كشفت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم عن حراك دولي عربي لتحريك ملف انتخاب رئيس جديد للبلاد وذلك في ضوء إعلان وزارة الخارجية أمس الخميس عن استضافة باريس لاجتماع يوم الاثنين المقبل مخصصًا للبنان يضم ممثّلين عن فرنسا والولايات المتّحدة ومصر والسعودية وقطر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة الراهنة.
وتحت عنوان "حراك دولي عربي لانتخاب رئيس"، جاء المانشيت الرئيسي لصحيفة " اللواء " اللبنانية في عددها الصادر اليوم، حيث اعتبرت أن ما سيحصل في الاجتماع الدبلوماسي الخماسي يوم /الاثنين/ المقبل في باريس يهدف إلى تشجيع الطبقة الحاكمة في لبنان على الخروج من الطريق المسدود، الذي عمق الأزمة، مع تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وأشارت إلى أن الإعلان عن الاجتماع جاء بالتزامن مع محادثات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في المملكة العربية السعودية.
ونقلت الصحيفة عن الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن- كلير ليجاندر قولها إن " الوزيرة كولونا أعربت عن قلقها من انسداد الأفق السياسي في لبنان "، موضحة أن فرنسا بحثت مع الجانب السعودي وسائر الشركاء في المنطقة سبل تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها وايجاد مخرج للأزمة.
وجاء المانشيت الرئيسي لصحيفة "النهار" يقول " اللقاء الخماسي الباريسي: الأزمة الرئاسية أولًا"، حيث أكدت الصحيفة أن الإعلان الفرنسي الرسمي عن الاجتماع الخماسي الذي ستستضيفه باريس يوم /الاثنين/ المقبل حول الوضع في لبنان حمل دلالات لافتة كان من شانها ان وضعت حدا للاجتهادات والتفسيرات السياسية والإعلامية اللبنانية المرتجلة وبلا تدقيق، بحسب التوظيف السياسي لكل تفسير. واعتبرت الصحيفة أن ابرز ما ميّز اعلان الخارجية الفرنسية عن الاجتماع، قبل أربعة أيام أن هذا الإعلان اكد الدافع السياسي كأولوية للاجتماع الخماسي بهدف الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لانهاء ازمة الشغور الرئاسي، معتبرة أن معظم الاجتهادات الداخلية في لبنان كانت تنحو الى القول ان الاجتماع يغلب عليه طابع درس المساعدات للشعب اللبناني ولا يحمل طابعا سياسيا أساسيا.
وأضافت الصحيفة أن هذا التوجه عكس انطباعات يتداولها مطلعون منذ أيام حيال بلوغ القلق الدولي في شأن تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان تحت وطأة ازمة الشغور الرئاسي، والتي بلغت مستوى متقدما لم يعد محصورا بالبعد المالي والاجتماعي، بل تمدد الى مخاوف خارجية على الاستقرار الأمني وإمكان زعزعته في المرحلة المقبلة.
وقالت الصحيفة إن اجتماع ممثلي الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني سيكتسب ابعادا اكبر واكثر أهمية من الانطباعات التي سادت حياله في الفترة السابقة بحيث ينتظر ان تصدر عنه توجهات بارزة ومؤثرة في ملف الازمة السياسية - الرئاسية اللبنانية وتداعياتها.
وبدورها، نقلت صحيفة "الشرق " اللبنانية - في عددها الصادر اليوم - إعلان وزارة الخارجية الفرنسية أمس أنّ باريس ستستضيف يوم /الإثنين/ اجتماعًا مخصّصًا للبنان يضم ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها لبنان.
وأكدت الصحيفة أن فرنسا بحثت مع مصر والسعودية وبقية شركائها في المنطقة سبل تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسئولياتها وإيجاد مخرج للأزمة، موضحة أن هذا النهج سيكون موضوع اجتماع متابعة الإثنين مع الإدارات الفرنسية والأمريكية والمصرية والسعودية والقطرية لمواصلة التنسيق مع شركائنا وإيجاد سبل للمضيّ قدمًا.
أما صحيفة "الجمهورية" اللبنانية فقد تطرقت إلى تزامن الإعلان عن الاجتماع الخماسي في باريس مع جولة اللقاءات الواسعة التي يجريها في بيروت منذ أمس السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان الذي إجتمع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في إطار جولة قادته إلى مصر والأردن في إطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة.
وأبرزت الصحيفة إعلان دوكان أنه سيزور الولايات المتحدة الأمريكية خلال أسبوعين للبحث مع المسئولين الاميركيين في السبل الايلة الى تحييد ملف الكهرباء عن "قانون قيصر" بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة.
وركزت الصحيفة على تصريحات دوكان التي أكد فيها على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد، هذا الاتفاق يعززالثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي.