ذهبت إلى "معرض القاهرة الدولى للكتاب" كالعادة مثل كل عام، فوجئت بصورة مختلفة للمعرض هذا العام عن العام الماضى.. فى ٢٠٢٢ كان الزحام خارج أسوار المعرض ملفتا جدًا، كانت السيارات مُكدسة فى الطريق، هذا العام تم تدارك الأمر، وإنشاء عدد كبير من الطرق المحيطة بأسوار المعرض، وتم إنشاء كبارى ومحاور لتسهيل الوصول للمعرض مع سهولة فى الدخول ويبدو للوهلة الأولى بأن التنظيم جيد جدًا، وكل شيء محسوب ولا وجود لأى خطأ أو تجاوز أو سهو.
نسبة مشاركة الزائرين غير مُتوقعة فقد تعدت المليون فى الأسبوع الأول، حجم مشاركة الشباب الواعى غير مسبوقة، أُسر بأكملها ذهبت للمعرض للتعرف على أحدث الإصدارات واقتناء أهم الكتب، صالات المعرض ممتلئة عن آخرها بالناشرين والزوار، أجنحة مهمة لجميع الوزارات ومنها وزارتا الدفاع والداخلية إضافة لجناح الرقابة الإدارية، أجنحة لعدد من الدول العربية لفتت الأنظار ومنها الإمارات والجزائر والأردن والبحرين، أعجبنى جناحى أخبار اليوم والأهرام، دور نشر تعرض الكتب بأسعار مُخفضة والإقبال عليها كبير جدًا.
زوار معرض الكتاب يشعرون بالدور الكبير الذى بذلته مؤسسات الدولة لخروج المعرض هذا العام على أكمل وجه، يبدو أن جميع قطاعات وزارة الثقافة شاركت بفعالية ومنها هيئة الكتاب وعروض فنية تناسب الأطفال خارج صالات عرض الكتب، جوائز يومية لمن يشترى كتب أكثر، عروض مُخفضة على شراء الكتب رغم أن أسعار الكتب فى متناول الجميع، شاهدت زوار من جنسيات مختلفة وتحديدًا من جنوب شرق أسيا الذين حرصوا على اقتناء الكتب، شاهدت شباب من أفريقيا يقيمون فى مصر ويدرسون بجامعة الأزهر وتحدثت معهم واكتشفت أنهم من الذين يسكنون فى مدينة المبعوثين التابعة لجامعة الأزهر وجاءوا لشراء روايات وكتب نجيب محفوظ ويحيى حقى والعقاد وطه حسين ويوسف السباعي.
بصراحة، الندوات التى عقدت كان لها تأثير كبير على زوار المعرض، وبنفس الصراحة كانت ندوة كتاب "سنوات الخماسين" للكاتب الصحفى الكبير الراحل ياسر رزق هى الأكثر حضورًا وفعالية، لما بها من نقاش بناء وسيرة عطرة لكاتب صحفى عُرِف عنه الدقة الشديدة فى رصد الواقع السياسى الذى عاشته مصر وتحديدًا فى الفترة التى أعقبت أحداث ٢٥ يناير ٢٠١١، حضرها كبار الصحفيين من زملاء ومحبى وقُراء الكاتب الصحفى الراحل ياسر رزق
شاهدت مُبدعين وروائيين عرب نقرأ لهم ونعرف روايتهم عن ظهر قلب، شاهدتهم فى الندوات وهم يتحدثون عن عظمة معرض القاهرة الدولى للكتاب، سعدت لما بدر عنهم من إشادة لدور مصر الرائد فى التنوير والتثقيف واعتبرت ذلك بمثابة أبلغ رد على كل مُغرِض فى الخارج يِهاجم مصر بالباطل أما فى خارج المعرض التأمين الشرطي ممتاز وتواجد رجال المرور ساعد على سهولة حركة المرور، سيارات الإسعاف موجودة ويبدو أن هناك خدمات طبية تعمل على خدمة الزوار تحسبًا لأى ظرف طارئ.
أما أنا فقد خرجت من المعرض مُحملًا بالكتب التى اشتريتها ومنها (رواية "بيت من لحم" ليوسف إدريس ومذكرات يحيي الجمل والدكتور الجنزورى ونبيل العربي وأحمد أبوالغيط ونبيل فهمى).. خرجت مطمئنًا وسعيدًا وبحوزتى مجموعة كتب مهمة أستعد لقراءتها وسعيد أكثر بنجاح معرض الكتاب هذا العام.