صنوف المتلقون كثر، وهناك العديد والعديد من الكتاب الذين تملأ كتاباتهم الصحف والمجلات سواء الصحف المحلية أو الإقليمية أو حتى الدولية ذوات التأثير على المتلقي الذين يلتقطون كلمة من هنا وأخرى من هناك ويبنون عليه ما يسمى مقالا دون روية ولا فهم ولا استبصار بما يكتبونه.
وكما ذكرت المتلقون كثيرة هي أنواعهم فهناك العوام، والمثقفون وأنصاف المثقفون، ومن يفتون بغير علم فتوى لا يلقون لها بالا، فقد تقود إلى الهاوية.
وهناك الصفوة أهل الفكر العقلاني، وهناك مروجو الشائعات يتلقفون الكلمة ويبنون عليها الأوهام لتضليل الناس، ونسي هؤلاء قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الرجل يتفوه بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا فتهوي به في النار سبعين خريفا". ومن ثم بات الأمر ملحا لكل من يكتب أو يتكلم مخاطبا جميع الطوائف أن يغربل كلماته ويزنها بميزان حساس ويقوم بفلترتها فلترة عقلية قبل أن يقدمها للقارئ الكريم فالكلمات لها وقع كوقع السحر بل أشد خصوصا في أيامنا هذه، فلابد من تحري الدقة في كل ما نكتبه حتى لا نعطي فرصة لمن يحاولون الصيد فى الماء العكر أولئك الذين ليس لهم هم إلا زعزعة استقرار البلاد وشحذ همم العباد وملأ أذهانهم بكلام باطل ليس له أساس من الصحة معتمدين على سيكولوجية الشائعة مستغلين الأزمات الراهنة لتكدير الأمن القومي وتعكير صفو السلم العام، كالذي مثلا ينشر أن امتحانات الثانوية العامة ستأتي صعبة هذا العام لتقليل فرص الالتحاق بكليات بعينها، مما يثير قلق أولياء الأمور ويحدث ذعرا عند الطلاب.
فللأسف الشديد نحن نتعرض لعشوائية الكلمة بمعنى نطلق الكلمات على عواهنها دون أن نحلل وندرس ما نقول، وللأسف هذه العشوائية باتت مسيطرة على كل المجالات سواء الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية أو حتى العسكرية
الكل بات محللا ومنظرا وواضعا للخطط الإستراتيجية- طبعا إلا ما رحم ربي، الرجل العامي أصبح يفتي على المقاهي، في المواصلات، في النوادي، في صالات الأفراح، هل أصبح وطن يعد بمثابة رمانة ميزان الأمة العربية والإسلامية، يعبث به العابثون.
لابد أن يضع الجميع نصب عينيه قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم).
اتركوا الأمور لأهلها اتركوا السياسة لأهلها، اتركوا الاقتصاد لرجالاته، اتركوا الثقافة والفكر لأهله.
كيف نوقف مشروعاتنا العملاقة؟ أي منطق هذا؟، هذا منطق الاستسلام ونحن أمة تعرف السلام، ولا تعرف الاستسلام، كيف نوقف هذه المشروعات ونحن الآن في طريقنا إلى تنمية مستدامة بفضل الله أولا وبفضل جهود مضنية من رجال حملوا على عاتقهم هموم هذه الأمة، نكون أو نكون، نعم نكون أو نكون لا أقول نكون أو لا نكون، تنتصر أو ننتصر لا بديل عن ذلك.
مسألة الترقيع (ترقيع الثوب البالي) عفى عليها الزمن، لا يجوز بحال من الأحوال ونحن على أعتاب حلم جمهورية جديدة لا يجوز أن نرقع فيها كالثوب البالي، وإنما طريقنا مدروس.
نعم ليس ممهدا بالورود لكن معلوم سيره ومسيرته ودروبه وطرقه، فعل الكينونة، نعم سنكون وسيتحقق حلمنا ملتفين حول بعضنا البعض يشد بعضنا عضد بعض كالجسد الواحد، نسيج واحد نابذين الطائفية والعنصرية
متسلحين بالإيمان بقضيتنا الرئيسة ألا وهى بناء بلدنا الحبيب، واقفين جنبا إلي جنب مع قادتنا الذين يحبون هذا البلد وأهله.
الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل رفعة بلدهم والنهوض به وإقالة عثراته.
يا أهل الكلمة، أذكركم أن كلماتكم شهادة ومسؤولية سنسأل عنها أمام الله تعالى. (ستكتب شهادتهم ويسئلون)
تحروا الدقة وذاكروا جيدا واعملوا عقولكم في كل كلمة تكتبونها.