في ظل تصاعد التوترات بين طهران وباكو، اعتقلت حكومة جمهورية أذربيجان "شبكة تجسس إيرانية" تضم ٣٩ شخصا، أغلبها ينشط في مؤسسات دينية.
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية لجمهورية أذربيجان، أعلنت وزارة الداخلية بجمهورية أذربيجان أنها حددت واعتقلت هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يقومون "بأعمال تخريبية "تحت ستار الشؤون الدينية".
ورصدت وكالة الأنباء الأذربيجانية "توران" أن هناك ٢٢ مدرسة من الـ١٥٠ مدرسة شيعية في البلاد "تحت سيطرة إيران".
ويشكل "طاليون" و"تاتيون" -وهما مجموعتان عرقيتان تتحدثان لغات هجينة من الفارسية- أبرز أدوات إيران للتغلغل وتغيير هوية أذربيجان بتحويل شيعتها إلى نظام ولاية الفقيه.
وبحسب هذا التقرير، فإن هؤلاء الأشخاص، الذين تظاهروا بأنهم متدينون "تابعون لولاية الفقيه الإيرانية"، نشروا دعاية لصالح إيران على الشبكات الاجتماعية وأساءوا إلى حرية المعتقدات الدينية في بلادنا، وأضافت وزارة الداخلية في أذربيجان أن هؤلاء الأشخاص "يقومون بالفعل بالواجبات الموكلة إليهم من قبل الخدمات الخاصة الإيرانية ويخالفون تقليد التسامح الذي نشأ في أذربيجان".
وكما جاء في بيان وزارة داخلية أذربيجان، فإن المعتقلين شاركوا في الاحتفالات الدينية للمواطنين الأذربيجانيين ونشطوا في الشبكات الاجتماعية بهدف "خلق التمييز والصراع الطائفي بين الناس، وبهذه الطريقة خلقوا الفوضى في المجتمع ".
وجاء في الإشعار أيضا أن المعتقلين نقلوا "المعلومات" التي جمعوها "إلى الدوائر الخاصة" التي طلبوها منهم.
ومع ذلك، باستثناء شخص واحد، فإن هوية المعتقلين الآخرين غير معروفة، وبحسب ما أوردته وكالة الأنباء الرسمية لجمهورية أذربيجان، فإن أحد المعتقلين هو مطلب باغاروف المعروف باسم حاج مطالب، صاحب قناة إنتراز تي في وسلام نيوز، وكلاهما يعتبران من "المشجعين" للجمهورية الإسلامية، وتم تأسيس قناة إنتراز تي في عام ٢٠٠٢ وسلام نيوز في عام ٢٠١٠.
يأتي هذا الخبر بالتزامن مع تصاعد التوترات بين إيران وأذربيجان بعد أن هاجم مسلح إيراني سفارة البلاد في طهران.
ردًا على هذا الهجوم، أوقفت أذربيجان سفارتها في طهران وأعادت الدبلوماسيين وعائلاتهم من إيران إلى باكو.
وفي أكتوبر ٢٠٢١ اعتقلت السلطات الآذرية عددًا كبيرًا من رجال الدين الشيعة داخل البلاد، أبرزهم مسردار باباييف، الذي حكمت عليه المحكمة المركزية في العاصمة باكو بالسجن لأربعة أشهر حسب قانون أمن الدولة، وكانت السُلطات الأذربيجانية قد اعتقلته قبل ذلك بنفس التُهم، المتمثلة بالولاء والارتباط بإيران، وحكمت عليه بالسجن ثلاث سنوات.