أشاد وزير الشباب الأردني محمد سلامة النابلسي بالعلاقات المصرية الأردنية في كل المجالات وخصوصا في قطاع الشباب والرياضة، مؤكدا وجود رؤية مصرية أردنية مشتركة في مجال توعية وتنمية الشباب في البلدين وفق أفضل الممارسات العالمية.
وقال النابلسي، في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان: "تربطنا مع مصر علاقات أخوية وتعاون في مختلف المجالات نسعد ونفتخر بها، ويجمعني وصديقي وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحي علاقات أخوية وعمل شبابي مشترك، فاليوم يرأس الدكتور صبحي المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب وأزامله كنائب رئيس كما ترأس اللجنة الفنية الشبابية المعاونة للمجلس".
وأوضح أنه يوجد برنامج تنفيذي للتعاون بين الحكومة الأردنية من خلال وزارة الشباب والحكومة المصرية في مجال الشباب للأعوام 2022 - 2024، مؤكدا أن ذلك يأتي ضمن إطار توطيد أواصر الصداقة والأخوة التي تربط الشعبين الشقيقين وتنمية آفاق التعاون لاسيما في المجال الشبابي.
وأشار النابلسي إلى أن البرنامج التنفيذي المشترك يتضمن عدة محاور ومنها البرامج الشبابية الثقافية عبر تنظيم ملتقيات شبابية ومعسكرات عمل، وكذلك مجال القيادات الشبابية عبر تنظيم زيارات متبادلة والمشاركة في الملتقيات العربية ومعسكرات القيادات الشبابية، وإقامة ورش عمل وندوات مثل نموذج محاكاة ريادة الأعمال، وإعداد فرق شبابية وكوادر مدربة على إدارة الأزمات والكوارث.
ولفت إلى أن البرنامج يتضمن أيضا محور السياسات الشبابية عبر التعاون الفني في السياسات الشبابية وبرامج المراكز الشبابية وتبادل البحوث والدراسات، وكذلك مجال مشروعات وتدريب الشباب عبر تنظيم برامج تدريبية في ريادة الأعمال وتنمية مهارات الشباب في استخدام التكنولوجيا وبرامج تمكين المرأة وبرامج تعزيز المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومواجهة البطالة، والتعاون المشترك في مجال الإعلام ومجال الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة.
وحول التجربة الشبابية المصرية، وصفها النابلسي بأنها تجربة رائدة في عدة مجالات، معربا عن تطلع الأردن إلى التعاون والتنسيق وتبادل الخبرات في السياسات الشبابية والخطط والبرامج التنفيذية في تمكين الشباب وإدماجهم في الحياة العامة ومواكبة متطلبات العصر والتكنولوجيا والريادة في الأعمال، إلى جانب البنية التحتية ومواجهة التحديات التي تواجه الشباب وآليات تعزيز دور الشباب في خدمة مجتمعاتهم.
وبشأن مهام وزارة الشباب الأردنية، أوضح النابلسي أن عمل الوزارة يتضمن رسم السياسات والخطط التنفيذية الكفيلة لإدماج الشباب وتفعيل مشاركتهم في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية، وإعداد البرامج لتحفيز الشباب وتمكينهم واستثمار طاقاتهم وغيرها من المهام.
ونوه إلى أن هدف وزارة الشباب الأردنية هو تنشئة شباب متمسك بعقيدته ومنتم لوطنه وأمته وواع بموروثها الحضاري وقيمها، ومتحل بروح المسؤولية، وقادر على تعزيز النهج الديمقراطي والتعددية الفكرية واحترام حقوق الإنسان والتعامل مع معطيات العصر والتقنية الحديثة.
وأشار إلى أن الوزارة تعمل أيضا على رسم السياسة الوطنية لرعاية الشباب ووضع الخطط والبرامج اللازمة لتنفيذها، وتسجيل الأندية الرياضية والهيئات الشبابية وترخيصها، وإنشاء المراكز الشبابية والإشراف عليها ودعمها ووضع الخطط والبرامج، ورعاية الشباب ذوي الاحتياجات الخاصة واستثمار طاقاتهم، وإبراز قدرات الشباب الموهوبين والمبدعين واستثمارها.
وحول أهداف الاستراتيجية الوطنية للشباب بالأردن 2019-2025، قال وزير الشباب الأردني، إن الاستراتيجية تتضمن 7 محاور رئيسة تتمثل في الشباب والتعليم والتكنولوجيا، والحاكمية الرشيدة وسيادة القانون، والمواطنة الفاعلة، والريادة والتمكين الاقتصادي، والمشاركة والقيادة الفاعلة، والأمن والسلم المجتمعي والشباب والصحة والنشاط البدني.
وأردف قائلا: "تهدف الاستراتيجية إلى الارتقاء بالعمل الشبابي وتنمية معارف الشباب ومهاراتهم لتمكينهم من الإبداع والابتكار والإنتاج والمشاركة بالحياة السياسية والشأن العام والتعامل مع مستجدات العصر وتحدياته واستشراف المستقبل وتحقيق التنمية المستدامة من خلال شباب معتمد على ذاته في إطار التعاون والتنسيق بين كافة الشركاء"، مؤكدا أن النتائج التي تحققت من الاستراتيجية ممتازة وفريدة ونقلة نوعية في العمل الشبابي بالأردن.
وفيما يتعلق بإدماج الشباب في الحياة السياسية، قال النابلسي، إن الأردن يقوم حاليا وبناء على توجيهات الملك عبد الله الثاني، بتنفيذ برنامج التحديث الذي وجهه العاهل الأردني في كافة القطاعات السياسية والاقتصادية الإدارية.
وأوضح أن التوجيهات الملكية للحكومات المتعاقبة تؤكد دوما على تعزيز مشاركة الشباب في الحياة العامة وتمكين الشباب من ممارسة دورهم الفاعل في الحياة السياسية وذلك بالتعاون والتنسيق مع كافة الوزارات المعنية.
وأشار إلى أن الاستراتيجية الوطنية للشباب تتضمن محاور تُعنى بالتمكين السياسي لدى الشباب ينبثق من خلالها برامج تدريبية تنفذها الوزارة بالتشاركية مع الهيئة المستقلة للانتخاب ووزارة الشؤون السياسية والبرلمانية حول التوعية والتثقيف بماهية العمل الحزبي وأدواته ووسائله وأهمية المشاركة الشبابية في الأحزاب وأثرها في الحياة العامة عبر تنفيذ مجموعة من البرامج التي تعنى بالمشاركة الحزبية وقانون الأحزاب وقانون الانتخاب.
ونوه إلى دور المعهد السياسي لإعداد القيادات الشبابية، مشيرا إلى أنه يعد الآن أحد أذرع الوزارة في مجال التمكين السياسي للشباب ببرنامجيه الحكومة الشبابية التدريبية والبرلمان الشبابي التدريبي والذي يمثل مظلة شبابية وطنية تترجم أفكار وطروحات الشباب في الشأن العام وتفعيل دورهم في عملية صنع القرار.
وحول دور الوزارة في توعية الشباب ومحاربة الفكر المتطرف والإرهاب بالأردن، قال وزير الشباب الأردني محمد سلامة النابلسي، إن الأردن كغيره تعرض للإرهاب ومحاولات نشر الفكر المتطرف وواجه ذلك بكل قوة عبر العديد من المنابر كانت وزارة الشباب إحداها بالتعاون مع الوزارات الأخرى المعنية.
وتابع النابلسي أن وزارة الشباب استطاعت وبالتعاون مع وزارات أخرى كالثقافة والأوقاف وغيرها أن تواجه الفكر المتطرف والإرهاب عبر تحصين الشباب الأردني من محاولات الجماعات الإرهابية والمتطرفة لتجنيدهم للمشاركة في الأعمال الإرهابية، مؤكدا أن الشباب الأردني برز وعيه من خلال نبذ التطرف والعنف والإرهاب.
وعن مساهمته بصفته رئيس اللجنة الفنية الشبابية المعاونة لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، أكد النابلسي أن الأردن حريص على تطوير العمل الشبابي العربي بالتعاون مع كافة الأشقاء وخصوصا مصر باعتبارها رئيسة المجلس، موضحا أنه تم مؤخرا مناقشة البرامج والفعاليات الشبابية العربية للعام ٢٠٢٣، ومتابعة مستجدات العمل في الاستراتيجية العربية للشباب والسلام والأمن.
وأضاف أنه تمت مناقشة ملاحظات الدول الأعضاء المتعلقة بالاستراتيجية والتي سيتم بحثها من خلال اللجنة المختصة بوضع الاستراتيجية التي ترأسها الأردن وتضم في عضويتها مصر والسعودية، ودولة الإمارات والمملكة المغربية والتي تم تشكيلها انطلاقا من قرار الأمم المتحدة 2250 "الشباب والسلام والأمن".
وكشف أن الأردن سيستضيف اللقاء الثامن عشر لشباب العواصم العربية تحت شعار"الشباب وسوق العمل الحاضر والمستقبل" بالإضافة إلى إقامة برنامج صالون الشباب العربي الرابع في العاصمة عمان والذي كان مقررًا إقامته عام 2021 إلا أن ظروف جائحة كورونا حالت دون ذلك.
ونوه إلى أنه هناك العديد من المقترحات التي تم تقديمها من الدول العربية فيما يخص آليات تطوير العمل الشبابي العربي والتي تهدف إلى توفير الفرصة للشباب العربي للالتقاء وتبادل الخبرات في العمل الشبابي والتعرف على أفضل الممارسات في العمل الشبابي إلى جانب تنمية مهارات الشباب والاستماع للشباب وأفكارهم وطموحاتهم ورغباتهم وما يقدمونه من حلول وبدائل في مختلف التحديات التي يواجهونها في ظل التحديات العالمية الراهنة، سيتم مناقشة تنفيذها في القريب العاجل.