتيجي يحمي صناعات الياقوت والجرافيت الموجودة في المنطقة والتي تقدر بملايين الدولارات، بعد أن توقفت مؤقتا بسبب الاضطرابات.
وطرح المعهد في تقريره تساؤلا مفاده إذا كانت الإجراءات الأمنية المشددة بالمناطق ذات الموارد الطبيعية الوفيرة جعلتها أكثر أمانًا.. فماذا عن بقية مقاطعة كابو ديلجادو؟ وهل يعيش المدنيون هناك في حال أفضل؟
وأشار التقرير إلى أنه عندما جرى إرسال القوات الرواندية إلى المناطق الشمالية في "كابو ديلجادو" لأول مرة في يوليو 2021، كان لديهم تفويض واسع للمساعدة في استعادة سلطة الدولة الموزمبيقية، لكن تركيزهم على حماية الموارد الطبيعية يبدو أكثر تحديدا من تركيز بعثة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي في موزمبيق (SAMIM)، التي جرى نشرها في الوقت ذاته.
وأوضح أنه تم تعيين قوات الأمن الرواندية في مناطق: بالما، هي موطن رابع أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في إفريقيا، وموسيمبوا دا برايا وهي مركز لتطوير الغاز الطبيعي المسال، في الوقت الذي جرى فيه إرسال بعثة مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي في موزمبيق إلى مناطق لا توجد فيها صناعات استخراجية مستمرة.
وأضاف التقرير أن القوات الرواندية انخرطت على الفور في القتال ضد المتمردين وحققت نجاحًا ملحوظًا؛ حيث طردتهم من قواعدهم الرئيسية والبلدات التي احتلوها، مما أدى إلى تفرق المتمردين واستقرارهم في الغابات الكثيفة في المقاطعات الوسطى والغربية من ماكوميا وميدومبي ونانجادي.
وأفاد المعهد بأنه في الربع الأخير من عام 2022، بدأ الإرهابيون في شن غارات على المنطقة الجنوبية الآمنة نسبيًا في "كابو ديلجادو"، وشُنت الهجمات في مقاطعات أنكوابي ونامونو وشيير، بل ووصلت إلى مقاطعة نامبولا المجاورة، مشيرا إلى أنه تم الهجوم على منجم "جيمروك" جنوبي "كابو ديلجادو"، وهو أحد مناجم الياقوت الثلاثة في المقاطعة، مما أدى إلى توقف العمليات في المنطقة بالكامل مؤقتًا. كما علقت صناعة الجرافيت في منطقة بالاما أنشطتها بسبب الخوف من الهجمات على خطوط النقل من المنجم إلى موانئ البلاد.
ولفت المعهد إلى أهمية صناعات الأحجار الكريمة والجرافيت بالنسبة لاقتصاد موزمبيق، حيث صُنفت شركة (Montepuez Ruby Mining) ضمن أكبر دافعي الضرائب في البلاد، كما أبرمت شركة (Syrah Resources) اتفاقية لتزويد شركة (Tesla) الأمريكية بالمواد الخام المنتجة في مقاطعة كابو ديلجادو.
وأوضح أن توسع الهجمات باتجاه الجنوب هدد استغلال الموارد الطبيعية في المنطقة، إذ لم تكن القوات الأجنبية موجودة في المناطق الجنوبية من كابو ديلجادو، ولم تستطع قوات الدفاع والأمن الموزمبيقية احتواء التهديد المتزايد، مما أدى إلى لجوء سلطات موزمبيق إلى رواندا لحماية صناعات الأحجار الكريمة والجرافيت في البلاد.
وأشار التقرير إلى زيارة الرئيس الرواندي بول كاجامي إلى العاصمة الموزمبيقية مابوتو، وإبرامه اتفاقا مع نظيره فيليبي نيوسي لنشر القوات الرواندية في جنوب كابو دلجادو، وهو ما تم بعد شهرين.
وأضاف أنه على الرغم من أن الوضع القانوني لوجود بعثة مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي في موزمبيق في كابو ديلجادو معروف للجميع، فإن الشروط التي تحكم القوات الرواندية محجوبة في سرية، إذ أن طبيعة الاتفاقات بين البلدين غير معروفة، وكذلك الصلاحيات المخولة للقوات الرواندية، فيما لا يزال اللغز الأكبر هو مصدر التمويل لمهمة "كابو ديلجادو" الآخذة في التوسع في رواندا.
وأوضح أن بعض الأبحاث تشير إلى أن هدف رواندا هو "حماية استكشاف الغاز وإسالة الغاز والمشاريع اللوجستية في حوض روفوما". لكن فتح جبهة جنوبية جديدة يضيف الأحجار الكريمة والجرافيت إلى قائمة الأصول التي تسعى كيجالي لحمايتها.
وأشار تقرير معهد الدراسات الأمنية الأفريقي إلى أن القوات الرواندية تُسير دوريات منتظمة من موقعها الجديد في أنكوابي، على طول الطريق السريع (EN14)، والتي تغطي مناطق أنكوابي ومونتيبويز وبالاما، موضحا أن وجودهم أدى إلى تحسين الوضع الأمني في المنطقة، فبعد أن كانت المركبات في السابق بحاجة إلى قوات الدفاع والأمن بين بيمبا ومونتيبويز، أصبحت تسافر الآن بدون حماية، كما تم استئناف نقل الجرافيت على طول طريق EN14، وتعمل صناعة الأحجار الكريمة بأمان نسبيا.
ومع ذلك، يرى المعهد أن جنوب "كابو ديلجادو" يبدو كمنطقة آمنة أخرى لصالح الموارد الطبيعية في موزمبيق (بدلا من شعبها)، وهو أمر طالما أعطته السلطات الأولوية، فالهجمات الإرهابية مستمرة في المناطق الوسطى والغربية حيث احتياطيات الغاز والمعادن أقل وفرة، حيث تحاول قوات بعثة مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي في موزمبيق (SAMIM) الحفاظ على أمن السكان المدنيين دون مساعدة قوات الأمن الرواندية أو الموزمبيقية.
وأوضح معهد الدراسات الأمنية الإفريقي أنه منذ بدء التمرد في موزمبيق، كان تركيز الأخيرة ينصب في المقام الأول على حماية الموارد الطبيعية في كابو ديلجادو، وأصبح لديها الآن القوات الرواندية كشريك لها في هذا المسعى، في حين لا تزال البلاد تفتقر إلى التنسيق الفعال بين القوات الرواندية وقوات SAMIM وقوات الدفاع الموزمبيقية، مؤكدا أن سلامة سكان كابو ديلجادو ستظل بعيدة المنال حتى تحقق هذا التنسيق.