وصل البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، اليوم الجمعة، إلى جنوب السودان في رحلة حج من أجل السلام مرتقبة في بلد تمزقها نزعات منذ سنوات.
وتعد هذه الزيارة الأولى التي يقوم بها البابا للبلد، ويدين غالبية سكانه بالمسيحية، وقد استقل العام 2011 عن السودان.
إلا أن حصول هذا البلد الفتي على استقلاله لم يحمل معه السلام، ويصل البابا فرنسيس الجمعة، في زيارة تستمر ثلاثة أيام.
غرق جنوب السودان في حرب أهلية دامية استمرت خمس سنوات بين سلفا كير ورياك مشار أسفرت عن سقوط 380 ألف قتيل ونزوح الملايين. ويتهم جيشا الطرفين بارتكاب جرائم حرب.
في العام 2019، بعد عام على إبرام اتفاقية سلام، استقبل البابا الزعيمين في الفاتيكان.
وفي بادرة طبعت النفوس، انحنى البابا فرنسيس لتقبيل أقدام الزعيمين اللذين يتوليان السلطة راهنا في إطار حكومة وحدة وطنية يشغل فيها كير منصب الرئيس ومشار منصب نائب الرئيس.
وقال يومها: "شعبكما يطمح اليوم إلى مستقبل أفضل لا يمكن أن يتجسد إلا من خلال المصالحة والسلام".
لكن بعد أربع سنوات على ذلك يتواصل العنف الذي تغذيه النخب السياسية.
في جنوب السودان، يأمل السكان والمجتمع الدولي أن تعطي زيارة البابا دفعًا جديدًا لعملية السلام.
يرافق البابا في زيارته جاستن ويلبي رئيس أساقفة كانتربري الزعيم الروحي للكنيسة الانغليكانية وإيان غرينشيلدزالمسؤول الأبرز في كنيسة اسكتلندا.
وقال الأب جيمس اويت لاتانسيو الأمين العام لمجلس كنائس جنوب السودان "آمل أن تشكل هذه الزيارة منعطفا".
وتأمل الأسرة الدولية التي تخشى انهيار العملية الانتقالية الهشة والبطيئة، أن ينجح البابا في تمرير رسالة السلام.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى جنوب السودان نيكولاس هايسوم في يناير، "هو في وضع فريد يمكنه من الانخراط مع قادة البلاد"؛ لكي يعرف جنوب السودان "سلامًا دائمًا".
ويفيد مراقبون أن هذه الزيارة ستسمح أيضا بتسليط الضوء على العمل الصعب الذي تبذله الكنيسة في مناطق لا تتوافر فيها أي مرافق حكومية، حيث يتعرض العاملون في المجال الإنساني لهجمات منتظمة وللقتل أحيانًا.
وستشد الزيارة الانتباه إلى الوضع في البلاد، حيث يعول تسعة ملايين شخص يشكلون ثلاثة أرباع السكان، على المساعدة الإنسانية للاستمرار.