تقام احتفالية محمد حسنين هيكل "أيقونة الصحافة العربية" و"صحفي القرن" و"ذاكرة مصر والعرب في مائة عام".. في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 بمئوية ميلاده.
وذلك في إطار الاحتفاء بمئويات أعلام الفكر والثقافة الذي يمثل احتفاء مناظرا بالفكر والثقافة وصون الهوية المصرية.
وقد أثرى هيكل الصحافة المصرية والعربية بكتاباته وتحليلاته السياسية التي تناولت فترات ممتدة من تاريخ مصر والأمة العربية، فكان شاهدا على أحداث ومحطات تاريخية هامة في التاريخ المعاصر، فضلا عن إسهاماته العديدة من خلال الكثير من المؤلفات التي تناولت العديد من الأزمات والأحداث التي مرت بها مصر ومنطقة الشرق الأوسط.
وكتب هيكل العديد من المؤلفات والدراسات، ومن أبرز عناوين هذه المؤلفات:إيران فوق بركان، نحن.. وأمريكا، ما الذي جرى في سوريا، يا صاحب الجلالة، بين الصحافة والسياسة، وعبد الناصر والعالم، وكتاب أكتوبر 73.. السلاح والسياسة، وطريق إلى رمضان، وزيارة جديدة للتاريخ .
كما صدر للراحل، كتب : حرب من نوع جديد، وسقوط نظام.. لماذا كانت ثورة يوليو لازمة؟، وخريف الغضب، وحاطب الليل، والإيمان والمعرفة والفلسفة، وثورة الأدب .
وقالت الدكتورة عزة هيكل، عن حياة أبيها ، "الراحل يعتبر قصور الثقافة جامعة خصبة لتصدير المعرفة ولها مهمة قومية في مكافحة التطرف والإرهاب، لأنها قاطرة التقدم في القرى والمحافظات والأماكن التي لا تصلها خدمات ترفيهية وثقافية، وأن من يرتادها سيرى ويتعلم الفنون وقيمة الثقافة وأهميتها".
رحيل محمد حسنين هيكل، يشكل خسارة كبيرة لعالم الصحافة والسياسة في بلده مصر والعالم العربي، تميز بحضور إعلامي وسياسي نادر على الساحة الدولية، لكن تداخل أبعاد كثيرة في شخصيته وعلاقاته المتشعبة جعلته مثار جدل كبير.
رحل الكاتب الصحفي الشهير هيكل عن 93 عاما، ومع رحيله توقف ظهوره المتقطع في وسائل الإعلام المصرية والعربية، فقد نعته وسائل إعلام عربية عديدة بتمجيد سيرته، مثل وصفه بـ"أيقونة الصحافة العربية" و"صحفي القرن" و"ذاكرة مصر والعرب في مائة عام".
هيكل من أكثر الشخصيات التي أثارت الاهتمام والجدل على امتداد عقود في العالم العربي، فطورا كان يُنظر له على أنه مطلع كبير على أسرار مطابخ السياسة في الشرق الأوسط، وطورا آخر يجري الاهتمام بما يفكر به، ونظرا لتقاطع أبعاد كثيرة في شخصيته، كصحفي وكاتب، وسياسي، ومقرب من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وخصم لساسة آخرين مصريين وأجانب، فقد كان هيكل مثار جدل كبير.
ويعد هيكل ذاكرة حقيقية للوطن، وترك رصيدا هائلا من المؤلفات الرصينة والقيمة التي أصبحت ذخيرة صحفية وثقافية للأجيال المقبلة، وثق من خلالها بتفرد كامل، تاريخ مصر والمنطقة.
كتبه العديدة كانت تعكس غزارة اطلاعه ومتابعاته لأحداث الزمن الذي عاشه وعلاقاته بصناع السياسة في بلدان مؤثرة بالشرق الأوسط وأوروبا وأميركا والاتحاد السوفييتي سابقا.
ففي عام 1951 صدر له كتاب "إيران فوق بركان"، يروي فيه تفاصيل رحلة شهر كامل إلى إيران في حقبة مفصلية من تاريخها الحديث.
اشتهر محمد حسنين هيكل بمقالات "بصراحة" والتي كانت الأشهر في الصحافة المصرية، وكان هذا العنوان (بصراحة) أشهر مساحة مخصصة لمقال صحفي، ليس في مصر وحدها بل في العالم العربي كله، كان هيكل الشهير بالجورنالجي والصحفي الأول في العهد الناصري، يكتب مقاله الأسبوعي في الأهرام تحت هذا العنوان.
وأخيرا، سيظل الفقيد رمزا للكاتب الصحفي وخير معلم لأجيال من الصحفيين الذين أثروا الصحافة المصرية بعطاء ممتد وتفان لا ينقطع.