تُحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم، ذكري نياحة “وفاة” القديسة أنسطاسية، وهذا من كل عام في يوم 26 من شهر طوبة القبطي او الثالث من فبراير بالتقويم الميلادي.
ويذكر الكتاب التاريخي الكنسي “السنكسار” قصة القديسة كالأتي:
وفي مثل هذا اليوم تنيحت القديسة أنسطاسية، وهذه كانت من اعرق العائلات بمدينة القسطنطينية؛ ولأنها كانت جميلة وذات أخلاق حميدة ، فقد طلبها الملك يوستينيانوس ليتزوجها، فأبت ومضت فأعلمت زوجة الملك بذلك، فأرسلتها إلى الإسكندرية علي سفينة خاصة، وهناك بنت لها ديرا خارج المدينة سمي باسمها . ولما علم الملك بأمرها أرسل في طلبها . فهربت إلى برية شيهيت متشبهة بأحد الأمراء . واجتمعت بالأنبا دانيال قمص البرية وأطلعته علي أمرها .
وأتى بها إلى مغارة، وأمر أحد الشيوخ ان يملا لها جرة ماء مرة كل أسبوع، ويتركها عند باب المغارة وينصرف. فأقامت علي هذا الحال 28 سنة دون ان يعلم أحد انها امرأة .
وكانت تكتب أفكارها على شقفة من الخزف وتضعها علي باب المغارة، فيأخذها الشيخ الذي كان يحضر لها الماء دون ان يعرف ما هو مكتوب فيها ويعطيها للقديس دانيال.
وفي بعض الأيام أتى بالشقفة إلى الشيخ فلما قراها بكي وقال لتلميذه قم بنا نواري جسد القديس الذي في المغارة التراب، فلما دخلوا إليها وتباركوا من بعضهم.
وقالت للأنبا دانيال من اجل الله لا تكفني إلا بالذي علي ثم صلت وودعتهم وتنيحت بسلام . فبكيا عليها واهتما بدفنها . فلما تقدم التلميذ ليكفنها عرف انها امرأة فتعجب وسكت.
وبعد ان دفناها وعادا إلى مكانهما خر التلميذ أمام القديس دانيال قائلا . من اجل الله يا أبي عرفني الخبر لأني رأيت انها امرأة . فعرفه الشيخ قصتها وأنها من بنات أمراء القسطنطينية، وكيف أنها سلمت نفسها للمسيح، تاركة مجد هذا العالم الفاني.