أكد الدكتور علي جمعة رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف أن مصر نجحت في استباق الإرهاب من الناحية الفكرية من حيث تحليله وتفكيكه ومحاصرته والرد عليه، وذلك بخلاف النجاحات الأمنية المحققة في هذا الشأن.
وأوضح الدكتور علي جمعة - في حوار مع مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر - أن مرصد الأفكار الإرهابية بالأزهر الشريف يتابع مختلف تلك الأفكار في مختلف أنحاء العالم بجميع اللغات ويقوم برصدها وتحليلها وتفكيكها ونشر كيفية الإحاطة بالفكر المتطرف الخبيث وكيفية التوجيه ويعاونه أيضا في ذلك مرصد دار الإفتاء.
وقال إنه على الصعيد العالمي، تقوم دار الإفتاء العالمية التي تجمع دور الإفتاء على مستوى العالم الإسلامي، بدور كبير في تتبع هذه الأفكار الإرهابية والرد عليها، مشيرا إلى أن هناك أكثر من 150 ألف موقع على مستوى العالم يرد ويصد هذه الأفكار في إطار محاولات إيصال المجهود الضخم من الدعوة إلى المستفيدين منها ونشرها.
وأشار رئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس النواب إلى أنه أصدر خمسة مجلدات لتفكيك العقل الإرهابي؛ عبارة عن رحلة في عقل الإرهابي، وهو ما يساهم في معرفة مراحل التطور الفكري لعقلية الإرهابي وتحديد المسافة التي كان عليها قبل أن يطور نفسه.
وعلى صعيد تجديد الخطاب الديني، أوضح الدكتور علي جمعة أن تجديد الخطاب الديني يتضمن خمس نقاط ينبغي أن تعمل عليها الأمة الإسلامية لأن هذا الأمر لا يخص دولة دون غيرها بل يخص أمة بكاملها.
وأوضح أن النقاط الخمس تشمل: "المعرفية" وهي علم كبير للتعامل مع الكون من خلال مصادر المعرفة وكيفية نقلها، و"المنهجية" أي طريقة التفكير، و"النموذج المعرفي" الذي لابد من صياغته مرة أخرى من عقيدة المسلمين حتى يواجه النموذج المعرفي للآخر، و"كيفية التعامل مع التراث"، أي عدم التعامل بالرفض أو القبول المطلق والتمييز بين مناهجه ومسائله، مشيرا إلى أن هناك أداة موجودة بالفعل للتعامل مع التراث تعاملا يجيب على مختلف التساولات.
وأضاف أن النقطة الخامسة تتمثل في قضية إدراك الواقع وأدواته ويجب أن يكون هناك أداة لإدراك الواقع الذي يضم عالم الأشياء والأشخاص والأحداث والأفكار مع الاهتمام بالعلوم الانسانية والاجتماعية المنطلقة من النموذج الإسلامي لنكون أكثر تحررا من عمليات التعقيد.
وحول أولويات عمل لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، أوضح الدكتور علي جمعة أن المجلس، الذي يتولى وظائف التشريع والمراقبة والخدمة الجماهيرية، يقوم بدوره على أكمل وجه بدقة ونشاط وديمومة، مشيرا إلى أن اللجنة الدينية، كجزء من 25 لجنة في البرلمان المصري، تقوم بدور الرقابة والتشريع والخدمة الجماهيرية على صعيد المؤسسات كوزارة الأوقاف والأزهر الشريف والمعاهد الأزهرية والجامعة الأزهرية، ودار الإفتاء.
وأضاف أن أبرز أولويات عمل اللجنة هي الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، ووصول الخطاب الديني من خلال وسائل التواصل الحديثة، والتعليم الديني الذي يتكون من الطالب والأستاذ والمنهج العلمي والبيئة العلمية كالمباني وأنظمة الاختبارات والتدريب.
وفيما يتعلق بمحاولات النيل بالمقدسات الإسلامية التي حدثت في بعض البلدان الغربية مؤخرا، أكد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أن الإسلام يتم محاربته على مدار السنين ولم يكن تاريخيًا بعيدا عن مرمى الهجمات، داعيا المسلمين إلى مواصلة إيصال رسالة الدعوى "برفق" بعيدا عن "العنف"، وأن يواصلوا التمسك بتعاليم دينهم الحنيف.
وأوضح جمعة أن الرد على المحاولات البغيضة والنكراء للنيل من المقدسات الإسلامية لابد أن يكون من خلال الطرق السلمية كالتمسك بتعاليم الدين ومواصلة عمارة الأرض والدعوة إلى المنظومة الإنسانية الراقية التي يتضمنها الإسلام حتى يعرف العالم مدى تمسك المسلمين بدينهم.
وأضاف أن الهجمات التاريخية والحالية على الإسلام تزداد مع انتشار الدعوة والأمر بالمعروف، حيث استهدفت الهجمات، على مدار التاريخ، الإسلام بداية من المشركين واليهود، ثم الفرس والروم، والحروب الصليبية، والتتار، والقوى الاستعمارية.
وأشار إلى أن التعامل مع مثل هذه الهجمات لابد أن يكون من خلال إيصال المعاني الإنسانية الراقية للدين ونبذ العنف استنادا لحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة عائشة رضي الله عنها :"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه".
ونوه رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب بأن الرد الرسمي للهيئات الإسلامية في العالم على مثل هذه الإساءات النكراء كان قويا ومنددا.
الأخبار
علي جمعة: مصر نجحت فكريا في مواجهة الإرهاب.. والأمة الإسلامية معنية بتجديد الخطاب الديني
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق